لوس أنجليس - شعر المخرج الكسندر امييل بضرورة ان يتطرق الى موضوع العنصرية عندما طرح عليه ابنه البالغ من العمر 11 عاما غداة الاعتداءات في يناير/كانون الثاني 2015 في فرنسا، السؤال التالي : "لِمَ يكرهوننا؟" وما كان من المخرج للرد على هذا السؤال الا ان طرحه مباشرة على المتطرفين في وقت انخرط فيه خطاب مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن الى الانتخابات الرئاسية في المشهد السياسي الفرنسي فيما تبقى الاعمال العنصرية والمعادية للسامية عند مستويات مقلقة. فيلم "بوركوا نو ديتيست تيل؟" (لِمَ يكرهوننا؟) يعرض مساء الاحد في مهرجان الفيلم الفرنسي كولكوا في لوس انجليس بعدما بدأ عرضه في الصالات في فرنسا في اكتوبر/تشرين الاول. وهو وثائقي بثلاثة اجزاء تروى من وجهة نظر مخرج يهودي ورجل اسود وامرأة عربية الاصول. ويقول المخرج البالغ 43 عاما إن الفيلم يروي قصص "ثلاثة أشخاص ليسوا ضحايا العنصرية بشكل خاص" يواجهون الاشخاص الذين يقولون بأنهم يكرهونهم. وهو "دراسة حول ماهية العنصرية اليوم". "كلنا عنصريون" ويقول امييل إنه انجز فيلمه الوثائقي ليظهر أنه في وجه بروز الشعبوية والهجمات على الديموقراطية يجب مضاعفة الحذر واليقظة حيال العنصرية في المجتمع وفي اللاوعي. الا انه يرفض ان يحكم على الاشخاص الذين سيصوتون للجبهة الوطنية في فرنسا مع وصول مرشحتها مارين لوبن الى الجولة الثانية من الانتخابات في السابع من مايو/أيار. ويقول "إن بروز التطرف في فرنسا عائد الى كون الاحزاب العادية من يمين ويسار لم تقم بعملها في السنوات الاخيرة لذا لا يمكننا ان نلوم الناس الذين يريدون التخلص منها" مؤكدا في الوقت نفسه انه مرتاح لان مرشحة اليمين المتطرف لم تحل اولى في الدورة الاولى من الاقتراع الرئاسي التي تصدر نتائجها الوسطي ايمانويل ماكرون. وأضاف "مع هذا الفيلم أردت أن أظهر أن علينا أن نتحرك. فنحن كلنا عنصريون". وأوضح امييل الصحافي والمنتج التلفزيوني الذي يؤكد أنه "يهودي بالثقافة وليس بالممارسة" لشعائر الدين انه تصور فيلمه اولا كوثائقي للشاشة الصغيرة يبث على ثلاثة مراحل في الخريف. الا ان مقاطع من المقابلات مع المتطرفين في الاجزاء الثلاثة شوهدت اكثر من 20 مليون مرة عبر الانترنت ما ادى الى قرار بثها بصيغة طويلة في الصالات. تطهير الجزء الاول اخرجه لوسيان جان باتيست من مارتينيك الذي كان فيلمه "لا بروميير ايتوال" (2009) مرشحا لسيزار افضل فيلم. وهو يتحاور مع المقدم الاذاعي والسياسي اليميني المتطرف هنري دي ليسكين الذي يريد ان يمنع ما يسميها "الموسيقى الزنجية". وبعد ذلك تطرح الممثلة والمخرج امال شهابي المغربية الاصل اسئلة حول اندماج المغاربة في باريس وتواجه فاشيا خلال تظاهرة. وتسأل "ما الخطوات اللازمة اذا اردنا الحد من اعداد من العرب والمسلمين في فرنسا؟" فيرد عليها بلهجة خالية من اي عاطفة "نحتاج الى رئيس قومي فعلا يقوم بعملية تطهير". وفي الجزء الاخير يلتقي الكسندر امييل، جيروم بوربون ناشر المجلة الاسبوعية المعادية للسامية "ريفارول" الذي يؤكد من البداية "من قبل عندما كنا بلدا كاثوليكيا لم نكن نستقبل اليهودي على موائدنا". ويقول الكسندر امييل "بيلي وايلدر قال إنه قبل الحربين العالميتين كان ثمة نوعان من اليهود: المتفائلون والمتشائمون. المتشائمون انتقلوا الى هوليوود وشيدوها والمتفائلون بقوا وقضوا في معسكرات" الاعتقال. ويختم قائلا "المشكلة هي اني متفائل جدا ولا اريد ان اتغير. التفاؤل لا يجعل الانسان اكثر ذكاء بل يجعله اكثر سعادة".
مشاركة :