طرد «داعش» من أقدم موقع أثري في الموصل

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استعادت قوات عراقية السيطرة على موقع الحضر الأثري الواقع في منطقة صحراوية جنوب غربي مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في البلاد، فيما أعلنت مصادر أمنية عراقية انطلاق عملية عسكرية فجر أمس لتطهير منطقة مطيبيجة والمناطق المحيطة بها في محافظة صلاح الدين (175 شمال بغداد) من عناصر التنظيم المتطرف. وأكد بيان عراقي «تحرير مدينة الحضر الأثرية شمال مركز القضاء (الحضر) بعد معارك شرسة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتعرضت الحضر المدرجة على لائحة «اليونيسكو» للتراث العالمي، على غرار مواقع أثرية أخرى إلى عمليات تخريب بأيدي عناصر «داعش». وسيطر التنظيم الإرهابي على منطقة الحضر بعد سيطرته على الموصل في يونيو (حزيران) 2014، وتسكن المنطقة عشائر سنية. كما تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على أكثر من 10 قرى، خلال العملية التي تدعمها مروحيات الجيش. وللمنطقة أهمية؛ كونها تشكل مثلثاً بين 3 محافظات وهي: نينوى وصلاح الدين والأنبار، حيث يفرض «داعش» سيطرته على مناطق مهمة. والحضر المعروفة كذلك باسم حترا باللغات الأجنبية، كانت مركزاً دينياً وتجارياً إبان الإمبراطورية البارثية. وتحصيناتها التي أقيمت حولها ساعدتها في الصمود أمام الحصار الذي فرضه اثنان من أباطرة الرومان وهما تراجان عام 166 ميلادية وسيبتيموس سيفيروس عام 198 ميلادية. واستسلمت مملكة الحضر في النهاية إلى الملك أردشير الأول، مؤسس السلالة الساسانية بعد عدة عقود، لكن المدينة احتفظت بأبنيتها بشكل جيد طوال قرون تلت ذلك. وتركت الحضر بصماتها على الثقافة، واستخدمت كموقع لافتتاح فيلم الرعب «إكزورسيزت» الذي صور هناك في عام 1973. ودمر عناصر «داعش»، أجزاء من الحضر بعد السيطرة على ثلث مساحة العراق إثر هجوم كاسح في يونيو (حزيران) 2014. وعمد «داعش» إلى عملية تدمير ممنهجة طالت كذلك متحف الموصل وتجريف آثار موقع النمرود. وليس متاحاً معرفة حجم الأضرار التي أصابت موقع الحضر بعد العملية العسكرية التي نجحت في استعادته. ويعود تأسيس موقع الحضر الأثري إلى القرن الثاني قبل الميلاد، و«مملكة الحضر» من أقدم الممالك في العراق في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين. من جهة ثانية، أعلنت مصادر أمنية عراقية تطهير منطقة مطيبيجة والمناطق المحيطة بها في محافظة صلاح الدين (175 شمال بغداد) من عناصر «داعش»، من خلال عملية عسكرية انطلقت فجر أمس. ونظراً للمساحة الكبيرة التي تغطيها المنطقة الاستراتيجية، اشتركت في العملية العسكرية واسعة النطاق 4 قيادات عمليات عسكرية لمناطق مجاورة لمطيبيجة، حيث اشتركت قيادات عمليات، سامراء، وصلاح الدين، ودجلة في محافظة ديالى، والمقر المسيطر غرب دجلة إلى جانب قوات من «الحشد الشعبي»، وبإسناد مباشر من طيران الجيش والقوة الجوية العراقية، استناداً إلى بيانات عسكرية. وأكد رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين، جاسم حسين جبارة، انطلاق العملية العسكرية لمطاردة عناصر «داعش» في مطيبيجة، وبإشراف مباشر من رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي. ويقول بيان لوزارة الدفاع إن الغانمي دعا قيادات الجيش إلى «عدم الاعتماد فقط على الخطط الدفاعية، وإحكام النهايات السائبة، والتنسيق بين قيادات العمليات حول إحكام السيطرة على الأجنحة، وسد الثغرات التي قد تحاول الخلايا الإرهابية استغلالها». ويقول الشيخ مروان جبارة، وهو من أهالي محافظة صلاح الدين ومن أبناء عمومة رئيس لجنتها الأمنية، إن المقصود بـ«النهايات السائبة» التي يشير إليها رئيس أركان الجيش، هي «تلك المناطق التي لا تدخل ضمن سيطرة قيادات العمليات القريبة من المنطقة، وهي مناطق مهملة يسهل للجماعات الإرهابية وعناصر (داعش) التحرك فيها». ويشرح مروان جبارة لـ«الشرق الأوسط» الأهمية التي تمثلها منطقة مطيبيجة، سواء لعناصر «داعش» أو للمحافظات المحيطة بها؛ إذ إنها تحاذي 3 محافظات، هي: ديالى وصلاح الدين وكركوك، ونظراً للفراغ الأمني و«النهايات السائبة» التي تمثلها المنطقة، تمكنت عناصر «داعش» من التحرك بحرية والتهديد المستمر لأمن المحافظات الثلاث. وعن طبيعة المنطقة الجغرافية يقول: «هي أراضٍ مفتوحة ووديان يستغلها (داعش) للمرور باتجاه جبال حمرين شرق صلاح الدين ومنطقة العظيم والحويجة، ويوجد فيها قرى متناثرة ومبازل مياه زراعية، تسهّل على عناصر (داعش) الاختباء بها». ويؤكد جبارة أن «(داعش) يسيطر على هذه المنطقة منذ 3 سنوات، وقام بشن هجمات متكررة على مناطق سامراء والدور وتكريت إلى جانب مناطق في ديالى وكركوك». إلى ذلك، قالت خلية الإعلام الحربي، إن طيران الجيش نفذ عدة ضربات جوية بالتنسيق مع القطعات المشاركة بعمليات تطهير منطقة مطيبيجة، وأسفرت عن تدمير «مضافة» تابعة لـ«داعش» وقتل نحو 15 إرهابياً وتدمير 6 عجلات رباعية الدفع و3 مفخخة في منطقة أم الذبان شمال مطيبيجة، إلى جانب الاستيلاء على زورق في منطقة مبارك الحمد شمال غربي المنطقة. من جانبه، قال محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله، إنه تابع مع قائد عمليات المحافظة الفريق الركن جمعة عناد سير العمليات العسكرية في مطيبيجة، وذكر بيان صادر عن مكتبه، أن «العمليات التي انطلقت فجر (الأربعاء) لتنظيف مناطق مطيبيجة جنوب المحافظة وتل كصيبة شرقيها، أسفرت عن مقتل 40 مسلحا من (داعش)». وفي محافظة صلاح الدين أيضاً، أشار بيان لوزارة الدفاع العراقية عن قيام عناصر «داعش» إلى الهجوم على قواتها المتواجدة في خط الصد بمنطقة الحراريات في بيجي، وذكر البيان أن قوات الجيش ردت على العناصر المهاجمة وقتلتهم، كما ذكر قيام مجموعة مسلحة تابعة إلى «داعش» الإرهابية بمحاولة التسلل إلى قرية المالحة التابعة إلى قضاء بيجي، واشتبكت معهم قوة من قسم شرطة بيجي والحشد العشائري، الأمر الذي أدى إلى «انفجار أحد الانتحاريين وفرار الآخرين إلى مكان انطلاقهم». وكشف بيان وزارة الدفاع عن عودة 139739 عائلة من الأسرة المهجرة إلى محافظة صلاح الدين بعد تدقيق موقفهم الأمني في خلية استخبارات القيادة، وتوزع النازحون على مدن وأقضية، تكريت، الدور، ألبوعجيل، ألبوطعمة، الشرقاط، وشمال قضاء بيجي. من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع أمس، إن عناصر من الفرقة 17 في الجيش العراقي، وبالتعاون مع شعبة الاستخبارات في قضاء المحمودية جنوب شرقي بغداد، تمكنوا من العثور على (مضافة) لعناصر «داعش» جنوب منطقة اللطيفية، ووجدوا في المضافة براميل مدفونة تحت الأرض في حظيرة للحيوانات؛ ضمت أسلحة وأعتدة مختلفة وعبوات ناسفة ولاصقة وأدوية ومواد غذائية وملابس عسكرية وأكياس من مادة البارود وزورق بكامل عدته، وتم إلقاء القبض على اثنين من العناصر المشتبه بهم، وتعتقد الوزارة أنهم يخططون لتنفيذ أعمال إجرامية في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد.

مشاركة :