قطر وهولندا «صغيرتا المساحة».. «كبيرتا الطموح»

  • 4/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الدكتورة بهية تهذيب – لي سفيرة مملكة هولندا لدى الدولة في حوار لـ «العرب» أن البلدين تربطهما علاقات مميزة، تمتد إلى علاقات أسرية بين الأسر المالكة والحاكمة في كلا البلدين، لافتةً إلى أن بلادها تهتم بأن تكون شريكاً لقطر في تحقيق السلام، والعدالة، وتنمية الأعمال التجارية. وبمناسبة احتفال السفارة الهولندية بالدوحة بـ «عيد الملك» اليوم، قالت السفيرة بهية تهذيب –لي إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 4 مليارات ريال قطري (مليار يورو) في العام 2015، في وقت بلغت الصادرات الهولندية نحو قطر 440 مليون يورو، مقابل 556 مليون يورو واردات هولندية من قطر، في وقت تستثمر العديد من الشركات القطرية في هولندا، بينها شركة «منتجات» المتخصصة في تسويق، وبيع البتروكيماويات، وقطر للبترول، وشركة «لوسيل»، وشركة قطر القابضة (استثمار كتارا للضيافة: فندق أمستل)، وتفاصيل أخرى، تطالعونها في نص الحوار التالي:تحتفل سفارة مملكة هولندا اليوم بعيد الملك، ماذا يمثل هذا اليوم في تاريخ بلادكم؟. - في 26 أبريل نحتفل باليوم الوطني لمملكة هولندا هنا في الدوحة، بمناسبة عيد الميلاد الـ50 لملكنا فيليام ألكساندر، في هولندا، وهو يصادف عيد ميلاده يوم 27 أبريل، ويسعدني القول إنه من محاسن الصدف، أن الملك فيليم ألكسندر تولى العرش عام 2013، أي في السنة نفسها التي تولى فيها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحكم في دولة قطر. ويعدّ اليوم الوطني لمملكة هولندا إجازة وطنية، تسمى «يوم الملك»، وهو يوم سعيد، ينتظره شعبنا بفرح كبير كل عام؛ حيث يخرج الجميع في الشوارع يرتدون الملابس البرتقالية، وتقام احتفالات ممتعة للأطفال في الشوارع، إلى جانب العديد من الحفلات الموسيقية في الأماكن العامة. و«يوم الملك» مناسبة للاحتفال بالروابط الوثيقة التي أقامتها مملكة هولندا ودولة قطر، والروابط الأسرية بين الأسر المالكة، والشركات، والناس على مر الزمن، في كلا البلدين؛ ولأجل ذلك، قررنا في السفارة أن نعطي هذه المناسبة الاحتفالية في الدوحة نكهة خاصة، ونحتفل بها بعنوان «الزهور والفن»، ذلك أن الزهور والفن يعكسان جزءاً هاماً من هويتنا الثقافية والتراثية. ونحن نفخر باحتضان واحدة من أكبر حدائق الزهور في العالم «كيوكنهوف»، والتي تعدّ المورد الرئيسي في العالم من الزهور والنباتات والأشجار. ونحن الهولنديون متحمسون جداً لتقاسم الزهور والفن مع أصدقائنا في الدوحة، وكل الضيوف الذين سيشرفوننا، ويسعدني أن ليلة الاحتفال بالمناسبة ستكون مفعمة بألوان الزهور التي ستزين النادي الدبلوماسي، وسنستقبل ضيوفنا بعديد من الأعمال الفنية الأكثر شهرة، أبدعها رسامون هولنديون بطريقة فنية جمالية. كيف تقيّمون العلاقات الثنائية بين البلدين؟. - هولندا تربطها علاقات مميزة مع قطر، تمتد إلى علاقات أسرية بين الأسر المالكة والحاكمة في كلا البلدين، وبمناسبة الاحتفال بعيد الملك، فإنها فرصة طيبة لتأكيد قوة العلاقة المتينة بين بلدينا، والتي تمتد إلى كافة المجالات، وقد افتتحت مملكة هولندا سفارتها في الدوحة عام 2005، ومنذ ذلك الحين، كانت سفارتنا ولا تزال البوابة الرئيسية لتعزيز، وتعميق علاقاتنا الثنائية في جميع المجالات ذات الصلة، جنباً إلى جنب. وبين قطر وهولندا تشابه لافت للنظر؛ فكلا البلدين صغير نسبياً في مساحته، لكنهما يتميزان بطموحاتهما الكبيرة، وانفتاحهما على البحر، وعلى الخارج، ويتقاسمان قوة لا تقاوم للإبداع والابتكار، وعلاوة على ذلك، فإن كلاً من قطر وهولندا منفتحتان على التنوع، ونحن في هولندا ندافع عن مجتمع متعدد الألوان، ومتعدد الثقافات، ومتعدد الأديان، وهذا ليس دائماً سهلاً، ولكنه جزء من هولندا، وجزء منا نحن، ويكفي أن نستشهد بأن مدينتي أمستردام، وروتردام هي موطن لحوالي 180 جنسية. إن هولندا تعتز بشراكتها مع قطر، اليوم ومستقبلاً، وتودّ هولندا أن تكون شريكاً لقطر في تحقيق السلام والعدالة وتنمية الأعمال التجارية. وماذا عن مستوى العلاقات الاقتصادية؟. - هناك فرص كبيرة للتعاون والشراكة والإبداع والابتكار بين بلدينا، وإنه لأمر رائع أن نرى انسجاماً وتكاملاً بين قطر وهولندا، وكلاهما يلهم الآخر عبر مجموعة واسعة من القطاعات؛ بدءاً من قطاع الطاقة، مروراً بالبنية التحتية، والرياضة، والتعليم، والرعاية الصحية، على سبيل المثال، وتعتبر الشركات الهولندية مستثمراً كبيراً في قطر، وهي مساهمة برؤية قطر الوطنية 2030. إن الحكومة الهولندية تحرص على تعزيز مصالح الشركات الهولندية في الخارج من خلال الدبلوماسية الاقتصادية، وبدورها تطمح قطر إلى تنويع اقتصادها من خلال إيجاد توازن بين الاقتصاد القائم على النفط، والاقتصاد القائم على المعرفة، وتقوم الشركات الهولندية في قطر بتنويع حضورها في قطاعات أعمال مختلفة مثل التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة، والهندسة، والعمارة، والخدمات البحرية، والخدمات اللوجيستية، والزراعة والبستنة، والعديد من الخدمات الاستشارية. وتعتبر مملكة هولندا واحدة من أكبر المستثمرين في قطر، بفضل الحضور اللافت للشركات الهولندية في جميع المشاريع الضخمة الرئيسية. وبلغة الأرقام، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين هولندا وقطر حوالي مليار يورو عام 2015، وتشهد الصادرات الهولندية نحو قطر ارتفاعاً تدريجياً؛ حيث بلغت 440 مليون يورو، مقابل 556 مليون يورو واردات هولندية من قطر، معظمها سيتعلق باستيراد الغاز الطبيعي المسال. ما أبرز الاستثمارات القطرية في هولندا؟. - يوجد في مملكة هولندا العديد من الشركات القطرية مثل شركة «منتجات» المتخصصة في تسويق وبيع البتروكيماويات، وشركة قطر للبترول الدولية، وشركة «لوسيل» بمنطقة فالكنسوارد في جان توبس، والتي تستثمر في مجال الفروسية، وشركة قطر القابضة (استثمار كتارا للضيافة: فندق أمستل). تُولي بلادكم اهتماماً لافتاً للتعليم، فماذا عن التعاون في هذا المجال؟. - بالفعل، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم بين جامعة قطر، وجامعات هولندية، مثل جامعة «جرونينجن» وجامعة «ماستريخت»، وآخرها مذكرة تفاهم بين «معهد لاهاي للعدالة العالمية» وجامعة حمد بن خليفة، وسينصبّ التعاون على القضايا التي يعرف فيها المعهد العالمي بما يلي: سيادة القانون، والحوكمة العالمية، ومنع نشوب الصراعات، ولدينا أيضا جامعة «ستندن» التي تأسست في قطر بالشراكة مع «فيصل القابضة»، وتقدم درجة الأعمال الدولية، والسياحة، والضيافة مع أكثر من 500 خريج سنوياً، وتشترط على طلاب إدارة الضيافة اجتياز السنة الثالثة من دراستهم في هولندا. ما أوجه التعاون المستقبلية بين البلدين في القطاعات الأخرى؟. - نحن نطمح إلى شراكة قوية، وتكامل بين البلدين في المجال الطبي، فدولة قطر تمتلك سوقاً للرعاية الصحية، هو الأسرع نمواً في المنطقة، وقطر هي الدولة التي تسجل أكبر نصيب من إنفاق الأفراد في منطقة الخليج، متفوقة على الإمارات، والكويت، كما أن رؤية قطر 2030 تنص على ضرورة توفير نظام تأمين شامل للرعاية الصحية على مستوى عالمي يمكن الوصول إليه من قبل جميع السكان، وعلى الجانب الآخر، فإن هولندا تعدّ لاعباً رئيسياً في صناعة صحة الحياة العالمية، مع موقع تكنولوجي متقدم في مجال التصوير الجزيئي والمعلومات الطبية، والمستحضرات الصيدلانية البيولوجية، واللقاحات البشرية، والبيطرية، والطب التجديدي، والمواد الحيوية (الطلاء بالمواد الحيوية في الأجهزة الطبية)، والتكنولوجيا الطبية، والبنية التحتية الصحية. ويعود الفضل في تطور القطاع الطبي الهولندي إلى التعاون، والشراكة، وبناء التحالفات بين الشركات، ومعاهد البحوث، والجامعات، بدعم من الحكومة، وربط البحوث بالمنتجات، وخلق الأعمال، وفي هذا الدليل، ستجدون الخبرة الهولندية المطلوبة في علوم الحياة وقطاع الصحة. كما أننا في هولندا نولي أهمية كبيرة للأمن الغذائي والماء، وهولندا هي ثاني أكبر مصدر للأغذية الزراعية في العالم، ورائدة عالمياً في مجال حلول إمدادات المياه المستدامة، فإن إطعام سكان العالم بطريقة مستدامة هو أحد أكبر التحديات في عالم متحضر، وكما أن الطلب العالمي المتوقع على الأغذية سيشهد ارتفاعاً بحلول عام 2050 بسبب الآثار المشتركة للنمو السكاني، والزيادة القوية في الدخل والتحضر، فالغذاء الصحي والمغذي وكذلك المياه النظيفة سيكونون أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويتمتع الهولنديون بسمعة طيلة قرون لإنتاج أغذية عالية الجودة، ومياه شرب نظيفة. تحتضن بلادكم هيئات ومؤسسات قانونية دولية، فما أوجه التعاون مع قطر في مجال حل النزاعات وإرساء السلم والأمن الدوليين؟. - في مجال السلام والعدالة الدولية أيضاً، تقدر هولندا الشراكة مع قطر، وإن بلدينا يعملان معاً بشكل جيد في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، من أجل دفع النظام القانوني الدولي ومحاولة ضمان المساءلة عندما ترتكب الفظائع التي لا توصف، وعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بسوريا، فتعتبر هولندا مؤيداً نشطاً لمبادرة قطر (وليختنشتاين) داخل الأمم المتحدة لإنشاء قاعدة بيانات جديدة لجمع الأدلة على أخطر الجرائم المرتكبة في سوريا، بهدف ضمان المساءلة في المستقبل. وأعلنت هولندا عن مساهمة قدرها مليون يورو بعد صدور القرار بشأن قاعدة بيانات الأمم المتحدة، ونحن نفخر بأن تكون مدينة لاهاي هي المدينة الدولية للسلام والعدالة، وفي لاهاي، تسعى نحو 200 منظمة وعشرات الآلاف من المهنيين معاً إلى إيجاد عالم أكثر سلاماً وعدلاً وأمناً؛ لذلك فإن هولندا شريك ملتزم مع قطر في تحقيق العدالة. قطر وهولندا شركاء في دعم السوريين أكدت السفيرة الهولندية أن بلادها تبذل ما في وسعها لمحاولة التخفيف من معاناة الناس في سوريا الآن، ومنذ عام 2012، ساهمت هولندا بنحو 380 مليون يورو من أجل المعونة الإنسانية في سوريا، كما تدعم الحكومة الهولندية الدول المجاورة لسوريا. وتستثمر هولندا في استقبال ملايين اللاجئين السوريين على المدى الطويل من خلال تحسين المرافق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، وخلق المزيد من فرص العمل والمشاريع (260 مليون دولار عام 2016 فقط).،وهنا أيضاً نجد في قطر شريكاً نتقاسم معه أهدافاً وجهوداً. وأضافت وفي العام 2019، ستشغل هولندا مقعداً في مجلس الأمن الدولي، وسنكون متحمسين وملتزمين بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام والعدالة مع قطر، والشركاء الدوليين الآخرين. 2430 تأشيرة خلال 2016 قالت السفيرة الهولندية أن هناك 1400 مواطن هولندي مقيم بالدوحة، ينشطون في قطاعات اقتصادية مختلفة، بينهم فنانون هولنديون بارزون، يعود الفضل لأحد هؤلاء المبدعين في تصمم مبنى مكتبة قطر الوطنية، ومقر مؤسسة قطر، ومهندس معماري آخر أبدع التصميم الداخلي الرائع لفندق «موندريان» الذي سيتم افتتاحه قريباً في الدوحة. وأضافت إن عدد السياح والزوار من دولة قطر يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، ومضطرداً كل سنة، وقد أصدرت السفارة 1،967 تأشيرة عام 2015، مقابل 2،430 تأشيرة في 2016. كما أحصينا إصدار 1،042 تأشيرة في الربع الأول من 2017 فقط.;

مشاركة :