شيخ الأزهر يحذر من تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا إلى الدينوفوبيا

  • 4/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شيخ الأزهر يحذر من تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا إلى الدينوفوبياالتصدي للإرهاب وإشاعة قيم التعايش هما وجهان لقضية واحدة، ذلك أن جماعات التطرف الديني لا يمكنها أن تعيش أو تزدهر في مناخ تعلو فيه قيم المواطنة والانتماءات الوطنية، ولكن للقضية تفرعات أخرى تقوم على أن مجابهة الإرهاب والتصدي له لا يفترض أن يتحولا إلى إدانة عامة لكل المسلمين، وهو ما اصطلح على تسميته بالإسلاموفوبيا، وهي الظاهرة التي تتغذى من إشاعتها تيارات يمينية متطرفة بدورها. شيخ الأزهر أحمد الطيب حذر من أن انتعاش مظاهر الإسلاموفوبيا قد تتوسع لتصبح خوفا شاملا ومتبادلا من الأديان.العرب  [نُشر في 2017/04/27، العدد: 10615، ص(13)]الإسلاموفوبيا سترتد حتى على الداعين إليها القاهرة – حذر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، من تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وتحولها إلى “الدينوفوبيا” حيث يصبح العداء لجميع الأديان، جراء التمادي في اتهام الإسلام أو أي دين بالإرهاب. جاء ذلك خلال كلمته الأربعاء، في الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، بمشيخة الأزهر شرقي القاهرة، الذي يعقد حول “دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك” بحضور الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القس أولاف فيكس. وأضاف الطيب أن “مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يُمكِن أن تُحلَّ بالانشغال بالصراع في ما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات ومن مواريث تاريخية، إذ لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نُذر معركة طويلة مع أعداء الأديان”. وطالب شيخ الأزهر بالحذر من “أكاذيب الإعلام التي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، وأن الإسلام أو الأزهر في أحدث مسرحياتهم المفضوحة وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة”. وعقب تفجيرين كبيرين طالا كنيستين، شمالي البلاد، في 9 أبريل الجاري، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات، طالت عدة انتقادات الأزهر واتهمته بأنه “مفرخة للإرهابيين”. وتابع الطيب “الحقيقة التي يثبتها الواقع.. هي أنَّ الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، وستعلمون بعد ذلك أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه لن يبالي في تعطشه للدماء، أدمُ مسلم هذا الذي يسفكه أم دم مسيحي؟ فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولتأت الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سُوق أو أي تجمع للبسطاء الآمنين”. وأشار إلى أنَّه “في ظل هذه التحديات تصبح قضية المواطنة هي القضية الأولى التي يجب أن يَتحدَّث فيها قادة الأديان، لأنها الرد العملي على هذه الأوهام التي تجد من الدعم المادي والأدبي ما خيّل لهؤلاء المتوهمين، أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهادٌ في سبيل الله وعَوْد بالإسلام إلى عصور المجد والعزة”. بدوره، قال القس أولاف فيكس، إن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التي تربطه بمجلس حكماء المسلمين لما له من جهود كبيرة في نشر السلام، ودعوة القادة الدينيين للحوار وتعزيز السلام العالمي.فكرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب جاءت نتيجة الصراعات والحروب التي يعيشها العالم الأمر الذي دفع الحكماء إلى التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، وليردوا المفاهيم إلى صحيحها وأضاف فيكس أن الإسلام بطبيعته دين منفتح على كافة الأديان والطوائف، وأن دعوة شيخ الأزهر لمبدأ المواطنة التي تساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن عقائدهم، تمثل أهمية كبيرة لتحقيق السلام بين كافة المجتمعات. ودعا الدول الأوروبية إلى ألّا تفرق بين المسلمين والمسيحيين عند استقبالها للاجئين من مناطق النزاعات. يشار إلى أن مبادرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب انطلقت في يونيو 2015 بمدينة فلورنسا الإيطالية بمبادرة من مجلس حكماء المسلمين بهدف نشر التعايش والسلام. واحتضنت باريس الجولة الثانية في مايو 2016، وانعقدت ثالث جولاته في مدينة جنيف بسويسرا مطلع أكتوبر الماضي، فيما استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي الجولة الرابعة من الحوار في نوفمبر 2016. وجاءت فكرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب نتيجة الصراعات والحروب التي يعيشها العالم الأمر الذي دفع الحكماء إلى التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، وليردوا المفاهيم إلى صحيحها، سعيا لاستبدال عهود من التنازع والفرقة والخصام، بعهد من الحوار والتعايش والسلام. فكانت جولات متصلة من الحوار الفكري بين حكماء الشرق بما يحملونه من إرث حضاري عريق، وبين حكماء الغرب بما يتمتعون به من تقدم حضاري، لكسر حواجز مصطنعة أقيمت عبر آماد طويلة، وغذيت من هذا الطرف أو ذاك بكل ما يزيد الهوة اتساعا، وتفعيلا لرؤية مجلس حكماء المسلمين القائمة على إقرار السلم في العالم عبر التعارف والتآلف والتعايش، ودعما للحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا ذات الإشكالية أو المختلف عليها أو حولها. ويضم مجلس حكماء المسلمين، مجموعة من علماء الأمة الإسلامية، وهو هيئة دولية مستقلة تأسست عام 2014، وتسعى للوصول إلى “مجتمعات آمنة توقر العلم والعلماء، وترسخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر”. وتستمر الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب حتى الجمعة المقبل موعد إطلاق مؤتمر السلام بين الأزهر وبابا الفاتيكان فرنسيس خلال زيارته الأولى إلى مصر، المقررة يومي 28 و29 أبريل الجاري.

مشاركة :