اتحاد العمال ضرورة أم مجرد شعار؟ - مقالات

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«يا عمال العالم اتحدوا» شعار اُستوحي من البيان الشيوعي، الذي كتبه ماركس وانجلز العام 1848، إذ لم يكن هذا الشعار بنصه الحرفي موجوداً في البيان، بيد أنه اُستوحي من الجُمل الأخيرة منه.فهل كان هذا الشعار الأممي واقعياً أم مجرد شعار سياسي كالشعارات الرنانة التي يطلقها السياسيون من دون واقع يزكيها؟، أو هو دعوة من المفكرين ماركس وانجلز للعمال أو البروليتاريين في كل العالم، للوقوف أمام اتحاد الطبقة الرأسمالية على مستوى العالم، وأن هذا الاتحاد بين العمال يعني أن لا شيء سيخسرونه سوى فك قيودهم من هذه الطبقة وهو سبب قوتهم، وان ظروف العمال في كل مكان بالعالم متشابهة، فكلهم يتعرضون للاستغلال ويبيعون قوة عملهم.وقد يبدو في عصرنا هذا الشعار قد اكتسب واقعية أوضح، فالعولمة الاقتصادية وسياسة الأسواق المفتوحة، جعلت عالمية الاستغلال لليد العاملة سياسة معولمة أكثر تطوراً في النظام الرأسمالي العالمي الجديد، وتحولت القوى المنتجة إلى قوى منتجة عالمية، وكذلك علاقات الإنتاج المتناحرة بين طبقة مستغِلة وأخرى مستَغَلة.وفي ظل هذا النظام الجديد، يصبح العمال والثروات والخامات والإنتاج، عالمياً بعد أن كان يُكتفى بالمحلي، فقد يكون عامل في القارة الهندية وآخر في القارة الأفريقية أو في الشرق الأوسط وآسيا الشرقية عمالاً لشركة واحدة مقرها أوروبا أو أميركا، إضافة إلى ذلك تصبح القوة الذهنية لعمال القارات مستغلة في كل وقت، خاصة العمالة في مجال التقنيات والبرمجيات التي تستلزم قوة الذهن، تستغل في كل وقت وفي كل مكان، ما يجعل ظروف العمال في كل العالم واحدة، بل قد يكون رب العمل شخصاً واحداً أو مجموعة أشخاص.إذاً، بمناسبة الاحتفال في الأول من مايو هذا العام أو هذه الفترة التاريخية تحديداً، يصبح شعار «يا عمال العالم اتحدوا» أكثر واقعية مما كان يبدو سابقاً، وهذا يدحض مقولة إن الموظف والتقني ليسا عاملين، وأن الكويت أو دول الخليج ليست فيها عمال، فمن المعروف أن كل عامل بأجر هو عامل يبيع قوته العضلية أو الذهنية أو كلاهما معاً من أجل قوته، سواء كان رب العمل حكومة أم صاحب شركة، لكن دعونا نعترف أن الطبقة العاملة في الكويت بل في دول الخليج مشوهة، مثل الطبقة الرأسمالية فهي مشوهة أيضاً.فكل عام وعمالنا بخير.osbohatw@gmail.com

مشاركة :