شارك قاضي تحقيقات بلجيكي، في استجواب أشخاص جرى اعتقالهم قبل أيام في برشلونة الإسبانية، على خلفية التحقيق في ملف الهجمات، التي وقعت في بروكسل مارس (آذار) من العام الماضي، وقالت وسائل إعلام في بروكسل، إن قاضي التحقيق البلجيكي المكلف بالتحقيق في ملف هجمات مارس من العام الماضي، ومعه قاضي تحقيق إسباني، استمعا يوم الخميس، إلى أقوال كل من محمد لمسالك ويوسف بن حمو، واعترفا أنهما كانا في مطار بروكسل، يوم وقوع التفجيرات، ولكن لم يشاركا في التنفيذ. وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات، إن محمد ويوسف كانا في بروكسل خلال الفترة ما بين 16 إلى 23 مارس من العام الماضي، وأضاف: «قالا في التحقيقات إنهما ذهبا إلى بروكسل لشراء سيارة، وحسب وسائل إعلام في بروكسل، يسعى رجال التحقيق حاليا لمعرفه ما إذا كانت الأموال التي كانت بحوزة محمد لمسالك ويوسف بن حمو لشراء السيارة من بروكسل، قد استخدمت في تمويل الهجمات أو تسهيل المساعدة اللوجيستية». وحسب المصدر نفسه، فقد ورد في أقوالهما أنهما التقيا أحد أقارب الأخوين البكراوي خالد وإبراهيم «اللذين شاركا في تنفيذ التفجيرات في محطة القطارات ومطار زافنتيم في العاصمة بروكسل. وكان محمد ويوسف قد جرى اعتقالهما ضمن مجموعة مكونة من تسعة أشخاص في وقت مبكر من فجر الثلاثاء الماضي في برشلونة والمنطقة المحيطة بها وذلك في إطار تعاون أمني وقضائي بين بلجيكا وإسبانيا وذلك للاشتباه في وجود علاقة بين المعتقلين التسعة وهم ثمانية مغاربة وإسباني من جهة والمتورطين في هجمات بروكسل العام الماضي. وقد عثر رجال الأمن خلال عملية مداهمات رافقت الاعتقالات، على أسلحة وأجهزة حاسوب ومواد مخدرة ويواجه هؤلاء اتهامات تتعلق بالانضمام إلى صفوف جماعة إرهابية بحسب ما ذكر الإعلام البلجيكي الجمعة. وكانت بروكسل تعرضت لهجمات أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. وقبل يومين جرى الإعلان في بروكسل أن الشرطة البلجيكية نفذت عملية أمنية مشتركة مع فرنسا، وأسفرت عن اعتقال عشره أشخاص، بحسب ما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي في بروكسل، وأضاف أن العملية الأمنية استمرت من الاثنين إلى الأربعاء في إطار ملف التحقيقات بشأن الهجوم الذي استهدف مجلة «شارلي إيبدو» في يناير (كانون الثاني) من عام 2015 ومتجر هايبر كاشير في باريس. وشملت العملية الأمنية المشتركة مداهمات في منازل ببلجيكا وفرنسا لأشخاص يشتبه في تورطهم بتوفير أسلحة للشخص الذي نفذ الهجوم على المتجر ويدعى أميدي كوليبالي. وقال مكتب التحقيقات البلجيكي إن مشاركه الجانب البلجيكي في العملية الأمنية جاءت بناء على طلب رسمي من قاضي تحقيقات فرنسي. ويذكر أنه بعد أسبوع من وقوع هجمات يناير 2015 التي استهدفت مجله «شارلي إيبدو» وسوبر ماركت في العاصمة الفرنسية، أجرت سلطات التحقيق البلجيكية، تحقيقا مع تاجر سلاح بلجيكي من سكان مدينة شارلوا القريبة من العاصمة بروكسل، على خلفية احتمال علاقته بأحد منفذي الهجمات وهو أميدي كوليبالي، وعثرت قوات الشرطة أثناء مداهمة منزل تاجر السلاح على أدلة تشير إلى تجارته في أحد أنواع الأسلحة التي عثر عليها في مكان الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وقالت وسائل الإعلام البلجيكية إن الرجل ربما كان يريد شراء سيارة زوجة كوليبالي ولكن سلطات التحقيق تسعى لمعرفة علاقته بأسلحة استخدمها منفذو هجمات «شارلي إيبدو»، والمتجر اليهودي في باريس ومنها سلاح «توكاروف» الذي عثر عليه في المتجر اليهودي الذي احتجز فيه كوليبالي مجموعة من الأشخاص بداخله. وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت بعد أيام من حادث «شارلي إيبدو» أنها أحبطت هجوما إرهابيا في مدينة فرفييه شرق بلجيكا بعد تبادل لإطلاق النار وإلقاء متفجرات مع عناصر عادت مؤخرا من مناطق الصراع في سوريا والعراق وانتهى الأمر بمقتل شخصين واعتقال الثالث وكان المخطط يستهدف عناصر ومراكز للشرطة في المدينة. وبعد أيام من هجمات «شارلي إيبدو»، أشارت اتصالات جرى رصدها لقيادات تنظيم داعش. إلى أن ما جرى في باريس ما هو إلا إشارة إلى بدء موجة جديدة من الهجمات الإرهابية في عدة مدن أوروبية، ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية، ما أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية في ذلك الوقت نقلا عن مصادر التحقيقات الأميركية من أن أجهزة الاستخبارات الغربية، تعتقد أن الأخوين سعيد وشريف كواشي منفذا حادث الاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو»، هما جزء من شبكة إرهابية أكبر وإن ما حدث في العاصمة الفرنسية ما هو إلا بداية لسلسة هجمات في أوروبا. وأضافت الصحيفة الألمانية أن هذا الأمر اتضح من اتصالات رصدتها الاستخبارات الأميركية وجاء فيها أن ما حدث في باريس ما هو إلا إشارة لبداية هجمات أخرى في عدة مدن أوروبية، ولكن دون ذكر تفاصيل خطة محددة حول هذا الصدد. كما رصدت أجهزة الاستخبارات الغربية اتصالات للأخوين كواشي في هولندا، دون الإشارة إلى توقيتها، ولكن الأجهزة الأمنية الهولندية رفضت الخوض في هذا الموضوع، بحسب وكالة الأنباء الهولندية التي أضافت أن مسؤولا أميركيا يدعى ميشيل فلين صرح للصحيفة الألمانية محذرا من أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس سوف يقع مزيد منها ولن نفاجأ بهذا الأمر.
مشاركة :