دبي:محمد ياسينلم تستطع الطفلة الفلبينية بينج بينج التي لم يتجاوز عمرها العشرة أعوام استكمال دراستها، حيث لازمتها ظروف قاسية وضغوط مالية حالت دون تحقيق حلمها في الحصول على تعليم سليم في مدينة ماندون في مقاطعة ماسباتي في الفلبين.بدأت قصة بينج بينج وهي الطفل الخامس بين أسرة فقيرة لديها 10 أطفال، عندما اضطرت أن تترك المدرسة وهي في العاشرة من عمرها حيث كانت ملتحقة في الصف الأول، وذلك بسبب المسافة الطويلة التي كانت تقطعها سيراً على الأقدام، فضلاً عن الصعوبات التي كانت تواجهها مع المواد الدراسية نفسها، والاستهزاء الذي كانت تتعرض له من قبل الأطفال الآخرين بسبب ضعف بنيتها الجسدية، بجانب الضغوط المالية التي تعانيها عائلتها، حاولت والدة بينج إعادة تسجيلها في المدرسة، ولكنها كانت قد تجاوزت العمر القانوني للصف الثاني.بينج هي واحدة من بين العديد من القصص المماثلة والتي لم تستطع استكمال دراستها حيث إن في الفلبين ما يقرب من مليوني مراهق وطفل في سن التعليم الأساسي لم يلتحقوا بالمدرسة بعد، العديد منهم ينحدر من المناطق الفقيرة والمهمشة.وغالباً ما تكون الأسباب الرئيسية وراء تسرب الأطفال والشباب من المؤسسات التعليمية هي ذاتها في كل مكان، ومن هذه الأسباب عدم توفر المال الكافي لدفع تكاليف التعليم، والتمييز بين الجنسين أي الاعتماد على الفتيات للقيام بالأعمال المنزلية وتقديم الرعاية ناهيك عن عمالة الأطفال وغيرها من أشكال الاستغلال، إضافة إلى الحمل في سن المراهقة، وعدم توفر التعليم السليم، مما يؤدي إلى تلاشي رغبة الأطفال بالتعلم.وكانت بينج قد حصلت على فرصة ثانية للتعلم قبل ثماني سنوات بفضل برنامج التعليم البديل الذي تديره دبي العطاء في الفلبين لإعادة الأطفال إلى الفصول الدراسية.ويستهدف البرنامج بشكل رئيسي الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس.وبفضل المساعدات التي قدمتها دبي العطاء، يتوجه هذا البرنامج إلى الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس، والبالغين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمعزولين جغرافياً، والمتعلمين العاملين، وأي شخص يرغب في مواصلة تعليمه.وعلى مدار عامين، التحقت بينج ببرنامج محو الأمية الأساسي إلى أن تم إلغاؤه في منطقتها، وبعد بضع سنوات، عاد برنامج نظام التعليم البديل إلى المنطقة بفضل برنامج «الأسس السليمة» المدعوم من قبل دبي العطاء من خلال برنامج «الأسس السليمة وتطوير المهارات وتوفير التعليم للمراهقات»، وتمكنت بينج من الالتحاق بالتعليم مرة أخرى، واجهت في البداية صعوبة في التمييز بين الحروف، ولم تكن تعرف كيف تقرأ، كما كانت خجولة وانطوائية.وبعد 10 شهور وبفضل التدريس الإضافي الذي تلقته على يد معلمها، أحرزت بينج تقدماً ملحوظاً في القراءة، كما تحسن خطها في الكتابة، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من التدريب في مادة الرياضيات.
مشاركة :