إعداد: أحمد راغب تعتبر العلاقات الإماراتية الألمانية علاقات راسخة بُنيت على أسس قوية ومتينة، وتقدم نموذجاً للعلاقات المتطورة باستمرار، والقائمة على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، حيث تجسد الحرص المشترك من جانب قيادتي الدولتين على تعميقها وتطويرها ودفعها إلى الأمام في كل المجالات، وقد شهد عام 2004 ارتباط البلدين باتفاقية شراكة استراتيجية، عززت من قوة العلاقات بين البلدين.وتعتبر العلاقات الإماراتية الألمانية علاقات تاريخية وشاملة، تطورت على مدى العقود الماضية، ولم تتوقف عند العلاقات والاتفاقيات السياسية والدبلوماسية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بل تعدت تلك المجالات لتصل إلى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، حيث يؤمن البلدان أن الاقتصاد يعدّ محوراً أساسياً لتعزيز وتبادل العلاقات بين الدول، فالإمكانات الاقتصادية الكبيرة للبلدين تعزّز التعاون وتنعكس إيجاباً على المنطقة ككل، كما أن الشراكة التجارية كان لها بالغ الأثر، حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين عام 2015 إلى 15,52 مليار يورو؛ أي ما يعادل 30 % من إجمالي تجارة الدول العربية مع ألمانيا.إن الروابط المتينة التي تربط دولة الإمارات وألمانيا تعود إلى عام 1884، عندما ربطت ألمانيا القيصرية اهتماماتها الحيوية بين مستعمراتها في شرق إفريقيا ومنطقة الخليج العربي، واستمر العمل التجاري بينهما حتى الحرب العالمية الأولى، إلا أن المصالح المشتركة تحققت بفعل اكتشاف النفط في دولة الإمارات، وقيام الاتحاد، وانطلاق الآفاق السياسية للدولة داخلياً، وخارجياً، فبدأ العمل لتحقيق هذه المصالح، ففي بداية السبعينات أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء، ثم على مستوى القنصليات العامة. واحتفظت ألمانيا بعلاقات دبلوماسية مع الإمارات منذ عام 1971 ونالت مركز الشريك المميّز، ووقع المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، ونائب رئيس مجلس الوزراء سابقاً سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، على الشراكة الاستراتيجية عام 2004.وفي الوقت الحالي تتوحّد رؤى الدولتين في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، ونبذ التعصب والعنف، ونشر القيم الإنسانية المعتدلة، كما يشترك البلدان في رئاسة مجموعة إرساء الاستقرار. وفي ظل التعاون الاقتصادي بين البلدين شهد عام 1977 افتتاح أول مكتب صحي للدولة في ميونيخ، بعد أن بدأت علاقات خاصة بين ولاية بافاريا، ودولة الإمارات. ومع مرور الوقت وفي ظل الاهتمام المتزايد من قبل حكومة وشركات بافاريا بدولة الإمارات، شهدت هذه العلاقات تطوراً إيجابياً ملحوظاً، وتجسدت هذه العلاقات المتميزة من خلال ملتقيات الشراكة الاقتصادية الإماراتية الألمانية، التي احتضنتها الولاية. وفي الفترة 9-11 مايو من 2006 استضافات ولاية بافاريا ملتقى الشراكة الذي أقيم في ميونيخ، وهو ما شكّل منحى جديداً بين الإمارات وألمانيا بشكل عام، وولاية بافاريا بشكل خاص، حيث لعبت حكومة ولاية بافاريا والمؤسسات الاقتصادية دوراً كبيراً في إنجاح هذا الملتقى. وخلال السنوات الأخيرة عكس ارتفاع حجم التبادل التجاري، مدى التطور الإيجابي للعلاقات التجارية بين الإمارات وولاية بافاريا؛ إذ أشارت الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري بين الولاية والإمارات ارتفع من 428 مليون يورو، عام 2001 إلى 647 مليون يورو، عام 2005 بزيادة بلغت 50%. وبهذا احتلت دولة الإمارات المركز الثالث كشريك تجاري لولاية بافاريا، على مستوى دول منطقة الشرق الأدنى والأوسط.وضمن اتفاقيات النقل الجوي وقعت ألمانيا والإمارات اتفاقيتي نقل جوي، ومنع ازدواج ضريبي، فضلاً عن اتفاقية لترقية وحماية الاستثمارات. وعمّقت هذه الاتفاقيات العلاقات بين البلدين، وتعدد الزيارات، وتشجيع السياحة، حيث شهد العام الماضي زيارة 750 ألف زائر ألماني لدولة الإمارات. وتوسعت العلاقات الإماراتية الألمانية بشكل كبير في المجال العلمي، والتعاون الأكاديمي، الذي أصبح وثيقاً بين البلدين، وذلك بوجود العديد من الهيئات الألمانية في الدولة. قرقاش: الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لألمانيا عربياً أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات هي الشريك الاقتصادي الأول لألمانيا في العالم العربي، وقال في تغريدة على «توتير»: خلال مراسم استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمستشارة أنجيلا ميركل، الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لألمانيا في العالم العربي.
مشاركة :