عواصم - وكالات - هدّدت «وحدات حماية الشعب الكردية» الولايات المتحدة بإيقاف معارك الرقة في حال لم تتخذ إجراءات تجاه الضربات التركية ضد قواتها في سورية.وقالت الناطقة الرسمية باسم الوحدات نسرين عبدالله، إن «الوحدات ستنسحب من الرقة في حال لم تتحرك واشنطن وتقوم برد فعل ملموس تجاه الضربات التركية المتواصلة»، واصفةً إياها بأنها «غير مقبولة حسب القانون الدولي».وسقط ثلاثة من «الوحدات» برصاص الجيش التركي في اشتباك جديد عبر الحدود هو الثاني في يومين.و«وحدات حماية الشعب» هي العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، تحالف الفصائل العربية والكردية المدعوم من واشنطن.وفي اسطنبول أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة جديدة معارضته لأي مشاركة لـ «وحدات حماية الشعب» في معركة الرقة، مشيرا إلى أنه سيقترح صيغة مختلفة على نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الى الولايات المتحدة في منتصف مايو.وخلال ندوة نظمها مكتب «أتلانتيك كاونسيل» للدراسات في اسطنبول، ذكر اردوغان أن العملية ضد الرقة «ليست بالعملية الكبيرة بالنسبة لنا، تركيا والولايات المتحدة وأعضاء التحالف الدولي (ضد الارهابيين) (...) وإن لم نتوصل إلى ذلك، عندها ما هو مبرر وجودنا؟».واتهم الفصائل الكردية بالسعي لإقامة دولة كردية في شمال سورية، مؤكدا أن تركيا ستمنع ولادة مثل هذا الكيان على حدودها. وقال: «لن نسمح أبدا بقيام مثل هذه الدولة. إننا نعارض تقسيم سورية».كما قال الرئيس التركي قبل أيام من لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن الرئيس السوري بشار الأسد «قاتل» يمارس «إرهاب الدولة».وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان اسرائيل «لها مبرّراتها في اتخاذ اجراءات عندما ترى تهديدا امنيا محددا» في سورية.جاء ذلك في تصريح لتونر ردا على الغارات الجوية التي نفذتها اسرائيل ضد مطار دمشق أول من أمس.وقال تونر: «لاسرائيل مخاوفها وشواغلها الامنية المشروعة. انكم تعرفون ان حزب الله منظمة ارهابية اجنبية ساعدت قواتها على تمكين النظام السوري من ادامة وحشيته ضد الشعب السوري والى التحريض على عدم الاستقرار في المنطقة».من ناحيتها، نددت السفيرة الاميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي بـ «الفظاعات التي ارتكبتها الحكومة السورية» أخيرا بحق المدنيين ومنها الحصار حتى الموت داعية لممارسة ضغوط على الجانب الروسي.وقالت خلال جلسة ترأستها لمجلس الأمن في شأن المساعدات الإنسانية في سورية، «إن روسيا تسمح للأسد بأن يتصرف من دون عقاب». وأكدت أن «النظام السوري متورط في استراتيجية تهدف إلى الحصار والاستسلام بحيث يقوم بوضع المدنيين داخل السجون حتى يموتوا أو يستسلموا للحكومة، وهذا النوع الأبطأ من الموت أكثر فتكا وانتشارا من الاسلحة الكيماوية في سورية». وقالت إن «الضغط يجب أن يوجه إلى روسيا لانها القادرة على وقف تلك الفظائع».وأضافت: «روسيا تواصل حماية النظام السوري.. روسيا تواصل السماح لهم بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس الذين يحتاجونها... روسيا تواصل حماية زعيم يستخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه».وفي رده على تعليقات هايلي، قال بيتر إيليتشيف نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة «لا أنت ولا زملاؤك الغربيون قلتم كلمة واحدة في شأن ما تفعلونه لتحسين الوضع».في غضون ذلك، اكد الرئيس السوري انه لا يستبعد قيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري في بلاده.وفي مقابلة مع قناة «تيليسور» الفنزويلية ونشرتها «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا)، قال الاسد ان الولايات المتحدة «ستقوم او ربما تقوم في مرات لاحقة باعادة نفس مسرحية خان شيخون من خلال فبركة استخدام اسلحة كيماوية مزيفة في مكان ما اخر من سورية من اجل ان تكون لها حجة بالتدخل العسكري من اجل دعم الإرهابيين». أضاف: «مازلنا مصرين ونحاول مع حلفائنا الروس والايرانيين ان تقوم هذه المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيماوية بإرسال فريق للتحقيق فيما حصل في خان شيخون».واشار الى ان «الفصائل السورية المسلحة قامت بتدمير جزء من المنظومات الدفاعية الجوية ومن الطبيعي ان نتفاوض مع الروس الان من اجل تعزيز هذه المنظومات سواء لمواجهة اي تهديدات جوية من قبل اسرائيل او لمواجهة التهديدات التي ربما تأتي من اي صواريخ امريكية الان هذا اصبح احتمالا واردا بعد الاعتداء الاميركي الاخير على مطار الشعيرات في سورية».
مشاركة :