سيكولوجية ضمير ..

  • 5/15/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعجبني ماقرأته منذُ وقت ولايزال يشغلني حتى اللحظة وهو ماقاله عالم الاجتماع علي الوردي في كتابه وُعّاظ السلاطين وأحسبُ أنه عللّ سبب التأثر الوقتي بالوعظ الديني الذي يكون في أشده حينها فيما يقلّ أو يتلاشى تماماً حين الابتعاد عن مصدر الوعظ أياً كان ! حيثُ بررَ ذلك بأنه سلوك يُمارس للتخفيف من حِمِل تأنيب الضمير المصاحب للذنوب المُقترفة وكأنه تكفير وقتي عن تلك الخطايا. وأحسبُ أنه في ذلك قد تلاقى مع سيجموند فرويد -مؤسس التحليل النفسي- الذي تحدث عن مكونات الشخصية ومدى سيطرة الأنا الأعلى(وهي القيم التي يؤمن بها الشخص) على سلوكياتنا وذلك الصراع القائم بينها وبين الهو(الغرائز الإنسانية المُلحة كالجوع والعطش والجنس ..الخ) حيث يَنتُج عن ذلك شخص يعيش صراعات كبيرة وعميقة بين مايؤمن تماماً بصحته وبين رغباته ونزواته وعدم قدرته في السيطرة عليها وتوفير توافق بينها وبين قيمه ؛ لذا كان البكاء حين الوعظ تأثرا وتكفيراً عن خيانتنا لتلك القيم. كثيراً ما أُلاحظ في مجتمعاتنا أن الفرد يُخفي العديد من أفكاره وسلوكياته تماشياً مع المعايير المجتمعية مُناقضاً لأفكاره ومُنكراً لها رغبةً في القبول الاجتماعي، فهو يملك شخصية عامة هي تلك الرسمية في العمل، وأخرى للمقربيين منه وأخرى بينه وبين ذاته وهكذا، ولنتخيل كم من التناقضات والصراعات التي يعيشها ذلك الرجل ؟! يُقال دوماً في علم النفس أن الصراع يسبب القلق والقلق يسبب المرض النفسي، لذا فالصحة النفسية الجيدة تُقاس بإشباع الغرائز بطريقة تتوافق مع القيم (الدين) حتى نعيش في سلام داخلي.

مشاركة :