بدأت وزارة تنمية المجتمع بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء، حملة مسحية للكشف عن الأطفال المصابين بطيف التوحد، بهدف توفير إحصائيات دقيقة عن نسبة انتشار هذا الاضطراب في الدولة، ومقارنة المؤشرات مع المعدلات والنسب العالمية، وذلك من أجل المساعدة في وضع البرامج والخدمات العلاجية اللازمة لأطفال التوحد. مسوحات شاملة وأوضحت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، لـ«البيان» أن المسوحات الميدانية التي تقوم بها الوزارة ستشمل جميع الإمارات، وستستمر حتى نهاية العام لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن من الأطفال، وسيتم خلال هذا المسح استخدام تطبيق «نمو»، حيث يمكن لمجموعة من الخبراء والمختصين القيام بإجراء الاختبارات اللازمة على العينات المسحية، ومن ثم الكشف عن أي مؤشرات تأخر نمائي عند الأطفال، وتقديم البرامج التأهيلية المناسبة لحالاتهم. معلومات مقارنة وذكرت أن المعلومات التي سيتم استقاؤها، ستقارن لاحقاً مع المؤشرات العالمية، من خلال مركز دبي للإحصاء، والهدف من وراء ذلك، استبيان معدلات ومؤشرات حقيقية لطيف التوحد في الإمارات، موضحة أنه سيتم أيضاً إجراء تتبع زمني لنسب الحالات المكتشفة خلال السنوات اللاحقة، فضلاً عن تحديد أعمار العينات المسحية والأماكن التي جمعت منها، وذلك لضمان دقة المؤشرات، كما سيمكن من خلال هذه المسوحات إجراء مقارنات بين الإمارات لمعرفة الأسباب الرئيسية لذلك. خطوة وأشارت إلى أن هذه الخطوة ستساعد الوزارة في تحديد مدى احتياجاتها من المراكز المتخصصة والأخصائيين ومناسبتها للأعداد الموجودة، فضلاً عن توفير البرامج العلاجية الملائمة، لافتة أن تطبيق «نمو» يتوازى مع أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت فاعلية الكشف والتدخل المبكر خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، وأهمية دور التدخل في تحديد مسار نموه المستقبلي، لما له من وظائف وقائية مهمة، وكونه ذا جدوى اقتصادية ومردود إيجابي كبير للطفل والأسرة على المدى البعيد، خاصة أنه يركز على 6 جوانب نمائية هي: «التواصلي الإدراكي، الحركات الكبيرة، الحركات الدقيقة، الشخصي، الاجتماعي، إضافة إلى الجانب السلوكي» وهو الذي تمت إضافته حديثاً، بهدف المساعدة على استكشاف المؤشرات الأولية للطفل ذات العلاقة باضطراب طيف التوحد قبل مرحلة التشخيص. قياس المهارات وذكرت أن هذه المجالات النمائية تقيس مستوى المهارات الاجتماعية والتواصلية والحركية عند الطفل، إضافة إلى البعد السلوكي الذي يحتوي على العلامات والمؤشرات الأولية للتوحد، والتي بناء عليها يمكن الكشف عن حالات الأطفال الذين تنطبق عليهم سمات اضطراب طيف التوحد. وأبانت أن المسح سيستهدف أيضاً أطفال الحضانات الحكومية، إضافة للعينات المشمولة في كل الإمارات، لافتة إلى أن النسب العالمية تشير لحالة مصابة من بين 68 مصاباً والنسبة الأكبر منهم من الذكور، وأنه مع الانتهاء من هذه المسوحات سيكون للدولة نسبتها ومؤشرها الخاص للمصابين بطيف التوحد لأول مرة، للتعرف على الأعداد الحقيقية لهم، وبالتالي المساعدة في وضع برامج علاجية حقيقية، ومتابعة تطور الإصابة، خاصة أن الأرقام ستقارن عاماً بعد عام، وأيضاً تبعاً للمناطق، من حيث نسب الانتشار، حتى يمكن التعرف على الأسباب الحقيقية لطيف التوحد. 1498 كشفت إحصائيات وزارة تنمية المجتمع بأنه تم إصدار ما يزيد على 1498 بطاقة للأشخاص من ذوي اضطراب التوحد على مستوى الدولة حتى الآن، علماً بأن هناك 1332 طالباً من ذوي التوحد ملتحقاً بمراكز تأهيل أصحاب الهمم الحكومية والمحلية والخاصة، إضافة إلى حوالي 80 طالباً ملتحقاً بالتعليم النظامي.
مشاركة :