كشف برنامج "ما لم ترَ" على قناة mbc مع الإعلامي إبراهيم الفرحان في حلقة عُرضت أمس، أن إدارة السجن تنتهج أساليب خاصة للتعامل مع من سيُنَفَّذ عليهم حُكم القصاص، من خلال محاولة مراعاة حالتهم النفسية. وقال الرائد "صالح": نحن كإدارة لا نعلم بالمهمة إلا قبلها بيوم واحد، نضع أكثر من خطة لإخراج النزيل؛ مثلاً طلب للمستشفى أو إصلاح ذات البين كي لا يشعر أنه ذاهب لساحة تنفيذ القصاص. وأضاف: قبل ثلاثة أسابيع كانت لدينا مَهمة تنفيذ على سجين محكوم بالقصاص كبير في السن عمره 62 سنة؛ فأخرجناه من السجن وكان يتوكأ على مشاية كبار السن، على أنه طلَب ذهاب للمستشفى؛ وذلك مع طلبات الخروج المعتادة في وقت مبكر في 6:30 صباحاً؛ حتى لا يشعروا بأي شيء غريب أو لافت للنظر. وأردف: نتوجه بالسجين إلى إدارة سجون جدة؛ حيث يكون بانتظارنا كاتب العدل والأدلة الجنائية من أجل أخذ البصمات، وحينها تقوم لجنة مُكَلّفة بإبلاغ السجين بموعد تنفيذ القصاص، ويطلبون منه إملاء وصيته التي تُسلّم لذويه بعد تنفيذ الحد الشرعي. وتابع: محاولات الوساطة والشفاعة في العفو عن القاتل تكون قبل الموعد بيومين أو ثلاثة أيام؛ لتجنب إنزاله إلى ساحة القصاص. وقال "صالح": مساعي الصلح والعفو تستمر حتى آخر اللحظات التي تسبق تنفيذ القصاص. وأضاف: السجين إذا لم يعد إلى العنبر من بعد صلاة الظهر؛ فهذا يعني أنه تم تنفيذ القصاص فيه. وأردف: قبل ثلاثة أسابيع رَفَض أحد السجناء أخذ بصماته وإملاء وصيته، وكان يُصِرّ على إنكاره للقتل، وبعد محاولات لتهدئته وإقناعه من قِبَل كاتب العدل ولجنة إصلاح ذات البين بأن هذا قضاء الله وقدره؛ وافق على الوصية وتقبل الأمر الواقع. من ناحيته، قال عبدالله مبروك المحكوم عليه بالقصاص المؤجل لوجود قُصّر بعد 19 سنة مقبلة: إن السجناء يتلقوْن خبر تنفيذ القصاص في زملائهم المسجونين بعد صلاة الظهر. وأضاف: أحياناً يطلبون منا إبلاغ زملائنا قبل تنفيذ القصاص بطريقة خاصة أنهم ذاهبون إلى المحكمة أو المستشفى أو قسم الشرطة ونحوها؛ حتى لا تحدث فوضى أو مشاكل داخل عنبر السجن؛ لأن بعض السجناء لا تتقبل نفسياتهم بسهولة إشعارهم بموعد تنفيذ القصاص. وأردف: ضباط السجن أو الجنود يُعلمونهم بموعد تنفيذ حكم القصاص في أحد زملائهم في العنبر، وفي حال العفو وعودة السجين يتم الاحتفال به من قِبَل إدارة السجن وزملائه بتهنئته وتوزيع العصائر والحلويات. ونصح محكومو القصاص الشبابَ بالتروي والتعقل واتباع الطرق السليمة في الحياة، وقالوا: التهور في لحظة غضب قد يكلف الحياة كلها. وقال عبدالله الصبياني المحكوم بالقصاص: بعد أن ضيّعت عمري وشبابي وأعز أصدقائي؛ أقول للناس احذروا طريق المشاكل والمخدرات والمسكرات؛ فهذا الطريق الأسود نهايته الموت. بدوره، قال مختار محمود المحكوم بالقصاص: أنصح كل الشباب بالاستقامة، وأن يأخذوا العبرة والموعظة من مصيبتنا، بعد قضاء 24 سنة من عمرنا خلف القضبان. وقال أحمد الحربي المحكوم بالقصاص المؤجل: يحب اختيار الطريق الصحيح والمستقيم. وفي السياق ذاته، قال ناصر عمر المحكوم بالقصاص: أحذّر من التسرع والغضب؛ لأنه يُعمي الإنسان ويُفقده وعيه، والندم مجرد كلمة لا تعبّر عن حقيقة ما أشعر به بعد 21 عاماً أترقب في كل يوم منها مصيري.
مشاركة :