حكايات صغيرة: ليالي التسوق - شعاع الراشد

  • 8/2/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هذه أول مرة أقرر فيها الكتابة عن التسوق بكل هذه الانفرادية، فالموضوع كما تعرفون واضح ولا يستحق محاور عديدة كي نخصص له زاوية كاملة، رغم ان النساء عادة لا يمانعن دوما في معرفة اخبار السوق. ومع ذلك فالمسألة تطورت في النصف الثاني من الشهر الفضيل من حدث طبيعي متوقع ومفهوم إلى حراك جماعي مكثف، مزعج وجميل في نفس الوقت نجده في كافة المدن ومولاتها. سباق ماراثوني مرهق إن تذكرنا صعوبة الوصول لاماكن التسوق المعتادة مع الزحام المعهود وكثافة الحركة في الطريق، فمن الذي لم يواجه ضياع ساعات الزمن امامه وهو يضع خطة سير او توقع زيارة اكثر من موقع في مساء رمضاني خاطف؟ "بعقلك تقولين ان نذهب إلى طرفي المدينة في ليلة واحدة كي نبحث عن عبايات جديدة ؟" - ولكنني لم اجد اية عبايات تستحق الشراء ماذا افعل؟؟ "هل جربت المكان الفلاني؟" - نعم ولم اجد المحلات في اماكنها! " نعم؟ ماذا تقصدين هل انتقلت لاماكن اخرى؟ الظاهر ان المحلات تتحرك مع حركة الناس.. او انهم يبحثون عن مواقع اكثر اقترابا من الاحياء" - حقا لم اجدهم، لا امزح "حسنا اعتقد ان افضل مكان هو ان تذهبي لاحد المولات اتركي عنك الاسواق الشعبية فقد اصبحت تضاهي المحلات الكبيرة في اسعارها وتعتقد بانها في حالة تنافس معهم، كله بسبب الموسم غير ان نوعية المعروض يؤشر بالطبع إلى نوعية المنتج الرخيص" هذا جانب ولكن عدا غلاء الاسعار في موسم مشتريات جماعي، فان عامل الوقت هو المحور الاهم في هذه المعادلة، فلم نعد نشعر كيف يركض الزمن فنركض معه ثم نتنبه اننا انتقلنا من فترة بعد صلاة التراويح إلى ما بعد منتصف الليل بساعات وندهش كيف مرق الوقت لانه لم يعد يكفي لاداء كل المهمات الحياتية المقررة، وان كنا نتسم بشيء من الخبرة والملاحظة الكافية سندرك بالطبع ما هو مناسب وجدير بالاقتناء فنكتفي بزيارة واحدة للاسواق او زيارتين. المشكلة تكمن في خيارات الصغار والمراهقين الذين لم يعودوا يقبلون بما تجلبه او تختاره الامهات ولكن ما يروق لهم ولموضة عمرية تتراءي لهم. في احد المحلات ذات الخصوصية النسائية لاحظت ظاهرة تاتو مكياج الحواجب لدى أغلب البائعات بشكل يكاد ان يكون موحدا. احداهن كانت تبتسم في تعاملها بلطف ولكن تاتو الاسود الذي كان يمتد من منتصف الحاجبين كان يجعلها تبدو وكأنها عابسة في نفس الوقت. مشهد غريب بالفعل واستغربت كيف للعدوى الاجتماعية ان تنتشر لهذه الدرجة، اخرى قريبة رأيت صورتها ولم اعرفها، وليس عندي اعتراض بالطبع على محاولات التجميل غير ان الملاحظة ان تلجأ الفتيات لكل موضة جمالية حتى وان لم تكن تناسبهن..الا يوجد في عيادات التجميل من ينصح الباحثات عن اضافة ملامح جمالية ما هو مناسب او لا ؟ لم يعد هناك خصوصية جمالية حيث صارت الوجوه كلها بنفس الشكل.. لحظة: في زاوية الاسبوع الماضي كتبتُ عن طفلة مقلب الاجيال وتعاطفنا مع تجربتها وذكرت ملاحظة عدم صبر الابوين مع صغارهم وتوبيخهم في الاماكن العامة كحالة منتشرة، لا لحالات العنف الاجرامية الموجهة، غير ان كلمة (لا) سقطت من الجملة ولا ادري حقيقة ما الذي تم فهمه من سياق الموضوع.. عموما اقول مثلما يقول بعض اهل الحجاز المرحين معليش رمضان كريم وكل عام وانتم بخير..

مشاركة :