مجلس الأمن يدعو إلى استئناف المفاوضات حول الصحراء الغربية

  • 4/30/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سحبت جبهة «بوليساريو» عناصرها من منطقة غرغرات الحدودية في الصحراء الغربية تحت ضغط دولي تمثل في إنذار استعد مجلس الأمن لإصداره في قرار ملزم مساء الجمعة، ما أدى إلى نزع فتيل توتر استمر أشهراً في هذه المنطقة المحاذية للحدود الموريتانية. وشكل الانسحاب مخرجاً سياسياً لمجلس الأمن استطاع بموجبه إصدار قرار خال من الإنذار بعد تعديله ويتسم بالإيجابية ويعيد التأكيد على الدعوة إلى استئناف العملية التفاوضية بين المغرب و «بوليساريو»، مع «توخي الواقعية وروح التسوية» كمدخل لحل مشكلة الصحراء. و مع تبني القرار، حصل المغرب على دعم صريح من الولايات المتحدة لاقتراحه بإقامة حكم ذاتي في الصحراء الغربية، للمرة الأولى منذ تسلم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة. وأتى ذلك خلال جلسة مدد خلالها مجلس الأمن بالإجماع مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) سنة إضافية اعتباراً من نهاية الشهر الجاري. وقالت ميشيل سيسون، نائبة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة خلال جلسة تبني القرار مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتبر أن «الخطة المقترحة من المغرب بإقامة الحكم الذاتي، اقتراحاً جدياً يمكن أن يكون مقاربة ممكنة» لحل أزمة الإقليم. وتبنى مجلس الأمن القرار الذي حمل الرقم 2351 بالإجماع بعد إرجاء جلسة التصويت مرات متتالية في انتظار سحب جبهة «بوليساريو» عناصرها من منطقة غرغرات، ما اعتبره ديبلوماسيون «مكسباً مهماً لنزع فتيل التوتر من هذه المنطقة وتأكيد دعم مجلس الأمن الكامل لاتفاقات وقف إطلاق النار في الإقليم»، قبل تعيين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثاً جديداً إلى الصحراء. وكانت الولايات المتحدة وضعت الصيغة الأولية لمشروع القرار وأجرت مفاوضات في شأنها مع أعضاء مجلس الأمن حتى مساء الخميس، وتضمنت إنذاراً لـ «بوليساريو» بضرورة سحب عناصرها من غرغرات بشكل عاجل. وتضمنت الصيغة الأولى لمشروع القرار مهلة 30 يوماً للانسحاب تحت طائلة «نظر مجلس الأمن في كيفية معالجة المسألة». ومنحت الولايات المتحدة، التي ترأس مجلس الأمن للشهر الجاري جبهة بوليساريو مهلة 24 ساعة لسحب عناصرها من المنطقة الفاصلة تحت طائلة طرح مشروع القرار على التصويت بصيغته القائمة، وهو ما دفع الجبهة إلى الانسحاب. وبناء على هذه المستجدات، عدلت الولايات المتـــحدة مشـــروع القرار، بموافقة فرنـــسا وبقية أعضاء مجلس الأمن، وحذفت الفقرة التي كانت تضمنت التحذير، وتم الاكتفـــاء بفقرة بديلة تدعو الأطراف إلى الاحترام الكامل «لاتفـــاقات وقف إطلاق النار». وقالت سيسون إن الولايات المتحدة تتطلع إلى تعيين خلف للمبعوث الخاص كريستوفر روس و»سفره إلى المنطقة في أسرع وقت». وأكدت دعم واشنطن للتوجه الذي أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش «بإعادة إطلاق العملية التفاوضية بروح ودينامية جديدتين». وقالت إن الهدف هو «التوصل إلى حل متوافق عليه يؤمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء»، واضافت: «نعتبر أن اقتراح المغرب للحكم الذاتي يمثل مقاربة ممكنة للحل». كذلك جددت فرنسا، الداعم الرئيس للمغرب في مجلس الأمن، دعم الاقتراح المغربي، وترحيبها باعتزام غويتريش إعادة إطلاق مسار المفاوضات. وقال سفيرها في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر إن وقف إطلاق النار «يجب أن يطبق بالكامل» في الصحراء، مرحبة بالتوصل إلى سحب بوليساريو عناصرها من غرغرات. ورحب السفير المغربي عمر هلال بقرار مجلس الأمن، مؤكداً انفتاح الرباط على التعاون مع المبعوث الخاص المقبل للأمين العام للأمم المتحدة، مجدداً التأكيد أن الاقتراح المغربي «هو الحل الوحيد». وقال السفير الجزائري في الأمم المتحدة صبري بوقدوم إن الجزائر «ستدعم أي جهد من جانب الأمين العام للأمم المتحدة» لجهة تعيين مبعوث جديد أو إعادة إطلاق المفاوضات.

مشاركة :