روى عددٌ من المعلمين قصصاً إنسانية مؤلمة ومؤثرة صادفوها لطلابهم خلال اليوم الدراسي، كان لها أثر نفسي هائل على نفوسهم، حيث لايزالون يتذكرون تفاصيلها كما لو كانت وقعت أمس رغم أنها حدثت قبل سنوات طوال. يقول المعلم محمد عبدالله إن طالباً بالصف الثاني الابتدائي كان يعانقه باستمرار بسبب ومن دون سبب؛ ما جعله مندهشاً ومنزعجاً، وذلك قبل أن يخبره معلم آخر أن الطالب فقد والديه في حادثي سير منفصلين في غضون شهرين فقط، ويكرر معانقته له بسبب اشتياقه لوالديه. وأضاف بحسب “الحياة” أنه فور علمه بذلك غيَّر معاملته للطالب على الفور، وأصبح يتابع دروسه مع المعلمين، ولا يزال متأثراً بالحادثة رغم مرور أربع سنوات على وقوعها. وفي قصة أخرى مرّ على وقوعها أكثر من 13 عاماً، يقول المعلم سعد محمد إنه كان ذات مرة يتجول بين الطلاب في الفسحة، حتى استوقفه شجار بين طالبين، فتدخل لإنهائه واصطحب الطالبين لغرفة وكيل المدرسة، وبعد حل المشكلة ومصالحتهما، تحدث منفرداً مع الطالب الذي بدأ الشجار حيث كان عصبياً بشكل مفرط. وأبان أنه بعد إلحاح على الطالب لمعرفة سبب الشجار، أخبره أن زميله رفع ثوبه قليلاً ما دفعه لينهال عليه ضرباً، وحين سأله لماذا كل هذا الانفعال فالموقف لا يستدعي كل هذا الغضب، أطرق الطالب برأسه وسكت، قبل أن يقوم برفع ثوبه وإذا به يرتدي ملابس أخته الداخلية، حيث ينحدر الطالب من بيت فقير وأبوه سجين وليست لديه ملابس داخلية إلا قليلة، وخاف أن يرى زملاءه ملابس أخته فيسخرون منه. بينما كشف المعلم فاضل جاسم أنه لاحظ على أحد طلابه بالصف الثالث الابتدائي الاستئذان المتكرر أثناء الحصة، وذات مرة رفض السماح له بالخروج، لكن بعد إلحاح الطالب سمح له بالنزول، ثم تتبعه، ليجده يختبئ خلف الصفوف ويبدل حذاءه الرياضي مع طالب آخر حذاؤه متهالك؛ ولما سألهما عن السبب رفضا الإجابة، وبعد إلحاح أخبره طالبه أن الطالب الآخر أخوه ولا يملكان إلا حذاءً رياضياً واحداً، ويتبادلان ارتداءه بين الوقت والآخر إذا كان لدى أحدهما حصة رياضة. وأشار المعلم إلى أنه قصَّ القصة على مدير المدرسة واتفقا على إنشاء صندوق لدعم الطلاب المحتاجين، وفي اليوم التالي اشترى حذاءً رياضياً وملابس رياضية، ودخل بها الفصل وأخبر الطلاب أنه سيمنحها للطالب الهادئ في نهاية الحصة، ووضع اسم ذلك الطالب في جميع الأوراق التي سيسحبها، وما إن جرى السحب واستلم الطالب هديته حتى اقترب من المعلم وابتسم وقال له: “شكراً لك يا أستاذ”.
مشاركة :