برلين: «الشرق الأوسط» يخوض هامبورغ العريق فرصة أخيرة لتفادي هبوط تاريخي إلى الدرجة الثانية من الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا) عندما يلاقي فيورث ثالث الدرجة الثانية غدا ذهابا والأحد المقبل إيابا في الملحق الفاصل. يذكر أن هامبورغ هو الفريق الألماني الوحيد الذي لم يهبط إلى الدرجة الثانية منذ أحداث الدوري الألماني عام 1953. المواجهة مهمة لفريق يفتخر بتاريخه المرتبط فقط بالدرجة الأولى على مدار 51 عاما حقق خلالها اللقب ست مرات، أمام فريق شارك مرة وحيدة سابقا في «البوندسليغا» الموسم الماضي. وتصب التوقعات التي تساندها الأرقام لمصلحة فيورث. فقد سجل فيورث 64 هدفا كأقوى خط هجوم في الدرجة الثانية، مقابل 51 هدفا سجلها لاعبو هامبورغ تاسع أقوى خط هجوم في الدرجة الأولى. وفي الدفاع يتفوق فيورث الذي اهتزت شباكه 38 مرة مقابل 75 مرة لهامبورغ أضعف خط دفاع في الدوري الألماني، بل وهو الأضعف في الدرجتين. وكان هامبورغ تفادى السقوط المباشر إلى الدرجة الثانية بحلوله في المركز السادس عشر بفارق نقطة أمام نورمبرغ وصيف القاع وإينتراخت براونشفايغ صاحب المركز الأخير واللذين هبطا مباشرة إلى الدرجة الثانية. ويسعى هامبورغ الذي يعود لقبه الكبير الأخير إلى عام 1983 حين توج بلقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري أبطال أوروبا حاليا) على حساب يوفنتوس الإيطالي 1 - صفر بهدف فيلكس ماغاث عندما كان يدربه النمساوي إرنست هابل، إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز مريح غدا حتى يضمن بنسبة كبيرة بقاءه بين الكبار. عملاق الشمال الألماني لم يتذوق طعم التتويج بأي بطولة محلية منذ عام 1987 عندما توج بالكأس، وذلك بعد أربعة أعوام من فوزه بالدوري الألماني لآخر مرة، وبكأس الأندية الأوروبية، لكنه يدرك أن أداءه هذا الموسم بهذا الشكل الباهت سيقوده للدرجة الثانية، ويفقد جمهوره أكثر أمر يتفاخرون به أمام العملاق البافاري الذي صعد للبوندسليغا بعد هامبورج بعامين، مما يرسخ اسمه تاريخيا بأحد أبرز مؤسسين الدرجة الأولى حتى وإن كانت الألقاب للبايرن. ومن المرجح أن يتسبب هبوط هامبورغ في إعطاء الفرصة لغريمه اللدود بايرن ميونيخ في تحطيم رقمه القياسي كأكثر الأندية مشاركة في الدرجة الأولى دون انقطاع، بعدما حافظ الفريق البافاري على وجوده في البطولة منذ صعوده إلى الدرجة الأولى عام 1965. ومن المفارقات العجيبة أن هامبورغ ما زال يحتل المرتبة الثامنة عشرة في قائمة أندية كرة القدم الأكثر قيمة والتي أصدرتها مجلة «فوربس». ويأمل هامبورغ استعادة الوصل مع الانتصارات التي غابت عنه في المباريات الخمس الأخيرة والتي خسرها جميعها ولحسن حظه أن منافسيه نورمبرغ وإينتراخت براونشفايغ ذاقا المرارة ذاتها وودعا مباشرة. وستكون الضغوطات كبيرة على رجال المدرب ميركو سلومكا الذي تعاقد مع النادي العريق لإنقاذه من الهبوط، لكنه فشل في المهمة حتى الآن وتبقى أمامه مباراتا الدور الفاصل لتفادي الكارثة التاريخية. ويواجه النادي مشكلات مادية أيضا، حيث يبلغ حجم ديونه 100 مليون يورو، وقد تدخل الملياردير كلاوس - ميكايل كويهنه الذي قدم في السابق دعمه لنادي مسقط رأسه، لدفع نحو عشرة ملايين يورو كي يضمن هامبورغ رخصة المشاركة الموسم المقبل. وتواصلت نتائج هامبورغ الجيدة في العقد الماضي، حيث حصل الفريق على المركز الثالث عامي 2000، 2006، كما وجود الفريق في المراكز الخمس الأولى لأكثر من ثلاث مرات حتى عام 2009. وبدأ انهيار هامبورغ منذ شهر مايو (أيار) عام 2009 بعدما فشل الفريق خلال هذا الشهر في الحصول على المركز الثالث المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، كما خرج من الدور قبل النهائي لبطولتي كأس ألمانيا وكأس الاتحاد الأوروبي أمام فيردر بريمن، وفي العام التالي فشل في التأهل إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي على يد فولهام الإنجليزي. وفي موسم 2011 - 2012 حصل الفريق على المركز الخامس عشر، قبل أن يحتل المركز السابع في موسم 2012 - 2013. أما هذا الموسم، فقد ابتعد الكثير من لاعبي هامبورغ عن مستواهم المعهود، في مقدمتهم فان دير فارت. وقال فان دير فارت: «ما زلنا نمتلك الفرصة للبقاء في الدرجة الأولى، ونرغب بشدة في اغتنامها». وأضاف اللاعب الهولندي: «ينبغي علينا الاستفادة من الأمور الإيجابية التي خرجنا بها من مباراة السبت الماضي أمام ماينز، وإظهارها في مباراتي الخميس والأحد حتى نبقى في الدرجة الأولى». كما ضربت الإصابات بعنف الكثير من لاعبي الفريق مثل الهداف بيير ميشال لاسوغا المعار إلى صفوف هامبورغ من فريق هيرتا برلين. كما أثار هامبورغ دهشة المتابعين بتعاقده مع مجموعة من اللاعبين قليلي الخبرة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية مثل أولا جون وأوسيم بوي اللذين لم يلعبا كثيرا مع الفريق هذا الموسم. وسواء نجح هامبورغ في البقاء في البوندسليغا أو فشل، فإن مستقبل «عمالقة الشمال» ما زال غير آمن. ووصل التشاؤم إلى جماهير الفريق التي توقعت صعود فيورث في استطلاع للرأي نشرته صحيفة «شبيغل»، إذ يؤمن 52 في المائة بأفضلية ثالث ترتيب الدرجة الثانية، على حساب هامبورغ السادس عشر في ترتيب أندية الدرجة الأولى والذي صوت له 48 في المائة بالبقاء.
مشاركة :