شنت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، الخميس (27 أبريل/ نيسان 2017)، هجوما لاذعا على منافسها الليبرالي ممثل تيار الوسط، إيمانويل ماكرون، قائلة إنه يجسد "البرنامج الخبيث للنظام" ويمثل "حكم الأقلية (الأوليجاركية)". وعزفت لوبان على وتر السنوات الأربع التي قضاها ماكرون مع بنك روتشيلد، قائلة إنه "ينقصه الشعور اللازم بهذه المهنة، والقدرة على اتخاذ القرارات ... دون أي اعتبار للعواقب البشرية". وبعد يوم من سرقة لوبان الأضواء من اجتماع ماكرون مع نقابيين لبحث شأن مصنع لآلات تجفيف الملابس مهدد بالإغلاق في آميان، عبر ظهورها على بوابة المصنع ذاته، لتحظى باستقبال أكثر دفئا مما تلقاه هو حين وصل المصنع بعد ذلك، صورت نفسها مرة أخرى كمرشحة ممثلة للعمال. وفى الجولة الأولى الأحد الماضي، حصل ماكرون على 24 في المئة من الأصوات، متقدما على لوبان التي حازت 3ر21 في المئة وحلت في المركز الثاني بفارق بسيط. ويقاتل الاثنان الآن، قبل كل شيء، للفوز بنحو 20 في المئة من اصوات الناخبين الذين اختاروا ممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون، ونسبة مماثلة اختارت مرشح التيار المحافظ، فرانسوا فيون. وقد دعا فيون الناخبين من مؤيديه إلى دعم لوبان، بينما كان ميلنشون قال إنه ليس لديه توصية لتأييد مرشح بعينه في انتخابات الإعادة التي ستجرى في 7 آيار/مايو المقبل. وبينما هاجمت لوبان الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، أكدت أنها لن تتخذ أي خطوات جذرية دون إجراء استفتاء. ووقفت قائلة: من أجل "أوروبا الحقيقية، أوروبا للشعوب ... أنا مقتنعة اقتناعا عميقا بأن هذه الانتخابات فرصة تاريخية لأوروبا". ومن جانبه، قال ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، إنه يرغب في "مواءمة مواطنينا مع أوروبا ... وضمان حماية أوروبا لمواطنينا في مواجهة العولمة". وقال في مقابلة مع قناة "تي اف 1" التلفزيونية إنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق مع ألمانيا حول خارطة طريق إلى أوروبا "تدافع عن العمال" مع حماية اجتماعية متناسقة عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقال إن إصلاحاته الاقتصادية المقترحة ليست ضرورية فقط لجعل فرنسا أقوى، ولكن أيضا لاستعادة مصداقيتها في مواجهة ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "هاريس إنترأكتيف" في الوقت ذاته أن تقدم ماكرون يتراجع بشكل طفيف، حيث بلغت النسبة المئوية لمؤيدي ممثل الوسط 61 في المئة مقابل 39 في المئة للوبان. وكان استطلاع آخر للرأى أجرته هاريس، مساء الأحد الماضي عقب نتائج الجولة الأولى للتصويت، وضع ماكرون في المقدمة بنسبة 64 في المئة مقابل 36 في المئة للوبان. وفي وقت سابق من اليوم الخميس، خففت الدلافين وكرة القدم من حدة الصراع بينهما خلال سباق الانتخابات الرئاسية. قامت لوبان، برحلة على متن قارب صيد، لعرض دعمها للصيادين الفرنسيين الذين منعوا من العمل من خلال "الكثير من اللوائح الخارجية الأوروبية"، كما كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأظهر الفيديو الذي نشرته قناة "بي إف إم تي في" حليف لوبان، جيلبرت كويار وهو يتابع أحد الدلافين في الماء. فيما قالت له مرشحة اليمين المتطرف "ناده مرة أخرى!". وحاولت هي نفسها مناداة الدولفين وكأنما تحثه على العودة، مطلقة سلسلة من الأصوات الحادة عالية النبرة. أما ماكرون، فزار في الوقت ذاته ناديا رياضيا للشباب في سارسيل، إحدى ضواحي شمالي باريس، ذات الغالبية السكانية المختلطة عرقيا والمحرومة اجتماعيا. وهناك بدا حريصا على التعويض عن الاستقبال العدائي الذي لاقاه في آميان خلال اليوم السابق - بعد أن حظيت باستقبال أكثر دفئا حين ظهرت على بوابة المصنع الذي يشهد إضرابا. وأظهرته قناة "بي إف إم تي في" يقول في سارسيل: "لا تستطيع السيدة لوبان أن تأتي إلى منطقة كهذه". وأضاف أن "لوبان تريد أن يرحل هؤلاء الأشخاص، إنها تريد تفكيك فرنسا". كما شارك أيضا في بضع دقائق من لعب كرة القدم. وتم منع محاولة ماكرون الأولى لإحراز هدف عبر عرقلته، ولكن، في ظروف غير واضحة تماما في لقطات نشرت على صفحته على /فيسبوك/، تم منحه الفرصة للتسديد على المرمى، ليحرز هدفا على الرغم من محاولة إنقاذ دراماتيكية من الحارس الشاب.
مشاركة :