طهران - تميزت أول مناظرة تلفزيونية مباشرة الجمعة بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في 19 مايو/ايار بنقاش حاد بين الرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني ورئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف. وتعددت الاتهامات بـ"الكذب وسوء الادارة" بين روحاني ونائبه الأول اسحق جهانغيري وهو أيضا مرشح من جهة وقاليباف من جهة أخرى. وقال قاليباف مخاطبا روحاني "ان مشكلتنا الكبرى هي العمل لقد وعدتم بإحداث أربعة ملايين فرصة عمل". ورد حسن روحاني "لم يسبق أبدا أن وعدت بتوفير أربعة ملايين فرصة عمل. هذه كذبة". وهيمنت قضايا البطالة التي تفوق نسبتها 12.4 بالمئة والسكن الاجتماعي ومساعدة الفئات المهمشة، على هذه المناظرة التلفزيونية الأولى من ثلاث مقررة بين المرشحين الستة. وبقي المرشحون الثلاثة الآخرون وهم رجل الدين المحافظ ابراهيم رئيسي والمحافظ مصطفى مير سليم والاصلاحي مصطفى هاشمي طبا، في الظل خلال هذه المناظرة الأولى. واتهم قاليباف روحاني وحكومته بسوء الادارة وتكرار دائم للقول إن الحكومة لا تملك الامكانيات لحل مشاكل البلاد وخصوصا البطالة ونقص السكن الاجتماعي. كما اتهم نائب الرئيس بأنه في واقع الأمر مرشحا لدعم روحاني لمساعدته في المناظرات التلفزيونية. وبحسب مسؤولين اصلاحيين سينسحب جهانغيري من السباق بعد المناظرات لتقديم الدعم لروحاني. في المقابل اتهم جهانغيري قاليباف بإدارة "طهران بعقلية عسكري" في إشارة إلى ماضي رئيس البلدية الذي كان في سلاح الجو التابع للحرس الثوري وقائدا للشرطة الوطنية. وكان روحاني اتهم قاليباف في الانتخابات الرئاسية لعام 2013 بأن لديه عقلية عسكرية، بينما اتهم الأخير الحكومة بأنها حكومة الـ4 بالمئة الأكثر ثراء في المجتمع، معتبرا أنه يتعين تعبئة موارد البلاد لمساعدة الفئات الفقيرة. ويعتقد محللون أن روحاني لايزال يحظى بشعبية رغم عجزه عن الوفاء بوعود سابقة بتحقيق انفتاح أكبر في مواجهة قيود يفرضها تيار المحافظين المتشدد على الايرانيين. ويذهب البعض إلى اعتبار الرئيس المنتهية ولايته من الأوفياء للمؤسسة الدينية رغم مال يبديه من انفتاح. وفي الوقت الذي كان الايرانيون يترقبون عرض المرشحين للرئاسة برامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال أول مناظرة تلفزيونية، طغت الاتهامات والتراشق بالكلمات.
مشاركة :