مختصون: إدارة النفايات الخطرة تمثل الفيصل في مسألة التخلص الآمن منها

  • 4/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن هاجس حماية البيئة وسلامتها أمر يلازم الناشطين في مجال البيئة، إلا أن المختصين والأكاديميين المعنيين بالشأن البيئي لهم كلمتهم في هذا المجال، كما أن لديهم توجساتهم وتطلعاتهم نحو تحقيق السلامة البيئية والحفاظ على الحياة على الكوكب. ويبدي مختصون تخوفهم الصريح جراء التوسع في المنشآت الطبية والمصانع دون مراعاة حازمة ومتابعة دقيقة للنفايات الخطرة منذ لحظة تجميعها داخل تلك المنشآت إلى وصولها إلى أيدي الجهات المختصة بإتلافها والتخلص منها، وفيما يعول المختصون على التقنيات الحديثة التي يسابق صانعوها الزمن بغية تقديم حلول علمية لاحتواء النفايات الخطرة، يبقى الرهان على الوعي وإدارة التخلص من تلك النفايات هو المحك في آراء كثير من أولئك المختصين. د. وليد زاهد: القائمون على معالجة النفايات والمستشفيات يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه البيئة القحطاني: شركات وطنية متخصصة في مجال حماية البيئة نقلت تجربة المملكة إلى الدول الشقيقة في مجال حماية البيئة د. إبراهيم عارف: النفايات الخطرة ليست بالضرورة أن تكون طبية فقط.. وتظافر الجهود يقلل من خطورتها د. فؤاد أمين: المحارق غير الجيدة واليد العاملة غير المدربة تمثلان خطراً على البيئة تقنية الدكتور إبراهيم عبدالواحد عارف، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة، المشرف على كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية؛ أكد أن التهاون في التخلص من النفايات الطبية يخلق مشكلة بيئية كبيرة، وقال: إن التهاون مع النفايات الطبية حتى على مستوى كليات الطب يمثل خطراً كبيراً فما بالك بالتهاون بالنفايات الطبية في المستشفيات والمنشآت الطبية الكبرى، وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق الجهات المعنية سواء التشريعية والرقابية وكذلك الجهات المتعاقدة معها والتي تتولى عملية التخلص من تلك النفايات بشكل نهائي.وأضاف: إن النفايات الخطرة قد لا تكون فقط طبية، ولذلك لحماية البيئة علينا أن نتعامل مع النفايات بكافة أشكالها بحذر شديد، وأن نتخلص منها بالطرق العلمية المحكمة التي تضمن عدم تأثيرها على البيئة والإنسان، واليوم هناك تقنيات حديثة متطورة تمكننا من التعامل الصحيح مع النفايات المختلفة بشكل يضمن عدم تأثيرها على البيئة بشكل سلبي، وهذه التقنيات تجاوزت عمليات الحرق والطرق التقليدية التي كان يتعامل بها العالم، وتكمن خطورة المحارق أنها تحتاج حذراً شديداً وكنترولاً عالياً جداً لمنع أي تسرب للغازات السامة التي تنبعث من عمليات الحرق، وأعتقد أن التقنيات الحديثة أكثر أماناً من عمليات الحرق وأكثر قدرة على احتواء النفايات والتخلص منها بشكل سريع وآمن، وأنا هنا أحذر من خطورة الغازات التي قد تنبعث من حرق النفايات لما لها من خطورة شديدة على الإنسان وعلى البيئة، وكذلك تكلفتها العالية. حذر فؤاد أمين -دكتوراه في الميكروبولوجي والأحياء الدقيقة البيئية بجامعة الملك سعود-؛ أكد أن سلامة البيئة وصحة الإنسان مرتبطان بمدى الحرص على التخلص الآمن من النفايات الخطرة والتي تمثل خطراً كبيراً على صحة الإنسان بشكل مباشر. وقال: إن التعامل مع النفايات الخطرة في كل دول العالم يحظى بأهمية كبرى ولدى كثير من الدول اشتراطات حاسمة وتطبق بشكل تام بغية السيطرة على الملوثات الخطرة التي تهدد السلامة البيئة وصحة الإنسان، لدرجة أن هناك أساليب علمية دقيقة للتخلص من النفايات الطبية العادية في بعض الدول، فما بالك بالنفايات الطبية الخطرة، ولذلك التهاون في التعامل مع النفايات الطبية له آثار مدمرة على البيئة وعلى الإنسان بشكل مباشر. وأضاف: إن التقدم التقني اليوم يدعم التخلص من النفايات الخطرة بشكل كبير، والخوف هنا من الأخطاء البشرية أو التقصير في تطبيق الاشتراطات المهنية للتخلص من تلك النفايات، وهنا أقول ان عملية فرز النفايات الخطرة يساعد في آلية التخلص منها بشكل سريع وآمن، وذلك بالنظر إلى خطورة كل نوع منها، مما يوظف التقنية الحديثة بشكل مباشر في التخلص السريع والآمن من تلك النفايات، ومن المعروف أن التخلص من النفايات دون فرز يزيد من خطورة الانبعاثات التي قد تصدر منها، وخاصة في مسألة حرق النفايات الخطرة، فهذه الطريقة قد تجاوزها العالم، وذلك لخطورة تسرب الغازات السامة التي قد تفرزها عملية حرق النفايات، والمفروض يتم التوجه إلى تدوير النفايات والتخلص منها بالطرق البيولوجية، وذلك في النفايات بشكل عام وليس النفايات الخطرة، هذه الطريقة تحمي البيئة وتجعل من التخلص من النفايات عملية مهنية اقتصادية مهمة. مسؤولية د. وليد محمد زاهد -أسـتاذ مشـارك هـنـدسـة بـيـئـيــة بجامعة الملك سعود- أكد أن التخلص من النفايات الخطرة يبدأ من مرحلة تجميع تلك النفايات وفرزها ونقلها، ثم وصولها إلى محطة التخلص النهائي، وقال: يجب خلال هذه المراحل متابعة تلك النفايات بتحكم ومراقبة كبيرين بالنظر إلى الخصائص الخطرة لتلك النفايات وتأثيرها السلبي المباشر على الصحة العامة وسلامة البيئة، خاصة إذا كانت تلك النفايات مخلفات طبية أو مواد مشعة أو كيميائية. وأضاف: التقنية اليوم تقدمت كثيراً في مسألة التخلص من النفايات الخطرة، ولكن تختلف الطبيعة الفيزيائية للمخلفات الخطرة، فبعضها سائل، وبعضها صلب، وهنا تلعب عملية فرز النفايات أهمية قصوى، وبالتالي عند فرزها يتم معالجتها حسب طبيعة كل نوع من تلك النفايات، وفي النهاية فإن التقنية والآلات الحديثة تقدمت بشكل كبير بحيث تسيطر سيطرة كاملة وكبيرة على تلك النفايات إذا ما أديرت عملية التخلص منها بشكل مهني وتحت تحكم عالي، فمثلاً عند حرق النفايات وحتى عند درجات حرارة عالية قد تنتج عن عمليات الحرق تلك غازات سامة وخطرة، مما يجعل عملية الحرق عملية ليست سهلة ولها تبعاتها الخطرة التي لازمها محاذير كبيرة، فالخطورة دائماً ليست بالصورة في التقنية ذاتها، ولكن قد نجلب جهاز حرق غير مناسب، أو عمالاً غير مدربين، عندها سندفع ثمناً كبيراً من خلال الأضرار التي قد تطال الإنسان والبيئة بشكل مباشر. وقال: إن المسؤولية الأدبية على أصحاب المصانع والمستشفيات وكذلك الشركات التي تتولى عملية التخلص من النفايات الخطرة كبيرة جداً، وعليهم استشعار المسؤولية الكبيرة تجاه البيئة والإنسان، كما أن على الجهات الرقابية مسؤولية المتابعة الدائمة والتحقق من تطبيق المعايير المهنية الكفيلة بعدم تسرب أي من تلك النفايات الخطرة وبالتالي إلحاق الضرر بالبيئة والإنسان، ومتابعة مقاييس الانبعاث المسموح به ومدى تجاوزه مما يعطينا المؤشرات الخاصة بسلامة البيئة والحفاظ عليها. سيطرة من جانبه أكد حسين القحطاني المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الأنظمة والتشريعات الخاصة بالبيئة في المملكة واضحة في مسألة الترخيص للشركات العاملة في مجال إدارة النفايات الطبية، مؤكداً على أن المملكة مصادقة على اتفاقية بازل العالمية المعنية بالتعامل مع النفايات الخطرة، وقال: لدينا مراقبة دقيقة للشركات التي تمنح ترخيص إدارة النفايات الطبية في المملكة. وأضاف: لدينا في المملكة شركات كبرى تتعامل مع النفايات الطبية بمهنية عالية وسيطرة كبيرة، والمملكة صاحبة تجربة متميزة على مستوى الدول المجاورة، ولدينا شركات وطنية متخصصة في مجال حماية البيئة نقلت خبراتها إلى الدول بعض الشقيقة وهي تعمل الآن في تلك الدول، مما يشير إلى مستوى إدارة النفايات الطبية في المملكة، ونضج التجربة بالتعاون بين القطاعين العام والخاص. وتابع يقول: نحن في الهيئة ندعم التوجه لاستخدام التقنية الحديثة القادرة على السيطرة التامة على التخلص الآمن من النفايات الطبية بدون حدوث أي تبعات قد تضر بالإنسان والبيئة. د. وليد زاهد حسين القحطاني د. إبراهيم عارف د. فؤاد أمين

مشاركة :