ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير دفاع جيبوتي يوقعان اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين.العرب [نُشر في 2017/04/28، العدد: 10616، ص(3)]جيبوتي موضع اهتمام الرياض - تواصل المملكة العربية السعودية قيادة جهد خليجي مثابر لمحاصرة النفوذ الإيراني، موسّعة دائرة ذلك الجهد لتشمل مناطق واقعة خارج النطاق الجغرافي للمنطقة العربية كانت إيران قد حاولت التسلّل إليها لتتخذ منها قواعد خلفية لتدخّلها المباشر في دول المنطقة. ويقول خبراء الشؤون الاستراتيجية إن جيبوتي بصدد التحوّل إلى نموذج عن نجاح المساعي الخليجية لمنع تمركز إيران في مواقع استراتيجية تمثّل عمقا لمنطقة الخليج والجزيرة العربية، بعد أن وفّقت الدبلوماسية السعودية في إنهاء تأرجح قيادة هذا البلد الأفريقي الصغير بين طهران وخصومها الخليجيين وجعلتها توصد الطريق أمام إيران وتنضم إلى الصف الخليجي بشكل معلن. وأقدمت جيبوتي في وقت سابق على قطع العلاقات مع إيران متهمة إياها بنشر التوترات الطائفية في القارة الأفريقية. وفي أحدث تطوّرات العلاقة بين جيبوتي والرياض وقّع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، ووزير دفاع جيبوتي علي حسن بهدون، اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين. وجاء توقيع الاتفاقية عقب اجتماع بين الجانبين جرى في مكتب الأمير محمّد في الرياض، وحضره مسؤولون من البلدين. وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه “جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون خاصة في المجالات الدفاعية، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المشتركة المبذولة بما يدعم السلام والاستقرار”. ومنذ انطلاق عملية التحالف العربي في اليمن أواخر شهر مارس 2015 شهدت العلاقات بين السعودية وجيبوتي القريبة جغرافيا من الساحة اليمنية، قفزات مهمّة ما وفّر للتحالف منصّة إضافية لمراقبة السواحل اليمنية الممتدة من منطقة ميدي في حجة بشمال غرب البلاد إلى منطقة المخا في تعز بالجنوب الغربي، الأمر الذي عقّد عمليات تزويد المتمرّدين الحوثيين بالسلاح الإيراني عبر المنافذ البحرية. ومطلع ديسمبر الماضي أعلن وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف موافقة بلاده على إقامة قاعدة عسكرية سعودية على الأراضي الجيبوتية. وقال يوسف إن مسؤولين عسكريين سعوديين وجيبوتيين تبادلوا زيارات جرى خلالها وضع مشروع مسودة اتفاق أمني وعسكري واستراتيجي، على أن يتم التوقيع عليه لاحقا. وسبق أن قدمت المملكة العربية السعودية زوارق بحرية سريعة لجيبوتي في أعقاب إعلان التحالف العربي استعادة السيطرة على مضيق باب المندب ذي الموقع الاستراتيجي والذي يمثل نقطة فصل بين الجزيرة العربية وأفريقيا لا يتعدى عرضها بضع عشرات من الكيلومترات. ولا يعتبر كسب حلفاء على الضفة الأفريقية مسعى جديدا لبعض بلدان الخليج، لكن الصراع في اليمن ضاعف الحاجة إلى ذلك. ولا تخلو السواحل الأفريقية الواقعة قبالة الجزيرة العربية، وخصوصا منطقة القرن الأفريقي من سباق دولي لكسب حلفاء فيها. وعلى غرار صراعها مع جيرانها مثلت إيران طرفا في ذلك السباق. وتمتلك الدول الخليجية مقدرات اقتصادية ومالية ضخمة تستطيع توظيفها في تأسيس شبكة تحالفات متينة مع الدول الأفريقية التي تحتاج إلى مساعدات تنموية لتحسين أوضاع شعوبها وضمان استقرارها.
مشاركة :