أطلقت الإمارات أمس، مجلسا جديدا، يهدف إلى تعزيز صورة البلاد إقليميا ودوليا، من خلال ترسيخ أطر التواصل محليا وإقليميا وعالميا، كما يعمل على مراجعة كل التشريعات والسياسات المؤثرة على سمعة البلاد، إضافة إلى صياغة منظومة وطنية متكاملة تشمل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، لنقل قصة الإمارات إلى العالم بطريقة جديدة. وجاء إطلاق المجلس الذي أطلق عليه «مجلس القوة الناعمة»، وفقا لما أعلنه أمس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث يختص برسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة للبلاد، ويتبع المجلس بشكل مباشر لمجلس الوزراء. وسيعمل المجلس وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية أمس، على تطوير استراتيجية للقوة الناعمة للدولة تشمل مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية والإنسانية والاقتصادية، بهدف ترسيخ التواصل على المستوى الشعبي مع المحيط الإقليمي والعالمي. وسيعمل أيضا على مراجعة كل التشريعات والسياسات المؤثرة على سمعة الإمارات، ورفع استراتيجية متكاملة لمجلس الوزراء خلال الأشهر المقبلة ترسخ سمعة الدولة على المستوى الشعبي في جميع المناطق الاستراتيجية عالميا. وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات لديها القوة العسكرية والاقتصادية، واليوم تستعد لبناء منظومة القوة الناعمة، من أجل ترسيخ سمعة عالمية تخدم مصالح شعبها على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الاستثمار في ترسيخ احترام ومحبة الشعوب الأخرى لدولة الإمارات سيعمل على ترسيخ علاقات دائمة مع هذه الشعوب على المستوى الاقتصادي والسياحي والاستثماري. وقال: «الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نجح في ترسيخ مكانة قوية وغير مسبوقة لدولة الإمارات إقليميا ودوليا خلال السنوات الأخيرة، ولا بد من بناء منظومة دبلوماسية شعبية لترسيخ رؤيته في وضع دولة الإمارات كأفضل نموذج للدول من حيث السمعة والمكانة عالميا». وأضاف: «لدينا تجربة ناجحة خلال الفترة السابقة في مشاركة شعوب الخليج احتفالاتهم الوطنية، ونريد استراتيجية مختلفة للتواصل مع كل شعوب العالم. نريد استخدام أدوات جديدة لترسيخ معرفة شعوب العالم بدولة الإمارات وبثقافتها وهويتها وتفردها وقصتها المدهشة»، وأضاف أن مجلس القوة الناعمة سيشكل رافدا جديدا لتنسيق كل الجهود الوطنية للترويج للدولة وبناء دبلوماسيتها الشعبية مع مختلف الشعوب. من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن «تشكيل مجلس القوة الناعمة رؤية عميقة لاستثمار رصيد منجزاتنا في تعزيز أطر التواصل مع شعوب العالم وتكريس مسارات التقارب الإنساني، كلنا سفراء الإمارات نحمل واجب إعلاء شأنها، وعلينا مضاعفة الجهد لتبقى في قلب المشهد العالمي بنهجها المتميز وقيمها وطموحاتها». وسيكون مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات مرجعية رسمية، لتقديم الرأي والمشورة حول التوجهات والمبادرات المقترحة ضمن منظومة الدبلوماسية العامة لدولة الإمارات، بما يضمن ترسيخ منجزات الإمارات وطموحاتها ودورها المركزي إقليميا ودوليا في العلوم والثقافة والفنون والسياحة والتجارة والمبادرات الإنسانية، أو غيرها من المجالات وإبرازها للرأي العام الرسمي والشعبي في العالم، لتكون مرآة لمسيرة الإمارات وإرثها الحضاري ودورها الحيوي.
مشاركة :