تطبيق الأهداف الإنمائية يستلزم جعلها منهجًا لحياتنا اليومية

  • 4/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك المفدى للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية فعاليات مؤتمر الشباب الدولي التاسع «لنرد العطاء» الذي تنظمه وزارة شؤون الشباب والرياضة، وذلك بحضور وزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلي الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في مملكة البحرين.ويشارك في الحدث ألف شاب وشابة يمثلون وفودًا من 29 دولة من مختلف أنحاء العالم.وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة المتحدث الرئيس في المؤتمر أهمية أهداف التنمية المستدامة، وقال في كلمته التوجيهية التي حملت عنوان «شباب العطاء.. حان دوركم»: «إنه بتطبيقنا لأهداف التنمية المستدامة، فإننا لا نطبق مجرد أحلام أو رؤى يسعى قادة العالم لتحقيقها، بل هي خطوط عريضة يمكن تسميتها بمنهج حياة نتبعه يوميًا، ويحكم مجمل قراراتنا وخطواتنا التي نتخذها فيما يتعلق بالشأن العام أو حتى الخاص».وأضاف سموه: «إننا اليوم نعيش بخيرات وفيرة في معظم البلدان لتسد حاجتنا الأساسية اليومية، لكننا مع أهداف التنمية المستدامة فإننا لا نعيش يومنا فقط بل نرسم ملامح الحياة للأجيال القادمة التي ستأتي من بعدنا، فهذه الأرض التي نعيش عليها ما هي إلا أمانة نسلمها لهم بعد رحيلنا، وهذا ما تسعى أهداف التنمية المستدامة لتحقيقه وهو إيصال الأمانة وتناقلها جيلاً بعد جيل».نتشارك العالم.. نتشارك الإنسانيةوأردف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: «إننا في هذا المؤتمر نأتي من بلدان مختلفة وثقافات مختلفة وأحلام وطموحات متباينة، وأيضًا حتى في همومنا مختلفون، لكننا نجتمع سويًا في الإنسانية ونتشارك معًا هذا العالم، وحتى إن اختلفنا في عدة جوانب هذا لا يعني أننا لا نهتم بمن هم مختلفون عنا، نحن هنا في مملكة البحرين لا يمكننا أن نتطرق للحديث عن الجوع كأحد المشاكل لأننا لا نعاني منه، لكن هناك مجموعة كبيرة من البشر تعاني من الجوع في أطراف أخرى من العالم، ومشاركتنا جميعا في المؤتمر للحديث عن هذا الأمر يعد جزءًا من المسؤولية الاجتماعية التي يجب علينا حملها لنحيا جميعًا حياة إنسانية كريمة».وطرح سموه تساؤلاً حول اختيار «لنرد العطاء» ليكون عنوانًا للمؤتمر هذا العام، وقال: «الإجابة بسيطة جدًا، فلقد جاء الاسم ترجمة ضمنية لأهداف التنمية المستدامة، فجاءت لتقول لعالمنا بأنه حان الوقت لنرد عطاء الأرض لنا بعطاء يساهم في ديمومته ويساهم في الحفاظ عليه، فكما تود أن تأخذ يجب عليك أن تعطي، ومن قوبل بالخير لا يجب عليه إلا أن يرد بالخير، فجاءت كلمتي نرد العطاء كترجمة لمضمون 17 هدفًا من شأنهم أن يخطوا بالبشرية في طريق الخير والبذل والعطاء، ويجب علينا جميعًا أن نتحرك ليستمر نبض أرضنا».شباب العطاء.. حان دوركمواختتم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمته قائلاً للشباب: «حان دوركم لأخذ زمام الأمور، فلدينا 13عامًا وثمانية أشهر لتحقيق أهدافنا الـ17، فأنتم من تعول عليهم الأمم في التقدم بحضاراتها، وبطاقاتكم واندفاعكم سيرى العالم نورًا جديدًا ينبثق من خطواتكم، إن العالم اليوم لا يتحدث إلا عن الشباب، فلنرهم ما يمكن للشباب أن يقوم به من أجل رد العطاء، وما هذا المؤتمر إلا إحدى من الخطوات لرد العطاء من خلال الاستفادة من تجارب نخبة المتحدثين ونخبة الشباب أصحاب التجارب المتميزة فيما يخدم أهداف التنمية المستدامة، والدور يأتي بعد المؤتمر عليكم يا شباب العطاء في المساهمة أولا بجعل أنفسكم قدوة حسنة يحتذى بها في أنماط الحياة المستدامة، وثانيًا في المساهمة الفردية أو الجماعية بالتوعية بأهمية أهداف التنمية المستدامة، وثالثا في تقديم مبادرات من شأنها أن تحقق الأهداف وغاياتها».فعاليات حفل الافتتاحوبدأ حفل الافتتاح بحضور راعي الحفل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وضيوف الحفل، حيث بدأ الحفل بعزف السلام الملكي ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاه عرض فيلم عن أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أطلقتها الأمم المتحدة بما تحتويه من جوانب مهمة للمجتمع وأهمية تطبيقها واعتمادها كطريق للاستدامة العالمية.وشاهد الحضور عرضًا فنيًا بعنوان «حكاية الإصرار»، يركز على عنصر بيئي تاريخي لمملكة البحرين هي «شجرة النخلة» لما تحويه من مضامين بحرينية وأصالة ورمز للخير والعطاء من قديم الزمان، والتي يتم توظيفها كرمز للاستدامة والقوة والإصرار، والإشارة بشكل رئيسي إلى «السعفة» التي نحصل عليها من شجر النخيل التي كانت ولازالت رمزًا وطنيًا وجزءًا من تاريخنا وأصالتنا، وهو من تأليف وإخراج الفنان خالد الرويعي، وكلمات الشاعر القدير علي الشرقاوي، وألحان وتوزيع المايسترو خليفة زيمان، ويشارك في تمثيله الفنان جمعان الرويعي ونورة الصايغ، وغناء الفنانة هند محمد بمشاركة نخبة من فناني مملكة البحرين.وقدم الشباب لوحة فنية بعنوان قوة الشباب، وهي عبارة عن أوبريت يتحدث عن قوة الشباب وعزيمتهم وإصرارهم للتحدي والإنجاز، وتحفيزهم على التقدم والبذل لتحقيق أهدافهم وخدمة المجتمع، من كلمات الشاعر هشام الشروقي، وألحان طارق الجار، وغناء الفنان فؤاد عبدالواحد من الجمهورية اليمنية، والفنان صلاح الزدجالي من سلطنة عمان، والفنانة حنان رضا من مملكة البحرين، إضافة إلى بنا الزعبي من مملكة البحرين.وخلال الجلسة الافتتاحية وجه ضيف شرف المؤتمر الكاتب الأسترالي الملهم ذو الأصول الهندية سارو بريرلي الشكر إلى مملكة البحرين على استضافة مؤتمر الشباب الدولي الذي يركز على أهداف التنمية المستدامة، مشيدًا بالخطوة التي اتخذتها المملكة لإتاحة الفرصة للشباب من مختلف دول العالم للمشاركة في صياغة خطط مبتكرة لتنفيذ الأهداف التي تخدم الإنسانية،كما تحدث عن هدف القضاء على الفقر كأحد أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أقرتها الأمم المتحدة، مستعرضًا تجربته في هذا الشأن.وفي ختام الحفل قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتكريم المتحدثين والجهات المتعاونة، كما تسلم سموه هدية تذكارية من وزير شؤون الشباب والرياضة هشام الجودر تقديرًا وعرفانًا لرعاية سموه المؤتمر الشبابي في نسخته التاسعة.الجدير بالذكر أن المؤتمر يتضمن عددًا من الجلسات العامة والحلقات النقاشية التي يشارك فيها متحدثون عالميون، هم آرن سيمن مؤسس شركة «ايرث إيزي» الذي يتحدث عن هدف المياه النظيفة والنظافة الصحية، وباول نكلن مصور الحياة البرية الذي يتحدث عن العمل المناخي، وكليب هاربر مدير مبادرة الزراعة المفتوحة «اوبيناغ» الذي يتناول هدف الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، ولورنس كامبل - كوك مؤسس شركة«بفيجن» الذي يتطرق إلى هدف «طاقة نظيفة وبأسعار معقولة»، إلى جانب نوال الحوسني المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة والهوية المؤسسية في «مصدر» وتتطرق إلى هدف المدن والمجتمعات المحلية المستدامة.كما يشهد المؤتمر حلقة نقاشية عن المبادرات الشبابية، بمشاركة مجموعة من الشباب الرائد في عدة مجالات إغاثية وإنسانية وفي مجال الابتكارات لأصحاب التجارب الناجحة في عدد من الدول، وهم مهند الحسون، وفجر مفيز، وريتا كيمائي، وأنكيتكواترا، وكاران جيراث، وهيروتاكا كويكي، وسارة عبدالفتاح.

مشاركة :