شيماء المرزوقيلدى العلماء طموحات كبيرة للنجاح في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه البشرية حتى اليوم، خاصة في مجالات الفضاء كالبحث عن كواكب مناسبة للحياة لتكون بديلاً للأرض، أو في مجالات أخرى كالطب، إذ مازال الكثير من الأمراض دون علاج. ومن دون شك يعتبر المجال الطبي على وجه الخصوص حقلاً خصباً، فالجهود والكشوف العلمية في هذا المضمار متواصلة وواعدة. قبل عدة أيام قرأت خبراً شيقاً يبرهن على جانب من هذا السعي، حيث يعمل العلماء على وصل الدماغ البشري بالحاسب الآلي، ومن فوائد هذه التقنية، لو قدر لها النجاح، علاجات فورية وغير مسبوقة، لأنها تستهدف تنشيط الدماغ. ومثل هذه البحوث تحولت من الورق للمختبرات لتتم تجربتها على الفئران والقرود، بمعنى أنه باتت لها خطوة عملية على أرض الواقع. على سبيل المثال ما قام به العلماء في مستشفى ماساتشوستس، حيث تم تصميم تجربة على الفئران، ونشرت النتائج في مجلة «سينس أدفانس» المتخصصة، وقاموا بعمل نفس هذه الزراعات كتجارب على القرود. وإذا قدر لهذه التقنية النجاح أيضاً على القرود، فإنه من المتوقع أن تكون فتحاً علمياً كبيراً جداً، قد يسهم في استعادة البصر عند المكفوفين، وهذه واحدة فقط من الفوائد الكثيرة لهذه التقنية. وقد شرح أحد الباحثين في معهد أبحاث «زيروكس بارك» فكرة هذه التقنية بأنها تهدف لتحفيز القشرة البصرية عند القرود، وتحاول تنشيط أو إعادة النشاط للخلايا العصبية الصادرة من العين، وهي طريقة مبتكرة وحديثة جداً لعلاج العمى، حيث يستهدف الدماغ وليست العينين.والعلماء متفائلون جداً، حيث توجد شواهد لنجاح هذه التقنية، ففي دراسة تضمنت تجربة سابقة على رجل برازيلي مشلول، تمكن بواسطة هذه التقنية من استعادة حاسة اللمس، وكان الفضل يعود إلى واحدة من زراعات الدماغ. حالة أخرى مسجلة أيضاً كإنجاز طبي تتحدث عن امرأة مصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري استعادت قدرتها على التواصل، بفضل النجاح في الاتصال بين الدماغ والحاسوب. وفي المجمل يوجد تفاؤل كبير لدى العلماء سواء بسبب هذه النتائج أو لما يخفيه المستقبل من المزيد من التطوير في هذا الحقل.فعلاً يبقى المجال الطبي واحداً من أهم الحقول العلمية التي تنتظر البشرية منه المزيد من النجاحات لحل الكثير جداً من الأمراض وإيجاد علاجات ناجحة، وتبقى أيضاً الجهود في الاتصال بين الحاسب والدماغ في مجالها العلاجي الطبي، ولكن لو قدر ونجحت فإنه من المتوقع أن تتجاوز هذا الحقل بكثير، وليظهر السؤال القديم: إلى أين سنصل؟ Shaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com