واصلت مرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبان، أمس الأحد، حملة هجومية لمحاولة التقدّم على منافسها الوسطي إيمانويل ماكرون، بتحدّيه على جميع الأصعدة، وذلك قبل أسبوع من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فيما ركز ماكرون على تمسّكه بالقيم الفرنسية والوحدة الأوروبية في مواجهتها. وبعد زيارة مفاجئة هذا الأسبوع لموظفي مصنع مهدد بالإغلاق، فيما كان خصمها يقابل نقاباتهم، وضعت لوبان إكليلاً من الزهور في مرسيليا (جنوب) على نصب لليهود المرحلين في فترة الحرب العالمية الثانية، دون إبلاغ الصحافة، قبيل تكريم مماثل مقرّر لماكرون. كما قامت بزيارة غير مقررة إلى غاردان (جنوب) محورها البيئة، حيث دافعت عن رؤيتها ل«حركة بيئية حقيقية». وتسعى حملتها إلى توسيع قاعدتها الانتخابية لمخالفة استطلاعات الرأي، التي تتوقع لها الهزيمة في 7 مايو/أيار.أما ماكرون؛ المرشح الوسطي الشاب (39 عاماً)، المؤيد لأوروبا والعازم على خوض ميدان «القيم»، فمن المقرر أن يزور عصراً نصب ذكرى المحرقة النازية في باريس، بمناسبة اليوم الوطني لذكرى ضحايا ترحيل اليهود، بعدما زار هذا الأسبوع قرية عانت خلال الحرب العالمية الثانية.ورأى دانيال كوردييه، السكرتير السابق لجان مولان؛ أحد أبرز وجوه المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي، في مقابلة أجرتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، أن انتخاب مارين لوبان سيكون أمراً «فظيعاً». وقال كوردييه (96 عاماً): «لوبان في الحياة السياسية الفرنسية تمثّل إنكاراً لكل ما قاتلنا من أجله». وندد وزير العدل السابق روبير بادينتير، بخطة المرشحة القاضية بإقرار «مبدأ دستوري يقوم على الأفضلية الوطنية».وحذر من أن هذا الإجراء «سيفتح الطريق لتدابير بغيضة على الصعيد الإنساني، سواء للمدارس، أو للخدمات الصحية، أو المساكن الاجتماعية، أو الوظائف. لن نتمكن من دمج الأجانب المقيمين بصفة شرعية على أرضنا من خلال إضافة البؤس إلى الريبة».وتوجهت حوالي 60 جمعية ومنظمة غير حكومية إلى الفرنسيين الذين يعتزمون الامتناع عن التصويت، خصوصاً أنصار فيون، وميلانشون، ودعتهم إلى المشاركة «في وجه كل الذين يدعون إلى رفض الآخر والانطواء على النفس». أما البابا فرنسيس، فرفض توجيه أي نصيحة انتخابية للفرنسيين، ووصف لوبان السبت، بأنها ممثلة «اليمين القوي»، مضيفاً أنه لا يدري «من أين يأتي» ماكرون. (أ ف ب)
مشاركة :