نحن على أبواب دخول من جديد فترة متميزة من السنة، ترتفع فيها الحرارة، وتكون الشمس في كبد السماء بأشعتها الحارقة، فترة زمنية تفرض واجب مراقبة أطفالنا من مخاطر تعرضهم للسعة أشعة الشمس واتخاذ التدابير المناسبة، لكن للأسف، قليل جداً هم من يكترثون بالوضع ويقومون بما يكفي من إجراءات وقائية. إذا كانت الوقاية من أشعة الشمس إجراء مهماً حقاً، فلا يعدو كونه وسيلة واحدة فقط من الوسائل الواجب اتخاذها لتجنب التعرض المفرط للفحات الشمس. معظمنا لا يفكر طيلة جزء كبير من السنة في الموضوع بتاتاً، رغم أهميته، وما يقتضيه من واجب إعارة الشمس وأشعتها العناية الواجبة وبشكل مستمر؛ نظراً لمخاطرها على الصحة على المدى الطويل، وحري بنا أن نتذكر أن بشرة الجسم تشكل أكبر عضو لدى الإنسان مساحة وأضعفه، ما يبرر ضرورة تعوّد الإنسان على الاعتناء ببشرته وحمايتها. هناك الكثير من المنتجات في السوق، لدرجة يصعب التمييز فيما بينها ومعرفة أي منها مجرد مستلزمات لذر الرماد في العيون، أو علامات تجارية مكلفة، وبين التي تشكل حقاً وقاية خارجية فعالة يحتاج إليها أطفالك أثناء اللعب في حوض السباحة أو على الشاطئ. وفيما يلي بعض الحقائق والنصائح حول طرق السلامة أثناء التعرض لأشعة الشمس: 1. مراهم الوقاية من الشمس ليست كافية لا بد من تغطية الجسم، سواء كان أطفالك من ذوي البشرة الفاتحة أو الداكنة، فإن استعمال مراهم واقية من الشمس لا تشكل الوسيلة الوقائية الهامة الوحيدة، ففي ذروة حرارة اليوم، يُنصح باستعمال ملابس خفيفة الوزن، والبقاء تحت الظل، وتغطية الرأس بقبعة موثوق بها. 2. لا تنس عمليات التمييه يفقد الإنسان الكثير من المياه خلال أشهر الحرارة عن طريق العرق، أما جفاف الجسم الناجم عن ذلك يعد خطراً مهلكاً، لذا لا تنسَ أن تحمل معك دائماً زجاجة ماء تعتمد عليها في جميع الأوقات، وتأكد من تناول الأطفال كميات من السوائل بانتظام خلال هذه الأيام الطويلة. 3. SPF (عامل الحماية من الشمس) ليست مجرد إستراتيجية للتسويق، إنها أحد التدابير الناجعة للحماية. يوصي أطباء الأمراض الجلدية باستعمال 30 SPF أو ما فوق، بغض النظر عن لون بشرة أطفالك. تحجب 15 SPF حوالي 94% من أشعة UVB (فوق البنفسجية الخفيفة) مقارنة بمنتج 30 SPF الذي يحجب 97% من أشعة UVB ومنتج 45 SPF الذي يمنع حوالي 98% من الأشعة، أما فوق 50 SPF، لن تحصل على فاعلية أكبر. 4. ما هي الفئات التي تحتاج إلى مراهم واقية من الشمس؟ الجميع.. تشهد معدلات سرطان الجلد ارتفاعاً مطرداً بين أصحاب اللون الداكن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الذين يفرزون معدلات كبيرة من الميلانين لا يصابون بحروق بسهولة، وهو ما يجعلهم يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى الحماية التي توفرها تلك المراهم؛ لذا يتعين على الجميع، وفقاً للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، استخدام مراهم واقية من الشمس؛ لأن الحد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والشيخوخة المبكرة يعد أسباباً كافية لحث الجميع على اتخاذ مثل هذه الوسيلة الوقائية. 5. قم ببعض الرعاية الإضافية عند هبوط الشمس، ضع بعض زيت جوز الهند أو هلام الألو فيرا على كامل جسمك، ستشعر براحة كبيرة ويساعدك ذلك على تعافي بشرتك من مخلفات ما التقطته من أشعة الشمس الحارقة. 6. الأشعة فوق البنفسجية A والأشعة فوق البنفسجية B (UVA وUVB) الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس هي عموماً أشعة ضارة، وتسرع من الشيخوخة، أما الأشعة فوق البنفسجية B أو الأشعة الحارقة، فهي التي تسبب ضربة الشمس، ولهذا السبب يستحسن اقتناء المنتجات ذات الطيف الواسع لتحمي نفسك وأفراد عائلتك من مخاطر كلتيهما. 7. تكرار طلاء المراهم كل 2-3 ساعات يغفل معظم الناس عن حقيقة وهي أن مفعول المراهم الواقية من الشمس يتبدد مع الوقت، ضع دائماً نوع المراهم المقاومة للماء؛ لكي لا يبطل العرق والمياه أثناء اللعب مفعول المراهم ويعرض البشرة لأشعة الشمس الحارقة، وفي حالة الغطس داخل المياه، فلا بد من تكرار عملية طلاء المراهم كل 80 دقيقة. 8. تجنب السميات ليس جميع المنتجات متساوية من حيث الجودة: بعض المراهم الواقية من الشمس ذات الأثمان المرافعة، تحتوي على أنواع مختلفة من المواد الكيميائية التي تبطل فوائدها الواقية. تعد المراهم الواقية من الشمس الخاصة بالرضع أكثر أمناً بسبب خضوعها لمعايير أكثر صرامة فيما يتعلق بمستويات المكونات الضارة أو المشكوك فيها المسموح بها. تكون المنتجات المشكلة أساساً من المعادن التي تحتوي على أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم، خالية نسبياً من الإضافات والبارابين. 9. ابحث بنفسك. إذا اختلط عليك الأمر أمام وابل المنتجات التي تزدحم بها رفوف المتاجر، هناك فريق العمل البيئي، يستند في أعماله على العلوم، ويعرض الحقائق من خلال تبيان المكونات الضارة وفاعلية للمنتجات، يتضمن الموقع أيضاً مقالات عن آخر النتائج، يمكنك الاطلاع عليها . في الواقع لا يقتصر الأمر على الوقاية من ضربة الشمس المزعجة فحسب، بل يتعلق أيضاً بالوقاية من سرطان الجلد، وارتفاع درجة الحرارة المفرطة، والشيخوخة المبكرة وغيرها من الآثار السلبية؛ لذلك احرص على اقتناء بعض الأغراض الإضافية ووضعها داخل سيارتك لتفادي عواقب نسيتها، وتعوّد على حماية نفسك بشكل مناسب أيضاً، إن قمتَ بذلك ستجد جسمك أول مَن يشكرك. هذا الموضوع مترجم عن صحيفة هاف بوست للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :