إيمان محمد (أبوظبي) استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، أمس الأول، خمسة من الكتاب المرشحة رواياتهم للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في أمسية أدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، وغاب عنها الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل صاحب «السبيليات» لعارض مرضي. ورأى الروائي المصري محمد عبد النبي مؤلف «في غرفة العنكبوت» أنه لايوجد ما يحدد للروائي أن يطرح موضوعاً بفجاجة أو سلاسة، فمهمة الكاتب أن يوجد بناء فني يجذب القارئ إلى لعبته دون الدخول في مقولات أخلاقية، وعلى القارئ محاولة تجنب قراءة الكتاب من عنوانه أو الحكم على الناس من مظهرهم، والنظر إلى الإنسان على حقيقته من دون أحكام مسبقة، وهذا غاية الرواية، وأوضح أنه استفاد من عمله في الترجمة باستخدام المفردة الصحيحة في المكان الصحيح. وشرح الروائي اللبناني صاحب «أولاد الغيتو» أن روايته هي مجموعة أوراق كتبها شخص آخر، وهي محاولة لكتابة رواية عن الشاعر وضاح اليمن غير أن الكاتب يكتشف قصة حياته الرهيبة، فقرر أن يكتب سيرته ومن خلالها كتب سيرة مدينة اللد التي شهدت أكبر مذبحة عام 1948 من قبل القوات الإسرائيلية، فسرقها ونشرها كما هي، وأوضح أنه قابل عدداً كبيراً من الناس ليجمع شتات سيرة اللد التي لم توثق بشاعات الإسرائيليين فيها. وأوضحت الليبية نجوى بن شتوان مؤلفة «زرايب العبيد» أنها أنشأت عوالم روايتها على صورة وحيدة لزرايب العبيد في بنغازي التقطها مصور إيطالي عام 1911، وهو المكان الذي كان يعيش فيه العبيد ولم يعد له أثر الآن، وقد رحل من عاش فيها أو يتذكرها، فقد عثرت على سيدة عجوز في آخر أيامها وحكت لها بعض الحكايات قبل أن تتوفي، وقد ظهرت شخصيتها في الرواية، واعتبرت أن الرواية ليست تركيزاً على شخصية واحدة بل هي مشهد عام للزرايب وفيه العديد من الشخصيات المساعدة التي تخدم المشهد الدرامي. وعن روايته «موت صغير» تحدث السعودي محمد حسن علوان عن تناوله لسيرة متخيلة للشيخ ابن عربي، واستخدم فيها لغة قديمة من عصره، مدفوعاً بهاجس أثاره بعض المؤرخون الذين لم يجزموا بأي لغة كان يتحدث الناس قبل ألف سنة، فهناك من يقول إنهم كانوا يتحدثون الدارجة ويكتبون بالفصحي، وعن لقاء ابن عربي بابن رشد أوضح أنه لايوجد دليل واضح على علاقتهما، فهناك من يقول إنهما لم يلتقيا وغيرهم يقول إنهما التقيا لقاء وحيداً وكان حواراً رمزياً كما ظهر في الرواية، وهناك مساحة رمادية كبيرة في سيرته، والرواية تمثل 10 بالمئة من السيرة الحقيقة والباقي خيال. من جهته تحدث العراقي سعد محمد رحيم عن روايته «مقتل بائع الكتب» التي حاول من خلالها أن يرسم ملامح جيل كامل عاش أوهام كبيرة وعاش تقلبات الحياة الملتبسة في العراق، والتي مرت بتقلبات كبرى وعاش الناس تحت وطأة حصار دام 13 عاماً، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك في الكتابات الأدبية، والعمل الأدبي وخاصة الرواية ليس مناسباً لتسويق أفكار مجردة بل عكس صورة عن الحياة بتناقضاتها وصراعاتها.
مشاركة :