أعرب سفير مملكة هولندا لدى الكويت فرانس بوتايت عن اعتقاده بوجوب إعفاء الكويتي من تأشيرة الشنغن «لأن سبب وضع التأشيرة كان التخوف ممن يأتون طلبا للجوء وهذا الأمر لا ينطبق على الكويتيين»، مبينا أن حصول الكويتيين على الجواز الجديد سيلغي أي مبرر لعدم إلغاء التأشيرة عنهم.واستغرب بوتايت في حوار مع «الراي» حاجة أوروبا المتحضرة لوضع ملصق تأشيرة شنغن على جوازات من يرغب في زيارتها عكس ما يحدث للهولنديين الراغبين في القدوم للكويت الذين يحصلون على التأشيرة أون لاين، فلماذا لا تكون تأشيرة شنغن أون لاين على غرار تذاكر السفر؟وذكر أن بلاده كانت على الدوام الشريك التجاري الأول للكويت في القارة الأوروبية ولكنها خسرت هذا الترتيب لمصلحة ألمانيا أخيراً، مرجعا ذلك إلى بيع المصفاة الكويتية في روتردام التي كانت تشتري البترول من الكويت مما كان تلقائيا يرفع من حجم التبادل التجاري بين البلدين.وتطرق بوتايت إلى العقود بين شركات بلاده والكويت لتنفيذ خطتها التنموية، وعدد الطلبة الكويتيين في الجامعات الهولندية علاوة على قضايا متعددة في ثنايا الحوار التالي:• بعد قضائك 18 شهرا في الكويت كيف ترى تطور العلاقات بين البلدين؟- نحن نعمل بشكل قوي لنتمكن من انجاز كل مافيه مصلحة بلدينا ونحن سعداء لانجاز عقود كبير بين شركة «شل» التي تعتبر ثاني أكبر شركة طاقة خاصة في العالم والبترول الكويتية، كما اننا في العام الماضي حققنا تقدما في حجم صادراتنا الزراعية للكويت بحيث أصبحت متوفرة في كافة الأسواق الكويتية بالاضافة للمعدات الصحية والآلات، كما ارتفع حجم التعاون العسكري بين البلدين حيث أن جنودنا الـ90 المتواجدين في معسكر عريفجان الكويتي ضمن قوات التحالف ضد الارهاب وليس ذلك فحسب بل أرسلت هولندا طائرة ضخمة «tanker aircraft» لتقوم بتزويد طائرات التحالف بالوقود.• ماذا عن التبادل التجاري؟- نحن كنا على الدوام الشريك التجاري الأول للكويت في القارة الأوروبية ولكننا خسرنا ترتيبنا هذا لمصلحة ألمانيا أخيراً، والسبب في ذلك كان وجود المصفاة الكويتية في روتردام والتي كانت تشتري البترول من الكويت مما كان تلقائيا يرفع من حجم التبادل التجاري بين البلدين، ولكن بيعها هو سبب التراجع.• كيف ترى حال الاستثمارات؟- هذه قضية صعبة فهناك استثمارات هولندية في الكويت ولكنها ليست كبيرة، فالكويتييون أيضا يستثمرون كثيرا خارج بلادهم أكثر مما يستثمرون في الكويت، أما الاستثمارات الكويتية في هولندا فهي نشيطة جدا في العديد من القطاعات، وهناك مقر لشركة نفط الكويت في هولندا.• كيف تعملون على تنشيط التبادل الثقافي؟- ندرس حاليا عمل المزيد من الفعاليات الثقافية هنا في الكويت وخصوصا بعد بناء مركز جابر الأحمد الثقافي المميز وهو ما يعتبر البنية التحتية القوية لاستقطاب العديد من الفعاليات الثقافية المميزة، كما اننا سنعمل مع الجانب الكويتي في مجال الفن الإسلامي حيث تحوي هولندا أجمل الفنون الإسلامية وقد شاركت الكويت في معرض الفنون الاسلامية في هولندا من قبل، حيث تعتبر لاهاي مركزا للفن الاسلامي.• ما الموقف الهولندي من الطلب الكويتي للإعفاء من تأشيرة شنغن؟- منذ أن تسلمت مهام عملي كسفير هنا لم يواجه أي كويتي أي مشكلة في حصوله على التأشيرة لهولندا، وأعتقد أنه يجب إعفاء الكويتي من التأشيرة لأن سبب وضع التأشيرة كان التخوف ممن يأتون طلبا للجوء وهذا الأمر لا ينطبق على الكويتيين، وأنا أتساءل لماذا ما زال الكويتي بحاجة لتأشيرة؟ فالاماراتيون لا يحتاجونها، وبعد حصول الكويتيين على الجواز الجديد لا يوجد أي مبرر لعدم الغاء التأشيرة عنهم، ولكن بعض صانعي القرار في أوروبا لديهم نظرية أن العرب خطرون ولذلك من الصعب اجماعهم على قرار الاعفاء في الوقت الحالي، ولذلك أحب أن يعلم جميع الكويتيين الراغبين في الحصول على التأشيرة أننا في السفارة نعمل على إعطائهم تأشيرة مدتها 5 سنوات متعددة الدخول.• هل هناك تعاون أمني بين هولندا والكويت؟- نحن نعمل جنبا الى جنب ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش فالكويت شريك عظيم لهولندا وتقدم تسهيلات كثيرة لقواتنا كما ان لدينا تعاونا في الجوانب الانسانية للمتضررين جراء الارهاب حيث ان التحالف ليس للحرب فقط ولكن لمساعدة المتضررين جرائها أيضا.• هل تشارك الشركات الهولندية في المشاريع الكويتية؟- شركة شل تعمل بشكل وثيق مع شركة نفط الكويت في تقوية ضغط الضخ للبترول عبر احدث التقنيات، كما أن مشروع مصفاة الزور هو الأكبر عالميا، وقد قامت شركات هولندية بعمل الأرضية المناسبة لهذه المصفاة الضخمة، حيث كان مشروعا بقيمة نحو نصف مليار دولار لنقل التراب من البحر للأرض لجعلها قوية وقد تم الانتهاء من هذا المشروع قبل حولي 3 أشهر وبناء هذا المصفاة سيكون بالتعاون بين شركات كورية واميركية.• ما تقييمكم للإقبال على الدراسة في هولندا من قبل الطلبة الكويتيين؟- لدينا عدد من الطلبة الكويتيين في الجامعات الهولندية ومعظمهم في التخصصات الطبية والإدارة في نوتردام ولكنه ليس عددا كبيرا ونحن نعمل لاستقطاب المزيد منهم ولذلك تواصلت مع وزارة التربية والتعليم الكويتية من أجل ذلك لمزيد من الطلبة في الطب وأحب أن اعلن للطلبة الراغبين في الدراسة في هولندا أن نحو 70 في المئة من الفصول الدراسية في هولندا تكون باللغة الانجليزية ومعظم الناس هناك يتحدثون الانجليزية ولا يوجد أي معوقات للطلبة الكويتيين في ذلك، كما أن رسوم الدراسة في هولندا تعتبر أقل كثيرا من بريطانيا والولايات المتحدة.• هل هناك تأثير للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على اقتصادكم؟- حتى الآن لا أعلم كيف سيكون التأثير الاقتصادي على هولندا بسبب الخروج البريطاني وهو صعب التكهن فالامر معقد فهناك الكثير من الشراكات الكبيرة بين هولندا وبريطانيا في العديد من الشركات العالمية، ويجب ان اقول ان بريطانيا كانت شريكا تجاريا كبيرا للاتحاد الأوروبي فبريطانيا وهولندا في شمال أوروبا ولدينا نفس المفاهيم وتشابه كبير في نمط الحياة والأعمال والعقلية، فالاتحاد الأوروبي مشروع ناجح لمواجهة التحديات العالمية، وكان الاتحاد أقوى بوجود بريطانيا، فالاتحاد يعطي قوة كبيرة لأعضائه مثلما يحدث حاليا في دول مجلس التعاون.• هل لديكم مخططات لرفع نسبة السياح الكويتيين لهولندا؟- ان أعداد التأشيرات الممنوحة للكويتيين قد تضاعف لأكثر من 40 في المئة عن العام الماضي ووصل الى 7000 تأشيرة، وحتى اليوم مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي فهناك ارتفاع بنسبة 30 في المئة، فهولندا تعتبر وجهة مفضلة للسياح الكويتيين وعائلاتهم، والكثير منهم قد تملك شاليهات في هولندا حيث إن أسعارها ليست مرتفعة وبحدود الـ40 الف دينار فقط ونحن نعمل حاليا على تشجيع الكويتيين لاكتشاف مناطق هولندية جديدة غير امستردام وزيارة الريف الهولندي، فهناك رحلات بالقارب النهري «كروز» مدتها أسبوع حتى يتمكن السائح من زيارة عدة مدن هولندية وهو مقيم على متن القارب.محطاتكرم الكويتعلّق السفير الهولندي على ما وجده في الكويت بالقول «لم أجد قلوبا كبيرة مثل الكويتيين الذين فتحوا لي منازلهم وديوانياتهم التي لا يوجد بها أي حدود للنقاش في جميع المجالات بالاضافة إلى الكرم الكبير لديهم بصورة لم أكن أتوقعها».الإرهابعند الحديث عن تمدد خطر الإرهاب قال بوتايت «نحن في هولندا نعتبر محظوظين فلم يحدث عندنا ما حصل في العديد من العواصم مثل بروكسل وبرلين ولندن والسويد»، مستطردا «وهذا لا يعني اننا بمأمن من الارهاب ولكن علينا الحذر».التأشيرةذكر السفير الهولندي أن «اصدار التأشيرة للكويتيين تستغرق بحدود أسبوع ولكن مدتها 5 سنوات، بسبب أن مركز اصدار التأشيرات الهولندية لدول المنطقة موجود في الأردن وليس في الكويت وهذا سبب استغراق هذا الوقت الكبير»، لافتا إلى «خطط مستقبلية ليكون الاصدار هنا في الكويت».وقال بوتايت «ما أراه سخيفا جدا حتى الآن أن نكون ما زلنا ونحن العالم الذي يعتبر نفسه متحضرا بحاجة لوضع ملصق التأشيرة على جوازات من يرغب في زيارة أوروبا على عكس ما يحدث للهولنديين الراغبين في القدوم للكويت الذين يحصلون على التأشيرة أون لاين، فأستغرب لماذا لا تكون تأشيرة التشينغن أون لاين على غرار تذاكر السفر؟».تركيابسؤال السفير بوتايت عن العلاقات الهولندية - التركية بعد الاستفتاء الأخير، قال «لقد كان هناك سوء فهم لحقيقة ما جرى في الآونة الأخيرة، فنحن لدينا مواطنون هولنديون يحملون الجنسية التركية وبإمكانهم التصويت في البلدين وهذا جزء من الديموقراطية، ولكن سياستنا تنص على حفظ الأمن لدينا من التجمهرات المخربة ولذلك تقع مسؤولية التنسيق والحفاظ على الأمن خلال أي أحداث على جهاز الأمن لدينا وهو المسؤول عن تحديد الأماكن المسموح فيها للتجمعات وهذا ما حدث». وبين أن «الأتراك يرون أنهم يستطيعون فعل ما يحلو لهم في هولندا كونهم مواطنين هولنديين أيضا، وقلنا لهم نعم تستطيعون ذلك ولكن بحسب الشروط الأمنية والأماكن المحددة، وهو ما أثر على علاقاتنا الثنائية مع تركيا حاليا».
مشاركة :