الحوثي وصالح يخوضان صراع البقاء

  • 4/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بادرت المملكة لتلبية نداء الأشقاء في اليمن فقادت تحالفاً عربياً إسلامياً لإعادة الشرعية؛ وفي هذا الحوار يحدثنا المحامي والحقوقي اليمني ضياء الدين السقاف، عن آخر المستجدات العسكرية والسياسية في اليمن: * ما أسباب طول مدة الحرب التي يقودها التحالف العربي إلى أكثر من عامين؟ - قوات التحالف لديها القدرة من الناحية العسكرية، لكن همها الأول حماية المدنيين، وأقرب مثال الصواريخ التي تطلقها ميليشيا الحوثي على المملكة وفي الوقت نفسه لا تقوم المملكة برد المماثل مراعاة للمدنيين، حيث إن معظم المعسكرات داخل صنعاء بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان، حتى المضادات الدفاعية يضعونها داخل المناطق السكنية، وأيضاً التضاريس الصعبة في الشمال، حيث إن معظم مناطقها جبلية عكس الجنوب، وأيضاً الحمية القبلية في الشمال، حيث معظم القبائل كانت توالي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لكن الآن البعض منهم ينسحب لما يجده في الواقع. * كيف أسهم المخطط الإيراني في تعقيد الوضع بالداخل اليمني؟ - إيران لم يكن دعمها من يوم وليلة، الدعم الإيراني قديم وبدأ من التعليم، كان الحوثيون يرسلون أولادهم لإيران للتعليم، حيث إن الحوثيين من الطائفة الزيدية لكن تم إدخال بعض التعديلات عليها من إيران، من ثم تم الدعم العسكري التدريبي من حيث تدريب القوات على القتال، وصنع القنابل، وتطوير السلاح، وأيضاً كان يوجد تهريب من خلال البحر من محافظة الحديدة، حيث إنها تعتبر الطريق البحري لهم الذي تحاول الآن قوات الشرعية السيطرة عليه، إيران تحاول أن تخفي دعمها للحوثيين، لكن مع تحديث معظم الصواريخ وسقوط قتلى منهم ومن حزب الله وأيضاً أول ما سقطت صنعاء تم إصدار بيان بأنها رابع عاصمة تكون لهم. * كيف ترى اقتحام قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف معسكر خالد بن الوليد.. وهل ذلك خطوة مهمة نحو استعادة تعز؟ - لكل محافظة معسكر إستراتيجي، من حيث المكان ومخازن السلاح، ومعسكر خالد بن الوليد مكانه يربط بين مدينتي تعز والمخا، حيث يتم من خلاله توجيه الضربات الصاروخية للسواحل، وإذا سيطرت عليه الشرعية سيتم قطع الإمدادات للحوثيين، وتمر قوات الشرعية إلى الحديدية وأيضاً إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الانقلابية التي تؤدي إلى مدينة تعز، وأرى أن خسارة الحوثيين للمعسكر تغير موازين المعركة في تعز، وتعطي للقوات الشرعية وقوات التحالف السيطرة التامة على الطرق الساحلية من عدن حتى باب المندب حتى المخا. * ما السبب وراء تأخر عمليات تحرير مدينة الحديدة؟ - معارك اليمن كلها استخباراتية قبل أن تكون عسكرية، الحديدة منطقه ساحلية فإذا تم السيطرة الكلية على معسكر خالد بن الوليد فإن قوات التحالف والشرعية القادمة من عدن مع سلاح البحر سيكون طريقها أكثر أماناً، وكما أخبرتك أن الحديدة تعتبر المنفذ البحري الوحيد للحوثيين، وقربها أيضاً من صعدة، فتحرير الحديدة سيكون بعد سقوط معسكر خالد كاملاً وتأمين الطريق المؤدي إليها. * كيف ترى الدور الذي قدمته قوات التحالف لشعب اليمن؟ - الدور الذي قدمته قوات التحالف ساعد الشرعية كثيراً في تحرير اليمن، لأن معظم الأسلحة والجيش كانت ملك علي عبدالله صالح والحوثي، وأهم سلاح هو سلاح الجو، الشرعية لم تكن لديها السلاح أو الجنود الكافيين لتحرير البلاد، كان الوضع عبارة عن مقاومة بسلاح بسيط قبل التدخل الجوي لقوات التحالف، حتى تم إنشاء جيش بالتدريب والدعم المسلح بالسلاح الخفيف والثقيل، وسلاح الجو الذي غير موازين الحرب وجعل الشرعية تسيطر على أكثر من 80 % من اليمن. * من خلال قراءتك للمشهد.. هل ستصبح ميليشيات الحوثي في اليمن كميليشيا حزب الله في لبنان؟ - لا أظن، اليمن غير لبنان، لن يسمح أحد بوجود من قتل اليمنيين ولن يسم بإشراكهم في السلطة، وأيضاً الحوثيون ليس لديهم الوعي فمعظم مقاتليهم من الطبقات الفقيرة الأمية، ويوجد تمييز بين قتلى الجنود والقتلى الذين ينتمون للأسر الهاشمية الحوثية، وهذا يولد الحقد والضغينة بين أفراد الشعب، لن يستطيع الحوثيون التأقلم داخل الدولة المدنية وأفعالهم خير دليل. * وماذا عن موقف الحوثي وصالح الآن؟ - تدخل قوات التحالف كان أكبر ضربة لم يتوقعها الحوثي وصالح، وهم الآن يبحثون عن مخرج مع أقل الضرر، ولكن العند والحرب النفسية بينهما أصبحت واضحة، وهو صراع البقاء بين الحوثي وصالح، وأيضاً الشعب الآن ليس كما كان، فكل شيء مكشوف أمامهم، الشعب يرى كيف تم الزج بالبلاد في حرب أنهكت المواطن اليمني. * هل ترى أن اليمن يتجه للتقسيم المذهبي والطائفي؟ - المعركة في اليمن سياسية بحتة، وإن كانت تبدو طائفية، فكل طرف يطمع في الوصول للسلطة، اليمن منذ زمن وهو شافعي زيدي، يوجد هاشميون شافعية وأيضاً زيدية. * ما الحل الشامل لإنهاء الأزمة في اليمن الذي من الممكن أن يرضي الجميع؟ - أرى أن الحل في اليمن هو قوة الدولة، وتعاملها مع كل الأطراف بحزم، وبالنسبة للحوثي وصالح الحل المعروض تطبيق قرار مجلس الأمن، أما للحراك الجنوبي فعلى الجنوب حل مشاكلهم وإشكالاتهم، وبالنسبة للصراع السياسي بين الأحزاب يجب على الرئيس الحالي أن يعي خطورة موقف اليمن، وأن لا تراخي مع من يضر بسلامة ووحدة وأمن اليمن، ويجب أن يتم توحيد جيش يمني من جميع أطياف المجتمع، وعدم التمييز بين أي فرد من أفراد المجتمع. * كيف ترى ملف حقوق الإنسان في اليمن... ومن يتحمل مسؤولية تدهور الوضع الحالي؟ - حقوق الإنسان في اليمن مهدورة منذ زمن، فإذا كنت ابن قبيلة ولك من يسندك فالحقوق لك، وإن كنت فرداً من المجتمع فليس لك أي حقوق، اليمن كان بين أيدي عائلية مشيخية قبلية، ليس للمواطن العادي أي حقوق، كل شيء بالتزوير والرشوة والجاه. والمسؤول الأول عن تدهور الحقوق الإنسانية في اليمن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من الفساد الكبير الذي نبت خلال حكمه لليمن، ما أدى إلى الجهل والأمية وسوء التغذية والأمراض، حيث كانت بعض المناطق بدون مقومات الحياة الرئيسة من الماء والغذاء والدواء والمدارس، ما أدى إلى وصولهم إلى المجاعة، خصوصاً محافظة الحديدة. وفي الوضع الراهن، فإن تدهور الأوضاع في المناطق غير المحررة يكون على عاتق الحوثي وصالح، لأنهم يقوموا بالسطو على الحملات الإغاثية التي تقدم من المملكة والأمم المتحدة ويقومون ببيعها، وبالنسبة للمناطق المحررة فقد يكون السبب على عاتق الشرعية وذلك بسبب سوء التنظيم.

مشاركة :