معرض أبوظبي للكتاب يحتفي بتجربة حبيب الصايغ الشعرية

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: رانيا الغزاوي نظم مجلس الحوار في المعرض مساء أمس الأول، ندوة بعنوان «حبيب الصايغ.. الإبداع الشعري في المحتوى والشكل» تناولت إبداعات الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، وشارك فيها الدكتور ياسين حزكر والدكتور محمد حجو من المملكة المغربية، وأدارها محمود شرف.قال ياسين حزكر: «أن تقرأ حبيب الصايغ ثم تدرسه، معناه أن تتورط في تاريخ جمالي طويل لشاعر متفلسف، عمره لايقاس بالسنين، وشعره يعتبر شاهداً جمالياً على نضجه، يعبر عن تطور الشعر الإماراتي في سياقاته الخليجية المحلية والعربية، جمع بين كثافات لغوية شفيفة، ورمزيات موغلة في البساطة فهو يقتصد في اللغة حد إتيان السهل الممتنع، ويغامر في الدلالة حد اجتراح الصور الشعرية الجديدة».أضاف حزكر: «إن المقام لايتسع زمانياً لتناول تجربة الصايغ الشعرية كاملة فلقد قمت بدراسة لمختاراته الشعرية المعنونة «برسم بياني لأسراب الزرافات»، فالاختيار كما يقول ابن عبد ربه الأندلسي هو «قطعة من عقل الرجل»، ومختارات الصايغ هي نبضه، وعندما يضطر شاعر ما إلى إعادة طبع أشعاره وفق رؤية تفاضلية، فإنه إنما يعيد النظر في منتوجه الشعري، فالعملية ككل أشبه بنقد ذاتي يقيم فيه الشاعر أثره الشعري فيسقط مالا يراه صالحاً في لحظته النقدية تلك، ويبقى والبقاء للأجمل».وتابع: «الاختيار بهذا المعنى يعتبر تقطيراً لأرواح قصائده العتيقة واعتصاراً واختصاراً لدواوينه السابقة، ورؤيته الاختيارية هذه تظهر جلية مع العتبة التي تضطلع بأكثر من وظيفة سيميائية. «رسم بياني لأسراب الزرافات»؟ أحاول أن أتخيل نفسي أمام سرب واحد من هذه الزرافات.. المشهد غريب، فهناك أعناق طويلة وأخرى قصيرة وهذه التفاوتات تعكس التدرج الجمالي للقصيدة التي تطول وتقصر حسب مقاطعها، هذا الطول والقصر قد يعكس توتراً في الإيقاع والدلالة، أو حتى النفس الشعري المرتبط عميقاً بنبض القلب، وأعتقد أن العتبة في بنيتها الإيحائية العميقة تشير صعوداً ونزولاً لنبض القلب.. ومؤشر نبض القلب تلك الآلة التي توجد في المستشفيات حصراً، فالعتبة بذلك هي رسم لقلب الشاعر وهو اختيار لأفضل ماقدمه نبض الصايغ الشعري وانتقاء لحرارة المشاعر. وتحدث الدكتور محمد حجو عن مضمون دراسته التي أجراها على ديوان الصايغ «كسر في الوزن» قائلاً: «قالوا إن الشعر صناعة والصناعة في الفن هي تصوير الجمال الذي يكون في الروح الإنسانية، وإخراجه للوجود ليتلذذ به الوجدان وتستعذبه الأفهام والعقول، ونحن بهذا القول لا نبرح نظرية المحاكاة التي يقوم عليها جوهر الفن بمفهومها الفكري والفلسفي العميق، ومنها نلج إلى تجربة الشاعر حبيب الصائغ لنطرح تصورنا المحوري لهذه القراءة التي اخترنا لها عنواناً «كسر في الوزن من الفكر إلى الطبيعة»، فهذا العنوان يضعنا أمام عتبة انزياحية مفارقة تتوخى شد انتباه المتلقي منذ مطلع القراءة، فللشعر أوزان وهذا شاعر يبادرنا بكسر الوزن في مستهل القول، فكأنه لاينتظر نهاية الكلام ليكسر أفق انتظارنا، كما تذهب إلى ذلك نظرية جماليات التلقي، وإنما يطلعنا على فكرته كلاعب يعرف قبل النهاية أن ورقته هي الرابحة، فيعفينا من التكهن وانتظار من سيكشف عن هذه الورقة من بين اللاعبين». وأضاف: «كسر في الوزن هي أول قصيدة في الديوان، اختار الشاعر أن يضعها في ديوانه، وأعتقد أن هذا الكسر أيضاً، يضاف إلى كسر أفق الانتظار السابق ويدعمه، ومن دون تفكير وبعد قراءتي لفهرس القصائد، قرأت هذه القصيدة، لأنني أدركت في نفسي أنها مفتاح الديوان مادام عنوانها هو عتبة الديوان، ولم يخب ظني حيث وجدت نفسي بعدما قرأت باقي القصائد منسجماً مع روح وفكرة التجربة الشعرية التي يمنحنا إياها الديوان».ولفت حجو إلى أن القصيدة تبدأ بالخبر وواو العطف، وكأن الحوار كان قائماً منذ زمن: حيث يقول الشاعر، أجرك حالاً إلى ليلتي.. قلت: بل ليلتي. واختلفنا. وانكسر الميزان، اختلفنا، من الذي اختلف مع من؟، أول اختلاف يعيشه الإنسان بعمق يأتيه من لحظة العشق، من خفقة قلبه حين يهرع مرتجفاً، عن طواعية أو كرهاً، إلى حدائق أو أحداق الحبيب الغناء، الاختلاف مخاصمة الذات وليست مخاصمة الآخر، حينما تنكسر الذات في مرآة الذات نخسر البوصلة، كل فكرة تهمس عشقنا أو تطوح به في صخب الروح، ماهي سوى تدافع داخلي لكيلا تفسد النفس ويصيبها الصدأ الوجداني القاتل.وأبدى الشاعر وليد علاء الدين في مداخلته عن استغرابه لعدم التفات النقد العربي لتجربة شمولية مهمة كتجربة الشاعر حبيب الصايغ، داعياً إلى أن يبادر النقاد العرب للبحث والكشف عن جماليات هذه التجربة، مشيراً إلى حجم التجربة الشعرية للصايغ ومكانتها ليس على الصعيد المحلي فقط وإنما على الصعيد العربي.وعقب الشاعر عبدالله أبو بكر قائلا: «أتفق بأن تجربة الشاعر حبيب الصايغ لم تأخذ حصتها من النقد على مستوى العالم العربي رغم أنها لا تقل أهمية عن مختلف التجارب الشعرية الوازنة والناجزة، وأعتقد أن انشغال حبيب الصايغ بالمواقع الإدارية التي تقلدها في المؤسسات الثقافية والإعلامية، جعلته مهتماً بتجارب الآخرين أكثر من تجربته هو، وربما يكون هذا سبباً رئيسياً في أن يكون الصايغ علماً شعرياً كبيراً لدى الشعراء قبل أن يكون كذلك بالنسبة للنقاد». وطالب كل من الشاعر وليد علاء الدين وعبدالله أبو بكر في ختام الندوة المؤسسات الثقافية الإماراتية أن تخصص فريق عمل نقدياً لدراسة مبدع في حجم حبيب الصايغ.

مشاركة :