طالبتان تركيتان تبتكران جهازا إلكترونيا يمكن المغتربين من رؤية قبور أقاربهم وأحبابهم وقراءة القرآن لهم، وأيضا ريّ الزهور والنباتات المنتشرة حول القبر.العرب [نُشر في 2017/04/30، العدد: 10618، ص(24)]المشايخ والعلماء عبّروا عن إعجابهم بالمشروع أنقرة – تمكّنت الطالبتان التركيتان غول أورال وبهار أقتار من ابتكار جهاز إلكتروني يعتمد على تكنولوجيا خاصة، من أجل رؤية القبور، وترتيل القرآن الكريم للمتوفين، وغيرها من الوظائف، وكلها تتم بضغطة زر عن بعد. وتوفر هذه الأجهزة التي أُطلق عليها اسم “شواهد قبور ذكية”، فرصة للمغتربين لرؤية قبور أقاربهم وأحبابهم، وقراءة القرآن لهم، بل ستمنحهم أيضا فرصة ريّ الزهور والنباتات المنتشرة حول القبر. وتحت شعار “بالتكنولوجيا تُزال عوائق الحياة”، خطت الطالبتان أورال وأقتار، اللتان لا تزالان تدرسان في الصف الثالث الإعدادي في إحدى مدارس شانلي أورفه جنوب شرقي تركيا، أولى خطواتهما نحو تنفيذ المشروع، وتقديم خدمة جديدة من نوعها إلى المجتمع. وقالت أورال “لاحظنا انزعاج الناس عند زيارتهم القبور، بسبب توالي الأطفال عليهم، وطلب المال، مقابل قراءة القرآن الكريم للمتوفى وريّ النباتات حول القبر”. وأضافت “من هنا بدأنا في التفكير في ابتكار أمر ما، يجعلنا نستغني عن كل ذلك، وبعد عدة تجارب، نجحنا في إنتاج جهازنا”. وأفادت إحدى الطالبتين “أولا يتم تركيب الجهاز أو إلصاقه على القبر، ويعمل بالطاقة الشمسية، وهو مزوّد بنظام تحكم عن بعد، إلى جانب كاميرا وتقنيات أخرى”. وأوضحت أورال أن صاحب الجهاز بإمكانه عن طريق موجه تحكم عن بعد (ريموت كونترول)، فتح الكاميرا ورؤية القبر، وتشغيل آيات القرآن الكريم. ولفتت أيضا أنهما صممتا قسما في الجهاز لتخزين مياه الأمطار والثلوج، لاستخدامها وقت الحاجة في ريّ النباتات والزهور المنتشرة فوق القبر ومن حوله. وقالت أقتار “رغبنا منذ أول يوم لنا في إنتاج هذا العمل إلى تيسير حياة الناس، وننتظر الدعم لتطويره وتعميم الفائدة قدر المستطاع”. وأضافت “بالفعل راجعنا عددا من المشايخ والعلماء في دُور الإفتاء وكليات الشريعة، وعلماؤنا الأفاضل أراحوا قلوبنا وأكدوا لنا عدم وجود حرمة تمنع إنتاجه، بل على العكس عبّروا عن إعجابهم بالمشروع”. وتابعت “غالبية زائري القبور ينزعجون من توالي أسئلة الأطفال في القبور حول قراءة القرآن ورعاية القبور مقابل المال، وهذا الأمر لا يناسب الحالة المعنوية للمكان وللزائرين أيضا”. وقال إسماعيل آشار مدير المدرسة “نولي أهمية كبيرة لهذه النوعية من المشاريع التي تعود بالخير على سائر أفراد المجتمع، وقد أطلقنا على عامنا الدراسي الجاري عام ابتكار المشاريع”. وأضاف “حصد هذا المشروع مركزا متقدّما في النسخة الثالثة لمهرجان تركيا الدولي للثقافة والعلوم بمدينة غازي عنتاب، فضلا عن جائزة أخرى نالها في مهرجان علمي آخر في ولاية ملاطية”.
مشاركة :