أكد وكيل وزارة النفط الشيخ طلال العذبي اليوم الاثنين ضرورة نشر الوعي البيئي وتثقيف صناع القرار بأهمية التنوع البيولوجي ووضع وتنفيذ سياسات لضمان المحافظة على التوازن البيئي.جاء ذلك في كلمة للشيخ طلال الصباح ألقاها نيابة عن وزير النفط وزير الكهرباء والماء عصام المرزوق خلال افتتاح ورشة عمل بعنوان (التنوع البيولوجي للكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر في الكويت) التي ينظمها معهد الكويت للابحاث العلمية على مدى يومين.وقال العذبي ان الكويت تمر حاليا بعملية معالجة بيئية ضخمة للتنوع البيولوجي، مشيرا إلى أنه حان الوقت لمعرفة أهمية هذا التنوع وأن أي خلل فيه سيؤثر سلبا على البيئة.وأوضح أن التنوع البيولوجي مرتبط بالتغير المناخي حيث يقع تحت ضغوطات كبيرة في البلاد وبعضه مهدد بالانقراض، مبينا أن هناك حاجة ماسة للتركيز على البحث العلمي والتخطيط الفعال ووضع القوانين الصارمة والسياسات الادارية المناسبة.وذكر أن تكثيف الحملات البيئية بالتعاون مع الاعلام الإلكتروني ونشر مطبوعات توعوية وفتح قنوات الاتصال بين الجهات البحثية فضلا عن الابحاث والدراسات هي أمور لابد منها للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية وحمايتها.من جانبها قالت مديرة مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور فايزة اليماني في كلمة مماثلة إن التنوع الأحيائي وتوزيع ووفرة الكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر في الكويت هو مشروع ينفذه المعهد منذ 2013 بدعم من مؤسسة البترول الكويتية.وأضافت اليماني أن هذه الورشة تأتي للاطلاع على نتائج المشروع وتوصيات دراسة التنوع البيولوجي للكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر في البلاد.وأوضحت أن الشريط الحدودي البحري يمتد لمسافة 500 كيلو متر تقريبا من شمال الكويت لجنوبها، إذ يشمل بيئات غنية وفريدة من نوعها ومناطق مثمرة بيولوجيا تتكون من العديد من الكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر.وبينت أن بيانات المشروع تسلط الضوء على الجهود الحثيثة التي بذلها الباحثون والمهنيون والفنيون الكويتيون والخبراء والمستشارين الدوليين والتي ستكون مصدرا إرشاديا رئيسيا للمعلومات البيئية لعلماء المستقبل.من جهته قال الامين التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن العوضي في كلمة مماثلة إن المنظمة دأبت منذ إنشائها على تنظيم ودعم المشاريع والفعاليات البيئية الإقليمية خصوصا في الكويت ومنها هذه الورشة.وأعرب العوضي عن أمله في مد جسور التواصل بين المنظمة والمعهد من خلال تبادل الخبرات العلمية لتوثيق الحياة الفطرية في السواحل ومناقشة ما توصل إليه الباحثون الكويتيون من نتائج مهمة تخص التنوع الأحيائي في السواحل الكويتية.من ناحيتها قالت الباحثة العلمية المشاركة ورئيسة المشروع الدكتورة منال الكندري في تصريح للصحافيين على هامش افتتاح الورشة إن الورشة تتضمن محاضرات يلقيها عدد من الخبراء والباحثين العالميين من مختلف التخصصات البيئية وعلم الحيوان وعلم الأحياء البحرية والعلوم البيئية.وبينت أنه سيقام معرض مصاحب لأيام عمل الورشة لعرض الملصقات العلمية إضافة إلى ركن خاص للطلبة يتضمن نشاطات تعليمية وتوعوية مختلفة تدعم الحياة البحرية.وأوضحت أن المشروع يغطي 36 موقعا على الشريط الساحلي منها خمسة جزر بحرية إذ تم رصد أنواع كثيرة من الكائنات الحيوانية ووفرتها واماكن تواجدها ومن ثم توثيقها.وذكرت أن المشروع يتضمن أيضا أنواع الطيور وتصنيفها وأماكن تواجدها لافتة الى انه تم الحصول على 750 نوعا من الكائنات الحيوانية من مختلف المجاميع من الرخويات والقشريات والديدان البحرية وشوكيات الجلد.وحول ظاهرة نفوق الاسماك أفادت الكندري أنه يجب دراستها من عدة نواحي منها المناخ والكائنات الدقيقة المنتشرة في مياه البحر والعوالق والبكتريا والفايروسات في المياه.وأشارت إلى أن حوادث النفوق المتكررة قد تكون لها مسببات مختلفة في كل مرة، مبينة أن ارتفاع كميات مغذيات البحر في بعض الاوقات تضر الاسماك بسبب استهلاكها لكميات كبيرة من الأكسجين.بدوره قال أستاذ علوم البحار في جامعة الكويت الدكتور مناف بهبهاني في تصريح مماثل إن الكائنات التي تعيش في المنطقة الساحلية معرضة للخطر بسبب سهولة وصول الانشطة البشرية اليها مع عمليات المد والجزر.وأكد بهبهاني أهمية السبل الناجحة لحماية هذه الكائنات وعمل الدراسات حديثة حولها مبينا أن الدراسة التي يعدها المعهد حاليا لاجراء المقارنات ومعرفة ما آلت اليه أوضاع هذه الكائنات في الوقت الحالي أمر مهم جدا.وعن أوضاع البيئة البحرية حاليا أوضح أنها تعاني الكثير من الضغوط أبرزها التلوث والانشطة العمرانية والبشرية وقلة الوعي لدى رواد الشواطئ.ودعا شرطة البيئة والهيئة العامة للبيئة لاحكام رقابتها والقضاء على عمليات جمع (القباقب والمحار والديدان) لبيعها للصيادين مما يلحق الضرر بالبيئة الشاطئية.وحول ظاهرة نفوق الاسماك الحالية أفاد أنها تنحصر في جون الكويت مما يدل على أن المشاكل البيئية في الجون متشعبة من حيث الصرف الصحي الذي يصب فيه أو وجود ميناء الشويخ أو الانشطة العمرانية الحاصلة فضلا عن انخفاض نسبة الاكسجين بسبب الطحالب مما أدى الى نفوق كميات كبيرة من الاسماك.
مشاركة :