أخذ مرشح الوسط إيمانويل ماكرون خطوة كبيرة نحو رئاسة فرنسا أمس (الأحد) بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات وتأهله إلى الجولة الثانية المقررة في السابع من أيار (مايو) في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن. وأظهرت النسب النهائية للتصويت الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية اليوم أن ماكرون، وهو وزير اقتصاد ومصرفي سابق مؤيد للاتحاد الأوروبي وأسس حزبه قبل عام واحد فقط، حصل على 23.75 في المئة من الأصوات مقابل 21.53 في المئة لصالح لوبن. وتمثل نتيجة الانتخابات هزيمة ثقيلة ليمين الوسط ويسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لحوالى 60 عاماً كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة على غرار تصويت بريطانيا في حزيران (يونيو) الماضي بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة. وفي خطاب النصر قال ماكرون لأنصاره «غيرنا في سنة واحدة وجه السياسة الفرنسية»، موضحاً أنه سيأتي بـ«وجوه جديدة لتغيير النظام السياسي القديم إذا اختاره الناخبون». وتابع «أريد أن أكون رئيسا للوطنيين ضد تهديد القوميين» وفي إقرار بالهزيمة حتى قبل صدور الأرقام حض المرشحان المحافظ والاشتراكي أنصارهما على حشد طاقاتهم لدعم ماكرون والتصدي في الجولة الثانية لأي فرصة لفوز لوبن التي يقولان إن سياساتها المناهضة للهجرة ولأوروبا تمثل كارثة على فرنسا. وأظهر استطلاع أجراه مركز «هاريس» لاستطلاعات الرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 64 في المئة مقابل 36 في المئة للوبن وأعطى استطلاع «إبسوس/ سوبرا ستيرا» توقعات مماثلة. وبعد لحظات من إعلان التوقعات الأولى احتشد أنصار لماكرون في مركز مؤتمرات بالعاصمة باريس ورددوا النشيد الوطني. وكان كثيرون منهم دون سن 25 عاماً ما يعكس جانباً من التأييد لرجل يهدف إلى أن يصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ نابليون. وشنت لوبن هجوماً لاذعاً على منافسها ماكرون، واصفةً إياه بـ«الضعيف» في مواجهة التطرف. وقالت للصحافيين «أنا على الأرض للقاء الشعب الفرنسي وجذب انتباهه إلى قضايا مهمة بما في ذلك الإرهاب الذي أقل ما يمكن أن نصف تعامل السيد ماكرون معه بأنه ضعيف».
مشاركة :