أدخلت حركة حماس للمرة الأولى تعديلا على برنامجها السياسي، ووافقت خصوصا على إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. بيد أن الحركة رفضت اعتبار ذلك اعترافا بإسرائيل، التي اتهمت من جهتها حماس بـ "خداع العالم". قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مساء اليوم الاثنين (الأول من أيار/ مايو 2017)، "لا نسعى إلى حروب وإنما إلى تحرير وحرية وتخلص من الاحتلال والاستيطان". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مشعل في الدوحة للإعلان عن وثيقة حماس الجديدة التي أصدرتها تحت عنوان (وثيقة المبادئ والسياسات العامة)، وأعلنت بموجبها القبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. وعرفت حماس نفسها في الوثيقة، التي تضمنت 42 بندا نشرها موقعها الإليكتروني الرسمي، بأنها "حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية بمرجعية إسلامية، وهدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني". ويختلف هذا النص عن نظيره الذي ورد في ميثاق حماس الصادر عام 1988 عندما تم الإعلان عن انطلاق الحركة، حيث قال بوضوح في حينه إن الحركة جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين. وأعلنت حماس، في وثيقتها أن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة". في الوقت ذاته، أكدت حماس أنه "لا اعترافَ بشرعية إسرائيل وإن كل ما طرأ على أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطل؛ فالحقوق لا تسقط بالتقادم، ولا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال". وجاء في الوثيقة: "تؤكد حركة حماس على أن اتفاقات أوسلو وملحقاتها تخالف قواعد القانون الدولي الآمرة (...)و لذلك فإن الحركة ترفض هذه الاتفاقات". وفي سياق آخر، قالت الوثيقة إن حماس "تؤمن بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها". وأضافت أن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة معها. شهد قطاع غزة مؤخرا مظاهرات واحتجاجات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أرشيف. وكان خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة قد أعلن في وقت سابق اليوم أن "حماس" لا تقيم "علاقة إدارية أو تنظيمية"مع جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف الحية أن حماس هي "حركة تحرير فلسطينية تتبنى الإسلام المعتدل"، مشددا على أن هذه النقطة الأولى في الوثيقة السياسية الجديدة لحماس. بيد أن رد الفعل الإسرائيلي على الوثيقة جاء سلبيا. فقد اعتبر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو هذه الوثيقة لحماس بأنها "كاذبة"، متهما الحركة بـ "خداع العالم". كما اعتبرت الهيئة المكلفة بالأراضي المحتلة في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن "حركة حماس الإرهابية تهزأ من العالم عبر محاولتها تقديم نفسها عبر هذه المسماة وثيقة وكأنها منظمة منفتحة ومتطورة". أ.ح/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :