حقّقت فصائل «الجيش الحر» في معركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد» في القلمون الشرقي والبادية الشامية تقدما لافتا في الساعات الماضية، في وقت بدأ النظام بشنّ هجوم على «جيش أسود الشرقية» الذي يقود المعارك مستهدفا المناطق التي انتزعها من «داعش»، بحيث بات «الحر» يخوض معركتين معاً، إحداهما ضد التنظيم في محيط جبال المحسا والثانية ضد النظام في ريف السويداء. ويوم أمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتجدّد الاشتباكات بين جيش أسود الشرقية والفصائل المقاتلة في معركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد» من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في أطراف القلمون الشرقي والمنطقة الممتدة إلى ريف حمص الجنوبي الشرقي، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي الاشتباك، وسط تقدم للفصائل في نقاط بأطراف القلمون ومحيط منطقة المحسا. وبعدما كان «أسود الشرقية» قد أعلن عن اقترابه من فك الحصار على القلمون الشرقي وربطها بالبادية السورية بعد سيطرته على نقاط الدفاع الأمامية لـ«داعش» في منطقة المحسّا، شنّ يوم أمس هجوما جديدا من محور منطقة الشامات في البادية السورية، بحسب ما أكّد على حسابه الرسمي، محققا تقدما إضافيا على وقع استمرار الاشتباكات بين الطرفين. وفي موازاة ذلك، أعلن «الحر» أن قوات النظام حاولت يوم أمس اقتحام مناطق سيطرة أسود الشرقية مستغلة انشغاله في منطقة أبو الشامات قرب الحدود السورية العراقية، ونجح المقاتلون في التصدي له. وقبل يومين كانت الفصائل قد أعلنت سيطرتها على منطقة العليانية التي تتمتع بموقع استراتيجي وهام لكونها تربط بين ريف حمص وبادية حماة وبادية دير الزور وريف دمشق ومعبر التنف. وأكّد الناطق باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، أن «الجيش الحر» حقق تقدما كبيرا ومهما في الأيام الأخيرة في معركته ضد «داعش» في القلمون الشرقي، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه استطاع انتزاع ما يقارب 9 آلاف كيلومتر مربع، بين انسحابات ومعارك، خلال الأسابيع الأخيرة في منطقتي القلمون الشرقي والبادية. وفيما أكّد أن التقدم على خطّ منطقة المحسا الاستراتيجية مستمرا توقّع إعلان السيطرة عليها في الأيام المقبلة إذا استمرت المعارك تسير بالشكل المخطط لها. ولفت إلى أن النظام وبعدما كان طوال ثلاث سنوات عازفا عن قصف مناطق التنظيم في القلمون الشرقي عمد في الأيام الماضية على قصف المناطق التي سيطر عليها «الحر»، مضيفا: «وهذا القصف يأتي لصالح التنظيم في المناطق التي لا مصلحة للنظام أن يتقدم الحر فيها». من جهته، أوضح، مسؤول المكتب الإعلامي لـ«جيش الأسود الشرقية» سعد الحاج، «إن الاشتباكات اشتدت مساء الأحد بحيث بدأ العمل من قبل الفصائل على محورين، من داخل القلمون الشرقي ومن البادية باتجاه المحسّا، وبعدما نجح مقاتلو القلمون في تحقيق تقدم، عادوا وتراجعوا قليلا من دون أن تتوقف الاشتباكات التي استمرت أيضا من جهة البادية وتحديدا في أبو الشامات». ووضع الحاج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الهجوم الذي شنّه النظام ضد «الحر» في ريف السويداء يهدف إلى تشتيت مقاتلي الفصائل في المنطقة الذين يتعاونون في هذه المعركة ومساندة «داعش» عبر القصف الجوي على المعارضة، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن تحرير المحسّا خلال أيام قليلة. وجيش «أسود الشرقية» إحدى الجماعات الرئيسية في المنطقة التي تحارب «داعش» وتقاتل تحت راية الجيش السوري الحر، وهي كانت قد بدأت مع فصائل معارضة أخرى قبل نحو أربعة أسابيع معركة جديدة في البادية السورية، «أبرز أهدافها، فتح الطريق إلى منطقة القلمون الشرقي المحاصر من النظام وداعش والسيطرة على منطقة البادية والتي تعد مفصلا هاما لتنظيم داعش والتي يعتمدها كطريق إمداد له من الجنوب إلى الشمال كحلب وغيرها وإلى الشرق كدير الزور والرقة. من جهة أخرى، استمرت يوم أمس الاشتباكات في محيط جبل الأبتر جنوب تدمر شرقي محافظة حمص، في موازاة استمرار القصف الجوي الروسي، في محاولة لصد الهجمات التي ينفذها عناصر «داعش» لاستعادة المواقع التي سقطت بأيدي قوات النظام منذ أيام، حيث شهدت المواقع المحيطة بصوامع الحبوب شرق تدمر والتلال المحيطة بها اشتباكات عنيفة، واستعاد التنظيم نقاطاً استراتيجية في جبل الأبتر وسبخة الموح وضمار الهجن جنوب تدمر. وكانت «وكالة أعماق» التابعة للتنظيم أعلنت أول من أمس عن مقتل وأسر عدد من عناصر قوات النظام خلال اشتباكات في محيط صوامع الحبوب شرقي تدمر. وتشهد منطقة الصوامع والتلال والمرتفعات المحيطة بها، اشتباكات وقصف جوي بشكل شبه يومي، الأمر الذي كلّف النظام والميليشيات المساندة له، خسائر واستنزافا كبيرا للعناصر.
مشاركة :