الانتخابات الرئاسية تلقي بظلالها على مظاهرات عيد العمال في العاصمة الفرنسية

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت أنحاء مختلفة من فرنسا الاثنين مظاهرات نقابية احتفالا بعيد العمال، ولكنها هذا العام كانت بطابع مختلف بسبب الانتخابات الرئاسية التي ألقت بظلالها على مسيرات المحتجين. وقد نظم المرشحان الرئاسيان إيمانويل ماكرون ومارين لوبان تجمعات انتخابية وهاجم كل منهما خصمه. للمزيد: عودة على أحداث ومظاهرات عيد العمال نظم المرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان وإيمانويل ماكرون تجمعات متواجهة الاثنين قبل ستة أيام من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في خضم احتفالات فرنسا بعيد العمال العالمي الذي تتخلله عادة مظاهرات نقابية. ودعت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، في خطاب شديد اللهجة الفرنسيين إلى "التصدي للوقاحة وسيادة المال" متهمة خصمها بأنه "مرشح النظام"، بعدما عمل مصرفيا ثم وزيرا لدى الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. قبل التجمع وضع قياديو حزب لوبان "الجبهة الوطنية" إكليلا من الزهور على نصب جان دارك في باريس تكريما "لحبها للوطن"، كما يفعل هذا الحزب المناهض لأوروبا وللهجرة في كل عيد عمال. في الوقت نفسه كان ماكرون يضع الزهور على لوحة تكريمية لذكرى مغربي شاب قتل في باريس بيد ناشطين مقربين من اليمين المتطرف في 1995 على هامش تجمع سياسي لجان ماري لوبان، والد مارين والمشارك في تأسيس حزبها في 1972. المرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية يتابعان حملتيهما الانتخابيتين في عيد العمال ويسعى ماكرون (39 عاما) المؤيد لأوروبا إلى التموضع في ميدان "القيم" التي يريد تجسيدها في مواجهة اليمين المتطرف، فيكثف التكريمات ضمن موضوع مكافحة التطرف و"الهمجية" اللذين طبعا الحرب العالمية الثانية. ويشهد الفارق بين المرشحين تراجعا، مع نسب 59% من نوايا الأصوات لماكرون مقابل 41% لمارين لوبان التي تقود منذ سنوات إستراتيجية الابتعاد عن تصريحات والدها المعادية للسامية والأجانب. مظاهرات وصدامات واندلعت صدامات بين شبان مقنعين وقوات الأمن في باريس الاثنين، وأسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح، كما ذكرت مديرية الشرطة، على هامش مسيرة بمناسبة عيد العمال. أعمال عنف واشتباكات بين بعض المتظاهرين والقوى الأمنية وقالت الشرطة إن "أفرادا ملثمين ومقنعين ألقوا مقذوفات وزجاجات مولوتوف على قوات الأمن" التي ردت "باستخدام قنابل مسيلة للدموع". وأوضحت أن اثنين من عناصر الشرطة قد أصيبا بجروح. وجرت المسيرة بدعوة من أربع نقابات، وسارت تحت لافتة كتب عليها "لا للتراجع الاجتماعي الذي يشكل تربة خصبة لليمين المتطرف". وأجبرت على التوقف مرات عدة بسبب قيام متظاهرين كانوا إلى جانب التظاهرة برشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف. وخلافا لما حصل عام 2002 لدى الاستعداد للدورة الثانية عندما توحدت النقابات بمواجهة مرشح الجبهة الوطنية جان ماري لوبان، فإنها اليوم، ولو كانت متفقة على عدم تأييد ابنته مارين لوبان، لم تصدر موقفا موحدا بتأييد منافسها إيمانويل ماكرون. فمن جهة، دعت كل من "الكونفيدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل" (سيه إف ديه تيه)، و"الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة"، إلى التصويت للمرشح إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية في 7 أيار/مايو. موفد فرانس24 عادل قسطل من تجمع مارين لوبان بفيلبانت في عيد العمال مقابل ذلك، هناك "الكونفيدرالية العامة للعمل" (سيه جيه تيه) و"الفيدرالية النقابية الموحدة" واتحاد "متضامنون" و"القوة العاملة" (إف أو)، وهم أربعة تنظيمات نقابية أكثر ميلا إلى اليسار، دعت الثلاثة الأولى إلى "تشكيل سد" بوجه مارين لوبان، بدون الدعوة صراحة إلى التصويت لمرشح حركة "إلى الأمام!"، فيما امتنعت "القوة العاملة" عن إعطاء تعليمات، التزاما منها بنهج الاستقلال عن الأحزاب السياسية الذي تتبعه تقليديا. "بين الطاعون والكوليرا" فقد دعت بعض فروع "الكونفيدرالية العامة للعمل" و"الفيدرالية النقابية الموحدة" واتحاد "متضامنون" إلى "هزم كلا المرشحين" في 7 أيار/مايو، وسار هؤلاء الناشطون الذي شكلوا مجموعة أطلقوا عليها اسم "الجبهة الاجتماعية" الاثنين، تحت شعار "بين الطاعون والكوليرا: الجبهة الاجتماعية، الحسم يكون في الشارع". مداخلة موفد فرانس24 عمار الحميداوي من الدائرة الباريسية الحادية عشرة بمناسبة عيد العمال غير أن الأمين العام للكونفدرالية العامة للعمل فيليب مارتينيز، أعلن الاثنين أنه "على خلاف كبير" مع الذين يسوون بين المرشحين في معارضتهم لهما، وقال "ليس الأمر سيان" ما بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان. وأضاف، "الجبهة الوطنية حزب عنصري ومعاد للأجانب والنساء والموظفين، لأنه أيضا حزب ليبرالي". من جانبها، ردت مارين لوبان الاثنين معتبرة أن النقابات "لا تدافع عن مصالح الموظفين" بل عن "موقعها هي". وتابعت المرشحة التي تعتزم إلغاء قانون في الحكومة الاشتراكية يزيل ضوابط في قانون العمل، ما أثار احتجاجات في الشارع على مدى أشهر، "إن رؤية الكونفدرالية العامة للعمل تدعو إلى التصويت لصالح ماكرون الذي (...) سيضعف وضع مجمل العمال، والذي يعتزم إزالة الضوابط بالكامل عن قانون العمل، هو أمر مذهل". كما من المقرر أن تتظاهر هذه "الجبهة الاجتماعية" في 8 أيار/مايو، أيا كان الفائز بالرئاسة، للاحتجاج "ضد التراجع الاجتماعي المنتخب". ومن ليل شمالا إلى مرسيليا جنوبا سار عشرات الآلاف في تظاهرات ضد مارين لوبان وكذلك ضد ليبرالية إيمانويل ماكرون. كما تظاهر المئات في باريس "ضد الفاشية والرأسمالية" بدعوة منظمات فوضوية. إيمانويل ماكرون ينظم تجمعا انتخابيا كبيرا ويحاول التركيز على ماضي اليمين المتطرف الفرنسي وفي الأول من أيار/مايو 2002 نزل 1,3 مليون فرنسي إلى شوارع باريس وجميع أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات من أجل "تشكيل سد بأصواتهم بوجه جان ماري لوبان" الذي لم يحصل في نهاية المطاف سوى على 18% من الأصوات في الدورة الثانية وهزم أمام جاك شيراك. وعمدت مرشحة اليمين المتطرف التي تسعى منذ سنوات لإعطاء حزبها صورة مقبولة لدى الفرنسيين، إلى تقديم نفسها على أنها مرشحة "الشعب والعمال" في بلد يعاني من تراجع النشاط الصناعي وتفشي البطالة بنسبة 10%. ووعد الذراع الأيمن للوبان فلوريان فيليبو في حال انتخابها الفرنسيين بتسديد ثمن "الباغيت" أو الخبز الفرنسي "بالفرنك" بعد "عام على الأرجح". الأحد ندد ماكرون بمنافسته "الوافدة حديثا" إلى قضية الشعب وقال "الشعب هي تستغله، وهو نهج الحركات المتطرفة، ونهج الغوغائيين الحقيقيين. فالشعب لا يهمها إطلاقا في الحقيقة". ووجهت شخصيات من مختلف القطاعات نداءات مكثفة للتعبئة ضد اليمين المتطرف. وقال المخرج الفرنسي العالمي لوك بيسون "لنظهر لسائر العالم ما يعني حقا أن نكون فرنسيين: شعب منفتح وشجاع ومتآخ".   فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 01/05/2017

مشاركة :