زيارة البابا فرانسيس تُفرح المسيحيين والأزهريين

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم تضاه فرحة المسيحيين بالزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى مصر، إلا فرحة الأزهريين، بعدما استعادت المشيخة موقعها الموقر في نفوس غالبية المصريين إثر حملة هجوم شرسة تعرض لها الأزهر في أعقاب هجمات انتحارية استهدفت كنائس مصرية وقُتل فيها عشرات. فالأزهر الذي حمّله مراقبون وإعلاميون مصريون مسؤولية الهجمات، يحتضن البابا شيخه أحمد الطيب في ختام كلمة في مؤتمر «السلام العالمي» أصّل فيها لضرورة الفصل بين الأديان وممارسات المؤمنين بها. وبالنسبة إلى المسيحيين، أتت زيارة البابا فرانسيس في توقيت فارق، فبعد أيام من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين كبيرتين في الإسكندرية والغربية وقبلهما بشهور تفجير انتحاري استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة وتهجير قسري لمئات الأسر المسيحية من العريش بسبب اعتداءات «داعش» في شمال سيناء، تستضيف القاهرة صلاة مسكونية بحضور البابا فرنسيس وبطريرك الأقباط الأرثوذكس وبطاركة طوائف مسيحية، وقداساً يحضره أكثر من 25 ألف مسيحي كاثوليكي من مختلف محافظات مصر، نال اهتماماً رسمياً وشعبياً وإعلامياً منقطع النظير، في مشهد صحح صورة مغلوطة لدى البعض عن اضطهاد المسيحيين أو التضييق على عباداتهم في مصر. وقال وكيل الأزهر عباس شومان لـ «الحياة»، إن ردة الفعل على زيارة البابا فرانسيس ملموسة في التغطية الإعلامية التي حظيت بها، وهي حدث مهم جداً حقق نتائج للعالم كله، من خلال التنسيق عالي المستوى الذي انطلق بين أكبر قيادتين دينيتين في العالم ممثلتين في البابا وشيخ الأزهر. وأضاف أن «مؤتمر السلام العالمي» الذي كُلل ختامه بحضور البابا، حدث غير مسبوق عالمياً، فكل القيادات الدينية في العالم حضرته وتحدثت فيه بلسان واحد يبرئ جميع الأديان من التطرف والإرهاب، الذي هو نتاج سياسات دولية وليس مفاهيم دينية. وأوضح أن هذا المؤتمر وتلك الزيارة تظهر للمنصفين من المحللين والمراقبين أن هناك توجهاً جديداً، واتفاقاً على العمل المشترك، لكن الأزهر لا ينشغل كثيراً بالهجوم عليه، حتى لا ندور في حلقة مفرغة، فالانتقادات التي توجه للأزهر تم الرد عليها مراراً ومع ذلك تتكرر كما هي، ولم نعد نشغل أنفسنا بالتعليق، حتى نجد وقتاً للعمل. ورد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمناً على الحملة الضارية التي استهدفت الأزهر في الأسبوعين الأخيرين خلال كلمته في احتفالية نظمها احتفاء بزيارة البابا حين أكد أن «الأزهر الشريف بما يمثله من قيمة حضارية كبرى وما يبذله من جهود مقدرة للتعريف بصحيح الدين الإسلامي وتقديم النموذج الحقيقي للإسلام، إنما يقوم بدور لا غنى عنه في التصدي لدعوات التطرف والتشدد ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الإرهابية». وقابل هذا التقدير الرسمي تقدير شعبي ظهر أمس خلال الاحتفال الرسمي بعيد العمال، حين كرر الحضور هتاف: «أزهر.. أزهر»، ترحيباً بالدكتور أحمد الطيب فور دخوله قاعة الاحتفال. وقال ممثل الكنيسة الكاثوليكية في مصر راعي كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك الأب رفيق جريش لـ «الحياة» زيارة البابا فرانسيس رسمت صورة مختلفة لمصر، وطبعت مشاعر مختلفة في نفوس المسيحيين، مضيفاً: «تبدلت الصورة التي طبعها مشهد الإرهاب، والمسيحيون المتألمون منذ شهور أتت الزيارة لتطيب صدورهم ونفوسهم المتألمة». وأوضح أن زيارة البابا وضعت مصر على موقعها الصحيح على خريطة العالم، الذي أدرك أن الحرية الدينية في مصر ممارسة وليس شعاراً. وقال: «العالم تابع الاهتمام الرئاسي بزيارة البابا وشاهد آلاف المسيحيين يصلون بحرية، فيما مسلمون شاركوا في الترتيب لتلك الصلوات واحتفوا بها. تلك هي صورة مصر الحقيقية التي بانت في زيارة البابا».

مشاركة :