أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، أن بلاده تدخل بـ «عزيمة راسخة» جولة محادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، تبدأ في فيينا اليوم وتستمر حتى الجمعة، وستشهد بدء صوغ اتفاق نهائي يطوي الملف. لكنه نبّه إلى أن إيران «لا تستعجل» إبرام اتفاق شامل. ظريف الذي التقى نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون على مائدة عشاء أمس، قال لدى وصوله إلى فيينا: «جئنا بعزيمة راسخة لتسوية الموضوع، وعزيمة راسخة بالمقدار ذاته للذود عن حقوق الشعب الإيراني». ورجّح ألا تنتهي هذه الجولة بـ «نتيجة محددة لوضع آخر اللمسات على نص الاتفاق النهائي»، مذكّراً بأن ثمة «تقريباً 3 جولات تفاوض أخرى» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) حتى 20 تموز (يوليو) المقبل، وهو الموعد النظري لإبرام اتفاق شامل، كما ورد في اتفاق جنيف الذي أبرمه الجانبان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأضاف: «سنبذل جهدنا لتحقيق تقدّم في أقل وقت، لكننا لسنا مستعجلين وسنتابع العمل بسعة صدر وثقة وفي ظل دعم الشعب والقيادة (المرشد علي خامنئي) ونأمل بنتائج». وأشار ظريف إلى أنه سيرأس غالباً الوفد الإيراني في هذه الجولة، علماً أن نائبه عباس عراقجي كان يفعل ذلك في الجولات السابقة. ولفت إلى أن المفاوضات «ستشهد وضع مسودة مشتركة، وألا يقوم كل طرف بعرض النص المتعلق به على الطرف الآخر». واعتبر أن «الجزء الصعب بدأ»، منبهاً إلى أن الاتفاق قد يُجهض في حال غياب توافق حول فقط «2 في المئة من المسائل المطروحة للبحث». وعشية المحادثات في فيينا، حض خامنئي الغرب على أن «يدرك أن الشعب الإيراني لن يرضخ لمطامعه، لأنه شعب حيّ وشبابه يتحرّك في الاتجاه الصحيح». وأردف: «اعتمادنا على طاقاتنا الداخلية وتعزيزها، سيجعل أميركا والقوى الأخرى عاجزة عن ارتكاب أي حماقة ويحبط خططها في فرض الاستسلام على الشعب الإيراني». ونال الوفد الإيراني المفاوض دعم علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، بقوله: «لم أكن موافقاً على أسلوب الوفد النووي المفاوض السابق» بقيادة سعيد جليلي، معتبراً أن «الأسلوب المتّبع الآن يدلّ على تجربة الوفد الحالي وحنكته، وإيران مطمئنة إلى أدائه». في المقابل، نبّهت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس إلى أن بلادها «لن تقتنع بالكلمات فقط»، مضيفة: «الشيء الوحيد الذي سيقنعنا هو تدابير للتحقّق» من التزام إيران أي اتفاق محتمل. وتابعت: «إذا لم نقتنع، فلن يكون هناك اتفاق». لكن المحادثات بين إيران والدول قد تتأثر سلباً بفشل طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد محادثات في فيينا الاثنين، في التوصل إلى اتفاق لتبديد مخاوف من أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. وقال ديبلوماسي غربي إن «لإيران مشكلات حقيقية في التعامل» مع هذا الأمر.
مشاركة :