الجزيرة على بعد ست نقاط من الرصيد الأعلى للبطل

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:علي نجمسجل فريق الجزيرة اسمه بأحرف من ذهب، بعدما ضمن الفوز بلقب دوري الخليج العربي لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، ليكسر «فخر العاصمة» هيمنة الأهلي والعين على اللقب في السنوات الأخيرة.عادت شمس الجزيرة لتشرق في سماء البطولات من جديد، بعدما أنهى الفريق احتكار العملاقين البنفسجي والأحمر، ليسترد اللقب الغالي في موسم استثنائي على كل المستويات. ويمكن وصف فوز وإحراز الجزيرة الدرع منطقياً قياساً إلى سيناريو الموسم، ومسيرة الفريق منذ صافرة البداية حتى انتهاء الجولة 24 من عمر المسابقة، لكن ما قد يجعل الأمر استثنائياً أن الفريق لم يكن في دائرة المرشحين قبل صافرة البداية بعدما صبت كل الترشيحات في مصلحة الأهلي والعين ومن بعدهما النصر والوحدة.برهن «فخر العاصمة» أن المستحيل ليس جزراوياً، وأنه بالعمل الجاد وحده تصنع الأمجاد والبطولات، بعدما عرف النادي تطبيق سياسة «اللعب الإعلامي» أولاً، ومن ثم سياسة اللعب الفني فسار الفريق على درب النجاح خطوة بخطوة، وسط شعار البناء، حتى بدا أن عقلاً استشارياً فنياً عالي المستوى وراء هذا المشروع الكروي.ويحسب الإنجاز أولاً إلى إدارة النادي وشركة كرة القدم برئاسة الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، ومعه «رجل الظل» بطي القبيسي، الذي عرف كيفية اختيار اللاعبين الأجانب بحنكة ودهاء طالما تميز بها، رغم ابتعاده عن الأضواء ونجومية الإعلام.وشكل بطي القبيسي ومعه المدير الفني الهولندي تين كات وجهازه المساعد حلقة فنية أسهمت في التعامل بذكاء مع متطلبات الفريق الذي بدا غير مستقر على مستوى الأجانب في مستهل الموسم، قبل أن يبرم النادي الصفقات الذي صنعت الفارق في الموسم الحالي.وأصبح الجزيرة بطلاً بعدما رفع رصيده إلى 62 نقـــطة، ليصبح الفريق على موعد مع كتابة التاريخ لو قــدر للفريق حصد العــــلامة الكـــاملة في آخر جولتين، ما سيساعده على تحطيم رقم الأهلي القياسي بالنسبة إلى الفريق البطل في تاريخ كرة الإمارات بعدما أنهى الأهلي مشواره في الموسم الماضي وفي جعبته 67 نقطة.تغييراتلم يتردد النادي في إجراء التغييرات الكبيرة على مستوى الرباعي الأجنبي، بعدما وضح من خلال لقاء السوبر الذي أقيم في القاهرة أمام الأهلي أن فارفان ونيفيز، لا يمكن أن يصنعا للفريق ربيعاً كروياً، أو أن يشكلا ظاهرة تسهم في نقل الفريق إلى مستوى آخر في المسابقة المحلية.وأثبتت التعاقدات حسن اختيار القائمين على الفريق، فلعب المغربي بوصوفة دور «المايسترو» في صناعة الخطر، بينما تم استقدام الميدا من الهلال السعودي لفترة مؤقتة، قبل أن يثبت جدارته في الدور الأول، ما دعا الإدارة إلى التمسك بخدماته، وإن بات من المؤكد رحيله عن الفريق فور نهاية الموسم الحالي.ومع وضوح بعض الثغرات الدفاعية في وسط الميدان وفي الجانب الدفاعي، كان التعاقد مع البرازيلي جواو الذي لعب نصف الموسم، قبل أن يتم استبداله في «الميركاتو الشتوي» بصفقة لا يمكن أن توصف إلا بأنها «ضربة معلم» بالتعاقد مع البرازيلي ليوناردو الذي سجل حتى الآن 6 أهداف.ولعب الأجانب دوراً أكثر من رائع في مسيرة الفريق هذا الموسم؛ إذ تشير الأرقام إلى أن الفريق استفاد من خدمات الثلاثي ليوناردو والميدا وقبلهم فارفان فكانت حصيلتهم التهـــــديفية 17 هــــــدفاً. واســـــتغـــــل الجزيرة عامـــل الأرض بأفضـــل صورة ممكنــة هــذا الموسم؛ إذ تشــــير الأرقــــام إلــــى أن الفريق حصد العلامة الكاملة على أرض «استاد محمد بن زايد»، الذي تحول إلى مقبرة للمنافسين؛ حيث نال الفريق من كل الخصوم في كل زيارة لهم إلى الملعب «التحفة».وشكل استغلال عامل الأرض نقطة قوة للفريق، ما ساعده في البقاء على قمة الترتيب، حتى وصل إلى مرحلة تحويل الحلم إلى حقيقة، علماً أن فخر العاصمة لم يعرف مرارة الهزيمة سوى في مباراتين فقط من أصل 24 لعبها، فكانت الهزيمة الأولى أمام النصر، والثانية أمام الأهلي.ولم يكن تألق الجزيرة فردياً، بل إن النجاح تمثل في العمل الجماعي الذي ترجم فوق أرضية الميدان، ما منح الفريق القوة الضاربة، فسيطر وتفوق على كل المنافسين، بعدما أثبت أنه يملك الفاعلية الهجومية والتهديفية الأقوى بين كل الفرق، ما ساعده على زيارة شباك الخصوم 67 مرة.ورغم تألق علي مبخوت المبهر هذا الموسم، إلا أن تميز الفريق كان في تعدد مصادر الخطر، ما أدى إلى وصول 11 لاعباً من الفريق إلى شباك المنافسين، إلى جانب حصول الفريق على 3 أهداف من «نيران صديقة» في مرمى فرقهم.وإلى جانب التألق الهجومي، تميز الفريق دفاعياً؛ حيث لم تهتز شباك الفريق سوى 15 مرة في 24 مباراة؛ حيث تمكن الجزيرة من إنهاء 13 مباراة بشباك عذراء، ولا يتفوق عليه في هذا الجانب سوى الأهلي الذي أنهى حتى الآن 14 مباراة بشباك نظيفة. وأثبت المدير الفني الهولندي تين كات القدرة على استغلال الأوراق الرابحة في تشكيلته، حين تحول علي خصيف إلى حارس أمين يجيد الذود عن شباكه، لتتضح البصمة التي تركها المونيا حارس أرسنال السابق، ومدرب الحراس الحالي في فخر العاصمة على أداء الحارس الدولي.ولعب فارس جمعة دور المدافع الهداف، بعدما شارك في صنع وبناء الجدار الدفاعي الذي تكسرت عليه محاولات المنافسين الهجومية، بينما لعب دور الهداف في مواجهات الخصوم ليسجل 6 أهداف وليكون الهداف الثاني في الفريق بالمشاركة مع البرازيليين الميدا وليوناردو، علماً أن الأخير لعب فقط في الدور الثاني من عمر المسابقة.وكان الاكتشاف الأبرز بالنسبة إلى تين كات في اختيار محمد جمال ليكون رمانة لخط الوسط، فلعب دور البارومتر في تشكيلة «فخر العاصمة»، سواء حين شارك مع الكوري بارك أو بعدما اعتمد عليه تين كات للعب شريكاً مع محمد فوزي.وأثـــــــبت محـــمد جـــــمال أنــــه مكـــــسب للجــــزيرة ولــكــرة الإمــــــارات كـــــلاعـــــب ارتكــــاز قادر على تأدية الدور الأمثل في قطع الكرات من الخصوم، وبدأ الهجمات، بينما كان سالم راشد مكسباً على مستوى خط الدفاع حين شارك في أكثر من مركز.أما اللاعب الظاهرة فكان دون أدنى شك خلفان مبارك الذي رغم لعنة الإصابات التي طاردته في بعض الفترات، لكنه لعب دور «الفتى الذهبي» في صنع الخطر وتقديم الفواصل الفنية والمهارية العالية التي أطربت كل من راقب وتابع مباريات فخر العاصمة هذا الموسم.ولا يمكن نسيان دور دكة البدلاء في مسيرة الفريق هذا الموسم؛ حيث استغل الجهاز الفني قدرات كل عنصر وفق الظروف التي مر بها الفريق من أجل تعويض الغياب، فلعب يعقوب الحوسني دوراً مميزاً في وسط الميدان، بينما جاءت مشاركة العطاس رغم ندرتها إيجابية على مستوى زيارة شباك الخصوم.

مشاركة :