تتزايد التكهنات في شأن مصير انتخابات مجالس المحافظات المقررة في أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ يتزامن الاقتراع مع توجه الأحزاب الكردية إلى تنظيم استفتاء على استقلال إقليم كردستان، ومصير مجلس مفوضية الانتخابات. وحسمت كتلة «الأحرار» التابعة لمقتدى الصدر، أمرها وقدمت طلباً رسمياً إلى البرلمان مشفوعاً بتوقيع 50 نائباً لسحب الثقة من المفوضية، فيما أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني أن الإقليم سيبدأ قريباً حواراً جدياً مع بغداد حول استقلال الإقليم. وأعلنت النائب عن كتلة «الأحرار» ماجدة التميمي أمس، أنها قدمت طلباً موقعاً من 50 نائباً إلى رئاسة البرلمان لسحب الثقة من مفوضية الانتخابات، بعد أسبوع على استجواب الكتلة رئيس المفوضية وتصويت البرلمان لاحقاً على عدم اقتناعه بأجوبته. وأضافت أن «الدستور لا يتطلب التصويت بالقناعة وإنما يفترض بعد الاستجواب أن يتم جمع 50 توقيعاً لسحب الثقة، وخطوة التصويت على القناعة من عدمها ليس لها داع وغير موجودة في الدستور». وانقسم البرلمان إلى فريقين في شأن إطاحة أعضاء مجلس المفوضية وشهد التصويت على القناعة بأجوبة رئيس المفوضية سربست مصطفى على اتهامه بالفساد بفارق صوت واحد لمصلحة عدم القناعة أي 119 مقابل 118 في مؤشر إلى الانقسام الحاد بين الكتل السياسية. ودعا النائب من تيار «الإصلاح الوطني» حيدر الفوادي البرلمان إلى إقالة مفوضية الانتخابات «بعيداً من التجاذبات السياسية»، وقال في بيان أمس إن «المضي في عملية الإقالة سيقطع الباب على القوى السياسية التي تريد الإبقاء على الأشخاص لتحقيق مآرب حزبية ضيقة». وأضاف أن «الشعب العراقي يعاني من مفوضية الانتخابات، وسيطرة الكتل السياسية الكبيرة على عملها، وإقالتها لا تعد مطلباً لكتلة سياسية بقدر ما هو مطلب شعبي وجماهيري». ومن المقرر أن يعقد البرلمان الأسبوع المقبل جلسة خاصة للتصويت على إقالة المفوضية، فيما تواصل لجنة نيابية فرعية اختيار أعضاء لمجلس المفوضين ويتوقع أن يستمر عملها شهوراً حتى الوصول إلى توافقات سياسية في شأنها. إلى ذلك، لم يعرف حتى الآن موقف إقليم كردستان من المشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة المقرر إجراؤهما معاً في نيسان (أبريل) من العام المقبل، إذ تشير مصادر إلى أن الأحزاب في كردستان في انتظار الاستفتاء وقال نيجيرفان بارزاني، مساء أول من أمس إن «إقليم كردستان يمضي بخطوات إلى الأمام وسيتجاوز الأزمات التي يمر بها قريباً»، مشيراً إلى أن حكومة الإقليم «ستبدأ حواراً جدياً مع الحكومة في بغداد حول مسألة الاستفتاء». وأضاف: «كان هناك الكثير من التطور في كردستان خلال السنوات العشر الأخيرة، فقد ارتفع عدد المدارس من 3200 إلى 6000 مدرسة، وأيضاً ارتفع عدد المستشفيات الحكومية من 14 مستشفى إلى 65، وعدد المستشفيات الأهلية ارتفع من 8 إلى 55». وتابع أن «إقليم كردستان يمضي في تحقيق الإصلاحات سواء الزراعية أو الصناعية أو غيرها وسنبدأ حوارات جدية مع بغداد في شأن مسألة الاستفتاء».
مشاركة :