طهران - وكالات - شهدت أول مناظرة تلفزيونية مباشرة بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية في إيران، نقاشاً حاداً وتبادلاً للاتهامات بين الرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني ورئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف.ومن أبرز الموضوعات التي تطرقت إليها المناظرة، قضية اقتحام السفارة السعودية في طهران مطلع العام 2016، من قبل جهات متشددة وميليشيات «الباسيج» و«الحرس الثوري».وتعددت الاتهامات بـ«الكذب» و«سوء الإدارة» بين روحاني ونائبه الاول اسحق جهانغيري، وهو أيضاً مرشح من جهة، وقاليباف من جهة اخرى، خلال المناظرة التي جرت مساء أول من أمس استعداداً للانتخابات المقررة في 19 مايو المقبل.وقال قاليباف مخاطباً روحاني «إن مشكلتنا الكبرى (...) هي العمل لقد وعدتم بإحداث أربعة ملايين فرصة عمل». ورد روحاني «لم يسبق أبداً أن وعدت بتوفير أربعة ملايين فرصة عمل. هذه كذبة».وهيمنت قضايا البطالة التي تفوق نسبتها 12,4 في المئة والسكن الاجتماعي ومساعدة الفئات المهمشة، على هذه المناظرة التلفزيونية الاولى من ثلاث مقررة بين المرشحين الستة.وبقي المرشحون الثلاثة الآخرون، وهم رجل الدين المحافظ ابراهيم رئيسي، والمحافظ مصطفى مير سليم، والاصلاحي مصطفى هاشمي طبا، في الظل خلال هذه المناظرة الاولى.واتهم قاليباف روحاني وحكومته بـ«سوء الادارة» و«تكرار دائم للقول ان الحكومة لا تملك الامكانيات» لحل مشاكل البلاد وخصوصا البطالة ونقص السكن الاجتماعي.كما اتهم نائب الرئيس بأنه في واقع الأمر ترشح لدعم روحاني ومساعدته في المناظرات التلفزيونية، في إشارة إلى ما يردده مسؤولون إصلاحيون أن جهانغيري سينسحب من السباق بعد المناظرات لتقديم الدعم لروحاني.في المقابل، اتهم جهانغيري قاليباف بإدارة «طهران بعقلية عسكري»، في إشارة الى ماضي رئيس البلدية الذي كان في سلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري» وقائداً للشرطة.واتهم قاليباف الحكومة بأنها حكومة «الـ4 في المئة الأكثر ثراء في المجتمع»، معتبراً أنه يتعين تعبئة موارد البلاد لمساعدة الفئات الفقيرة.وكان لافتاً أن المناظرة تطرقت إلى قضية اقتحام السفارة السعودية في طهران مطلع العام 2016، من قبل جهات متشددة وميليشيات «الباسيج» و«الحرس الثوري».وفي هذا السياق، كشف جهانغيري أن مقتحمي السفارة ينشطون في الحملة الانتخابية لقاليباف.وجاءت إشارة جهانغيري إلى رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية، الذي يعتبر من المقربين لقاليباف وناشطاً في حملته الانتخابية.وسأل جهانغيري خلال المناظرة متوجهاً إلى قاليباف «من الذي اقتحم السفارة السعودية وأبعد السياح عن إيران؟ إن مقتحمي السفارة السعودية يعملون في حملة مرشح للانتخابات وأنت تعرف من موّل الجماعات التي هاجمت السفارة السعودية في طهران».وتبادل المرشحون، خلال المناظرة التي استمرت ثلاث ساعات، الاتهامات وكشفوا إحصائيات عن الفساد والاختلاس والسرقات والبطالة والأزمات الاجتماعية والاقتصادية في إيران.وفي السياق، حذّر رئيسي، المرشح القوي للتيار المحافظ والمقرب من المرشد علي خامنئي، من أزمات اجتماعية، وكشف عن أن هناك 16 مليون ساكن في العشوائيات في إيران، فيما كان عدد هؤلاء في العام 2013 لدى وصول روحاني للسلطة 11 مليون نسمة فقط.وقال رئيسي، الذي يتولى حالياً ثلاثة مناصب عليا بأمر مباشر من خامنئي، وهي عضويته في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، و«سادن ضريح الإمام الرضا في مشهد»، إن «هناك بطالة واسعة لدى الشباب، ولا يمكن لمواطن أن يعيش بدخل 455 ألف تومان (ما يعادل 13 دولاراً) شهرياً».وأضاف «الهوة بين الأغنياء والفقراء تتسع في إيران... المساعدات النقدية الشهرية للفقراء يجب زيادتها إلى ثلاثة أضعاف»، في إشارة إلى الإيرانيين من محدودي الدخل في المناطق الريفية الذين يحصلون على دعم شهري بنحو 13 دولاراً.
مشاركة :