اللاجئون السوريون يشعلون “التوتر المكتوم” بين المغرب والجزائر

  • 4/26/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رغم «التوتر المكتوم» بين المغرب والجزائر، إلا أن أزمة  اللاجئين السوريين على الحدود المشتركة بين البلدينن أشعلت حرارة التوتر، وحرب استدعاء السفراء، وتبادل الاتهامات « الساخنة» بين الرباط والجزائر .. وكثيرا ما تتبادل الدولتان الاحتجاجات الدبلوماسية، والاتهامات السياسية، بينما تتقاسمان حدودا برية تمتد لمسافة 1500 كيلومتر من البحر المتوسط حتى الصحراء الكبرى. وهذه الحدود مغلقة منذ عام 1994 بعد خلافات بشأن الأمن.                   حرب استدعاء السفراء تشتعل بين المغرب والجزائر و استدعت المملكة  المغربية والجزائر سفير كل منهما لدى الدولة الأخرى، بعد أن اتهمت الرباط السلطات الجزائرية بالسماح لأربعة وخمسين سوريا بدخول المغرب “بشكل غير شرعي” لإثارة توترات على الحدود المشتركة بينهما.. وقال  بيان وزارة الخارجية المغربية، إن هؤلاء السوريين حاولوا دخول المغرب عبر مدينة فجيج الحدودية التي تحيط بها الجبال فيما بين يومي  17 و19 إبريل / نيسان، بعد إجبارهم  من قبل الجزائر على العبور إلى المغرب.     وجاء في بيان الوزارة المغربية،  أن على الجزائر تحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية في هذا الوضع، وأن استخدام الضائقة المادية والمعنوية لهؤلاء الناس لخلق فوضى على الحدود المغربية الجزائرية ليس بالأمر الأخلاقي.                 اتهامات متبادلة وفي المقابل .. استدعت وزارة الخارجية الجزائرية  سفير المغرب لدى الجزائر في وقت لاحق لتبلغه رفضها هذه الاتهامات قائلة إن المسؤولين المغاربة سبق أن حاولوا إرسال مجموعة من السوريين عبر الحدود من المغرب إلى الجزائر، وأن هذه الاتهامات «الكاذبة والمزعومة» لا أساس لها من الصحة.     وتضمن بيان الخارجية الجزائرية، تعقيبا على استدعاء سفير المغرب ، أنه تم ابلاغ السفير  بـ«الرفض القاطع» «لاتهامات» السلطات المغربية «الخطيرة» التي تحمل الجزائر مسؤولية محاولة مزعومة لرعايا سوريين دخول التراب المغربي بطريقة غير قانونية من الجزائر، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا هدف لها سوى الإساءة إلى الجزائر، وأن سياسة الهروب إلى الأمام لن تعفي المغرب من الانسدادات التي يعرفها الفضاء المغاربي.     الجزائر تلعب بورقة المهاجرين السريين وتهدد الامن المغربي وتؤكد الدوائر السياسية في الرباط، أن استدعاء السفير الجزائري الى وزارة الخارجية المغربية على عجل معناه أن المغرب غاضب جدا من جارته الشرقية ويعتبرها تهدد أمنه القومي لانها أجبرت 54  سوريا على عبور أراضيها نحو المغرب في إخلال واضح بالاتفاقيات الدولية وحسن الجوار، علاوة على المخاطر التي تحملها هذه العملية على أمن المغرب .. وقال مسوول ديبلوماسي مغربي، لصحيفة أخبار اليوم المغربية، إن الجزائر تلعب بورقة المهاجرين السريين وتهدد الامن المغربي، وقد حاصرت المهاجرين السوريين و في «ظروف غير إنسانية» بالقرب من الحدود بين البلدين نحو الجنوب، وعدم مراعاة الجزائر لأوضاع هؤلاء المهاجرين، مشيرا إلى أن هؤلاء المهاجرين ما كانوا ليصلوا إلى المنطقة الحدودية المعروفة بصعوبة تضاريسها، بالإضافة إلى الظروف المناخية الصعبة، لولا تدخل السلطات الجزائرية.                   ترحيل متبادل للاجئين وعلى نفس المسار في ظل أجواء من التوتر بين البلدين .. ردت وزارة الخارجية الجزائرية، بأن هذه الادعاءات المغربية ، لا ترمي، سوى  للاساءة الى الجزائر التي اتهمت بفظاظة بممارسات غريبة عن اخلاقها وتقاليد الكرم والضيافة التي تتميز بها،  بينما رصدت السلطات الجزائرية المختصة يوم 19 ابريل/ نيسان صباحا، محاولة من السلطات المغربية طرد لثلاثة عشر شخص سوري منهم نساء وأطفال نحو الأراضي الجزائرية قادمين من التراب المغربي ، وأنه تمت ملاحظة خلال اليوم نفسه، في المركز الحدودي نفسه، إقدام السلطات المغربية على نقل 39 شخصا آخر، بينهم نساء وأطفال من طرف موكب رسمي للسلطات المغربية، قصد ادخالهم بطريقة غير شرعية الى التراب الجزائري.       البعد السياسي للاتهامات  وشددت الخارجية الجزائرية على أن « هذه الادعاءات المشينة و المهينة في حق الجزائر،  و هذه الاعمال الاحادية الطرف، والتي تخص رعايا يفترض انهم يحملون جنسية سورية، تضاف بشكل متكرر لاحداث غير قانونية مماثلة تمس رعايا بلدان جنوب الصحراء الذين يتعرضون غالبا الى عمليات تحويل غير قانونية نحو التراب الجزائري، وان الجزائر التي امتنعت دوما عن اعطاء بعد سياسي و تغطية اعلامية لأعمال مبيتة و متكررة من هذا النوع تصدر عن المغرب، يحذوها في ذلك روح المسؤولية، تتأسف كثيرا لنزوع السلطات المغربية بشكل مفرط لاستغلال مآسي انسانية لغرض دعاية عدائية، تضاف الى حملات اعلامية جامحة ضد الجزائر و مسؤوليها، نابعة من استراتيجية توتر تتعارض مع مقتضيات حسن الجوار بين البلدين» .                     علاقات متوترة «تاريخيا» ويذكر أن العلاقة بين الدولتين  العربيتين  والجارتين ، المغرب والجزائر، متوترة منذ استقلالهما عن فرنسا.. وأثارت النزاعات الحدودية صراعا مسلحا في الستينيات من  القرن الماضي، أطلق عليه اسم حرب الرمال.     ومن بين نقاط الخلاف الكبرى بين المغرب والجزائر قضية الصحراء  التي كانت مستعمرة إسبانية واسترجع  المغرب معظم أراضيها إليه عام 1975. وتدعم الجزائر وتستضيف جبهة البوليساريو التي تنادي بانفصال الصحراء  وهو ما يثير غضب المغرب.    شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :