الشارقة – أحمد ناصر | للمرة الأولى أشاهد نشرة أخبار خاصة بالأطفال تستحق أن توصف بأنها نشرة أخبار.. ففي البرامج التلفزيونية الخاصة بالطفل في الفضائيات العربية نشاهد فقرات إخبارية، ولكنها لا ترقى أن تسمى كذلك، لأنها متواضعة والأطفال مجتهدون في تقديمهم، أما ما شاهدته في مهرجان الشارقة القرائي للطفل فالأمر كان مختلفا؛ أداء قوي وإلقاء سريع ومتقن ومخارج أحرف جميلة وكأننا أمام نشرة أخبار مهنية تستحق أن تظهر على الشاشة، الأمر يعود إلى تدريب الأطفال في المهرجان على الإلقاء الخبري التلفزيوني.. وهذا نمط مستقبلي جيد لأطفالنا في الوطن العربي، هذه الورشة تحت إشراف مؤسسة الشارقة للإعلام. في موقع آخر في المهرجان هناك فعالية أخرى «اصنع فيلمك»؛ مجموعة من الأطفال يحيطون بمخرج سينمائي، ويشاهدون لقطات التقطوها وصوروها بهواتفهم النقالة، وفي الجلسة السينمائية يتعلمون كيف يحركون الكاميرا، ويقررون اللقطة التي يريدون التقاطها، ثم يشاهدون الأفلام القصيرة الصغيرة التي صوروها وأخرجوها، شاهدت بعضا منها.. كانت جميلة ولم أتوقع أن يكون مصور هذا الفيديو (الفيلم) طفلا! جميل أن يعد الأطفال العرب منذ حداثة سنهم بطريقة مهنية تؤهلهم لأن يكونوا في المستقبل مخرجين سينمائيين. «أبدع قصتك» ورشة أخرى تقام في القاعة 4 في صالة المهرجان، ورشة مهنية تعلم الأطفال كيف يكتبون القصص التي تدور في خلدهم، وكيف يستفيدون من خيالاتهم البرية الجميلة في رسم الواقع الذي يعيشونه وفق رؤيتهم الطفولية البسيطة، سارة ميلين من بريطانيا تقود هذه الورشة التي تعلم الطفل كيف يترجم تصوراته وخيالاته إلى قصة مكتوبة، حاولت ميلين في هذه الورشة أن تعلم الطفل كيف يكون البناء الأساسي للقصة ويرتب أفكاره ترتيبا دراميا يكون من خلالها قصة. «كونوا شعراء» ورشة أدبية شعرية جميلة، تقودها كريستينا جابيتاس من بريطانيا، وهذه الورشة ضمن مشروع عالمي كبير تحت إشراف المملكة المتحدة لتعليم الأطفال صياغة الشعر بلغاتهم، وتحفيزهم على الرقي بكلماتهم والاستفادة من جماليات لغاتهم في التعبير والوصف، وفي هذه الورشة التي يستضيفها مهرجان الشارقة القرائي يتعلم الأطفال التعبير عن مكنونات قلوبهم بكلمات شاعرية جميلة وعبارات راقية، لتكون هذه الورشة هي اللبنة الأولى في بناء موهبة الشعر لدى الطفل، وهناك العديد من الورش المتخصصة في المهرجان.. ما يعني أن مهرجان الشارقة القرائي يبني طفلا للمستقبل، وهو ما نحتاجه بشدة في بلادنا العربية حاليا.