اعتمدت الجزائر إجراءات أمنية استثنائية تحسباً للانتخابات الاشتراعية التي ستجرى الخميس المقبل، وباشرت عملية نشر واسعة لقوى الأمن ونصب حواجز للدرك (يتبع وزارة الدفاع)، بموازاة توقف حركة سير القطارات والبضائع وغلق الأسواق الأسبوعية بدءاً من يوم الأربعاء إلى الجمعة المقبلين. وطلبت الحكومة من القطاعات التي ستُجرى في مؤسساتها عمليات الاقتراع، إخلاء المقارّ بدءاً من الأحد المقبل من أجل تسهيل تنفيذ الخطة الأمنية للانتخابات، وتعتمد 3 محاور: الأول يقوده الجيش في النواحي العسكرية عبر دائرة الاختصاص، والثاني بالاعتماد على قوات الدرك واختصاصها خارج الدوائر الحضرية، والمحور الثالث يعتمد على الشرطة وأجهزة الأمن المرتبطة بها وتتضمن انتشاراً داخل كبرى المدن وحمايةً لمقار الاقتراع. ويقترع الجزائريون عادة في المدارس أو الملحقات الإدارية، وطلبت وزارة التربية أول من أمس، من مفتشي القطاع إخلاء المقار التي تحضن عملية التصويت بدءاً من مساء ليل الأحد المقبل. وبدأت الحكومة تنفيذ أول فصل من الخطة الأمنية للانتخابات منذ أول من أمس الأربعاء، من خلال نشر حواجز أمنية لقوات الدرك عند بوابات المدن الكبرى، وتضم هذه الخطة وفق جهات أمنية، عمليات استباقية لتسلل محتمل في الأسبوع الذي يسبق التصويت. وذكر الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش، أن كل الإجراءات الأمنية اتُخذت تحسباً للانتخابات الاشتراعية. وأضاف أنه «تم السهر على انتهاج مقاربة ميدانية ذات أبعاد احترازية واستباقية، حتى يسود الأمن والاستقرار عبر أرجاء التراب الوطني وعلى طول حدودنا الوطنية المديدة». في السياق ذاته، وجهت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، برقية عاجلة، إلى ولاة الجمهورية، حول الانتخابات، شددت فيها على ضرورة اتخاذ إجراءات عدة تمنع من خلالها سير المركبات وقطارات نقل البضائع من حصى ورمل وخشب ومواد البناء وصهاريج الوقود، وذلك ابتداء من منتصف ليلة 3 أيار (مايو) حتى السادسة من صبيحة الـ5 من الشهر. واستثنى القرار المركبات والشاحنات المكلفة ضمان التموين العادي للسكان بالمواد الغذائية كالحليب والدقيق واللحم والخضر والفواكه. كما يشمل القرار الوزاري، الهادف إلى ضمان حسن سير الانتخابات وفق نص البرقية، غلق الأسواق الأسبوعية بكل أنواعها خلال الفترة ذاتها، فيما ستبقى الأسواق اليومية للجملة ونصف الجملة والتجزئة للخضر والفواكه مفتوحة أمام المواطنين. وشددت برقية وزارة الداخلية على تأجيل كل النشاطات الرياضية والثقافية المقرر إجراؤها خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 5 أيار، إذ تستنزف قوات الأمن وتحول دون تركيزها على تأمين الانتخابات.
مشاركة :