ربما يكون البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أول رجل داخل الكنيسة الكاثوليكية يحظى بإعجاب معظم الطوائف في العالم «مسلمين، مسيحيين، ويهود، وملحدين»، لاشتباكه مع القضايا الجارية في العالم، ومواقفه المتسامحه مع الجميع. منذ مارس 2013، حينما تسلم فرنسيس بابوية الكنيسة الكاثوليكية، حتى الآن، أدلى بتصريحات عدة، في مختلف القضايا، أثارت الجدل في الأوساط الكاثوليكية المتشددة، لكنها لاقت ترحيباً بين الطوائف الأخرى، ظهر فيها شخصاً تقدمياً، أبرزها دفاعه عن المثلية، ومناهضة الرأسمالية باعتبارها مصدر لعدم المساواة، وتسامحه مع غير المؤمنين. ويرصد «المصري لايت» في التقرير التالي، أهم تصريحاته التي أثارت الجدل. 4. الله سيعفو عن الملحدين تحدث البابا فرنسيس عن الملحدين في خطاب أرسله إلى صحيفة «لا ريبابليكا» الإيطالية، قال فيه إن «الله سيعفو عن غير المؤمنين لو أنهم اتبعوا ضمائرهم». ورداً على أسئلة الصحيفة، أوضح: «لقد سألتموني إذا كان رب المسيحيين يعفو عن هؤلاء الذين لم يؤمنوا، والذين لا يسعون للإيمان، وأبدأ بالقول وهذا هو الشىء الأساسى، إن رحمة الرب لا حدود لها لو لجأت إليه بقلب صادق وتائب، والقضية بالنسبة لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالله هو طاعة ضمائرهم، الخطيئة بالنسبة لهؤلاء الذين لا يؤمنون، تتواجد عندما يخالفون ضمائرهم». واعتبر مراقبون، أن «تصريحات البابا محاولة لتغيير الصورة الرجعية للكنيسة الكاثوليكية، ودليل على أنه شخص تقدمي، وسعي منه لإيجاد حوار مع العالم». 3. الملحد أفضل من المؤمن المنافق قال فرنسيس في عظة له، إنه من الأفضل أن يكون الإنسان ملحدًا بدلا من أن يكون واحدًا من كثيرين من الكاثوليك، الذين يعيشون حياة المنافقين المزدوجة. وأضاف «فرنسيس»، حسب وكالة «رويترز»: «عار أن تقول شيئا وتفعل شيئا آخر. هذه حياة مزدوجة. هناك من يقول إنني كاثوليكي ملتزم وأذهب إلى القداس دائما وأنتمي لهذه الجماعة أو تلك. بعض هؤلاء الناس ينبغي أن يقول أيضا إن حياتي ليست مسيحية وأنا لا أدفع رواتب ملائمة للموظفين العاملين لدي، وأنا أستغل الناس وأقوم بأعمال قذرة وأغسل الأموال (وأعيش) حياة مزدوجة». وتابع: «كثير من الكاثوليكيين على هذه الشاكلة وهم يتسببون في العار. كم مرة سمعنا فيها كلنا أناسا يقولون: إذا كان هذا الشخص كاثوليكيا فمن الأفضل أن يكون ملحدا». وفي زيارته الحالية لمصر، قال خلال ترأسه القداس الإلهي باستاد الدفاع الجوي، صباح السبت، إن الله يفّضل عدم الإيمان على أن يكون الشخص مؤمنا منافقا كاذبا. 2. احترام المثليين أشهر موقف مثير للجدل لدى المتشددين، هو موقف فرنسيس من المثلية الجنسية، إذ طالب الكنيسة بالاعتذار للمثليين على ممارستها التاريخية معهم. وقال البابا في خطاب بمدينة ريو دي جانيرو، يوليو 2013: «إذا كان أحدهم مثلي الجنس، ويبحث عن الرب بنية حسنة، فمن أنا لأحكم؟». وفي تصريحات أخرى، طالب الكنيسة الكاثوليكية بالاعتذار للمثليين، بسبب الأسلوب الذي تعاملت معهم به، موضحا: «على الكنيسة أن تظهر لهم الاحترام أيضاً، وأن تعتذر ليس فقط لهم، بل للنساء المستضعفات والفقراء والناس الذين تعرضوا للاستغلال، فهم شرائح لا بد من مداراتها والعناية بها. يجب ألا يكون المثليين عرضةً للتمييز، وينبغي احترامهم ومرافقتهم أبوياً». 1. الرأسمالية مصدر لعدم المساواة اُتهم البابا فرنسيس بأنه ماركسي، بسبب آرائه المناهضة للرأسمالية، ودفاعه عن العدالة الاجتماعية. هذا الأمر لم يُزعجه، ورد في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، ديسمبر 2013، بقوله، إنه «لا يبالي إذا وصفه الناس بأنه ماركسي». وقال فرنسيس: «الماركسية إيدولوجيا خاطئة، ولكني التقيت في حياتي الكثير من الماركسيين وهم أشخاص طيبون، ولذلك لا أشعر بأن أحدا قد أساء إليّ». وفي أبريل 2015، زار البابا، الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، وأُعجب الأخير بمواقف فرنسيس المناهضة للرأسمالية، وقال: «إذا واصل البابا طريقه، سأعود لأصلي وسأعود إلى الكنيسة. أنا لا أمزح». ووصف البابا الرأسمالية بأنها مصدر لعدم المساواة على أفضل تقدير، وقاتلة في أسوأ الأحوال. وفي شهر يوليو من نفس العام، أعلن من مدينة سانتا كروز في بوليفيا، أمام حشدٍ من المنظمات الشعبية، رفضه للرأسمالية. وقال: «هل نحن نشعر أن هناك خطأ ما بحيث نجد مزارعين بلا أراضٍ يمتلكونها، وعمال بلا حقوق، وعائلات بلا مسكن، وكرامة الناس والشعوب تداس باستمرار؟ هل نجد خطأً ما في أن هناك حروب عديدة بلا معنى وحالات العنف قد وصلت إلى عقر دارنا؟ هل نحن نعلم عن سوء استعمال الموارد الطبيعية والأرض والماء والهواء بل والكائنات الحية والتي أصبحت مهددة باستمرار؟ إذا كان الأمر كذلك ونجد أن هناك أخطاء وخطايا، فنحن بحاجة إلى التغيير، بل نحن نريد التغيير بل أنا أصر أن نقولها بدون خوف وبأعلى صوت: نريد تغييراً حقيقياً في هيكلية النظام الحالي. إن النظام الحالي أصبح لا يطاق. نحن بحاجة إلى تغيير النظام على مستوى العالم حيث أن الترابط بين الشعوب في عصر العولمة بحاجة إلى حلول عالمية». ولدى البابا أيضاً كتابًا بعنوان «الرأسمالية واللامساواة»، ينتقد فيه النظام الرأسمالي، ويدافع فيه عن فكرة العدالة الاجتماعية.
مشاركة :