محمد صالح الزيادي. لا قيمة للكلام في غير موضعه، فالكلام يجب أن يكون في موضعه الصحيح، وبمحله المفروض، من أجل أن يكون ذو فائدة ومنفعة، ويحقق هدفه الذي نطق من أجله، وإلا كان الكلام عبثا ولهواً وغير مجدي، كما قال سيد البلغاء علي عليه السلام ( من ساء كلامه كثر ملامه) وقال ( لكل مقام مقال). والخبر لا قيمة له أن كان غير صحيح ومزيف، فالخبر يجب ان يكون صادق ورصين وغير مفبرك، لان الخبر هو عبارة عن معلومات، أو أحداث أو وقائع، حدثت أو ستحدث، والمطلوب من سماع الخبر أو قرائته، هو المنفعة منه، والاستفادة مما يحتويه، بشرط أن يكون خبر صحيح ومؤكد. بذلك أصبح الواجب المنطقي والاخلاقي، على الانسان أن يكون دقيق وحذر عند تلقي أو نقل الخبر، لكي لا يسقط في شبهة، ويكون ناقل أو مستمع لاخبار، كاذبة ومزيفة، وبالتالي حدوث مردودات سلبية عليه، كما قال جورج برناردشو ” كن حذرا من المعرفة الخاطئة فهي أخطر من الجهل “. فالعقل زينة، وخلقه …تعالى متكامل من حيث التكوين، وهو أعز شيء في الموجودات، فالواجب علينا تقديس وأحترام هذا العقل، وذلك بالحفاظ عليه من أن يتغذى بالاكاذيب، أو المعلومات المغلوطة، وبالتالي سينتج عنه تصرفات وأقاويل باطلة، تؤدي الى الندم بعد حين. كما جاء في القران الكريم .. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) أيضا من المعيب على الانسان، أن يسلم عقله الثمين الى كل من هب ودب، يتحكم به، ويملي عليه من أخبار، ومعلومات غير صحيحة، كيفما يشاء، بحيث يجب أن تكون أنفسنا طالبة للحقيقة دائما، وتواقة لها، وأن نشمئز من الزيف والتحريف، وباحثين عن المعرفة. ومن حق العقل علينا، أن نحميه من الافكار السلبية، والمعلومات الغير دقيقة، بتسليحه بالعلم والمعرفة، ثم التدقيق والتأني، ومعرفة المصادر الموثوقة . الواجب علينا عند سماع أو قراءة خبر، أو معلومة ما، نتبع الطرق المنطقية التالية من أجل عدم الوقوع بالخطأ: – معرفة مصدر الخبر، أو المعلومة، ومدى مصداقيته، وما الهدف من أطلاق هذا الخبر . – عند عدم فهم الخبر أو المعلومة، بشكل واضح، يجب الرجوع لاصحاب الاختصاص والخبرة بهذا الشأن ، والاستيضاح منهم. – بعد التأكد من صحة الخبر، وفهم المحتوى، نأتي ونرى، هل هناك فائدة من نشره، أو تناقله أم لا ؟ – نأتي ونعرض هذا الخبر قبل نشره، أو تناقله، على الشريعة الاسلامية المقدسة، ونرى هل تسمح لنا الشريعة بالنشر والتحدث به أم لا ؟ كي لا نُسقِط أنفسنا بالخطأ أو الشبهة، وخوف الوقوع بالحرام.. متبعين النهج القراني ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ). – هذه القواعد والاسس، التي يفرضها علينا العقل والمنطق والشارع المقدس، يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار عند تعاملنا مع جميع أنواع الاخبار، اجتماعية، سياسية، اقتصادية، أو امنية كانت. – كل ذلك من أجل تهذيب النفس، وتعليمها كيفية التعامل مع الامور والاحداث، بشكل صحيح ومنطقي، وبالتالي الحصول على مجتمع واعي، ومدرك لما يدور حوله، ومتبعاً للقواعد السليمة، التي تؤدي الى نتائج سليمة..
مشاركة :