ليس ببعيد عن الشانزلزيه في وسط باريس، يمر زوار العاصمة الفرنسية بأحد أكثر مشاريع البستنة الاستثنائية في الوقت الحالي وهي حديقة عائمة فوق نهر السين. تضم هذه «الحدائق العائمة» نباتات مختلفة تنمو في أربع حاويات فولاذية مليئة بالتربة. ومنها يمكن رؤية برج إيفيل وتبدو المدينة قريبة وبعيدة في الوقت نفسه. هذا المقصد غير العادي أحد الكثير من الحدائق في باريس التي تقدم للزوار فترة من السلام والسكينة. إذا سرت بعيداً على طول ضفتي نهر السين فستجد أمامك في مرحلة ما جدارا زجاجيا مرتفعا. ويفصل هذا الجدار حديقة متحف برانلي، متحف المدينة للفنون غير الأوروبية، مخففا صوت حركة المرور المحيطة بالمكان. وسوف يجد الزوار مساحة هادئة أخرى في حديقة المتحف هذه المقامة على مساحة هكتارين، وتمتلئ بنبات السرخس وبراعم الخيزران. وتختبئ الحشائش والشجيرات أسفل الأشجار وهناك أيضا بركة ماء. أما واجهة المباني الإدارية فتمثل حدائق رأسية. وتنمو النباتات بحرية على طول الجدار الأخضر، ممتدة لعدة طوابق. وتدعم الحكومة المحلية تحويل واجهات المدينة وأسطحها إلى حدائق. وبالاقتراب من متحف آن فرنك، الواقع في حي ماريه بالمدينة، فإن أول ما سيراه الزوار هو الحديقة المعاصرة. وتضم شجرة كستناء الحصان وشتلة من شجرة الأمل التي ذكرتها آن فرنك في مذكراتها. ويمكن الوصول لحديقة ثانية بعبور ممر مزين بالورود بالأسلوب الفرنسي الكلاسيكي. وليس ببعيد، مباشرة أمام مركز التسوق والترفيه الجديد «لي هال»، تقع حديقة نيلسون مانديلا وهي تخصيص أكثر منها حديقة. وإذا أراد الزوار حقا الغوص في الخضرة فيمكنهم القدوم إلى بورت دو فرساي. وهناك سيجدون القضبان المهجورة لسكة حديد بوتيت سانتيور التي أغلقت في عام 1934 ومن حينها، استولت النباتات البرية على القضبان وجرى تحديث المنطقة لجعلها صديقة أكثر للمشاة. تريد حكومة باريس المحلية إنشاء مزيد من هذه المساحات، وتعهدت بزراعة 20 ألف شجرة وإنشاء 30 هكتارا آخر من المساحات الخضراء بحلول عام 2020.
مشاركة :