تلقّت بيروت بقلقٍ مضمون الشكوى التي قدّمتها إسرائيل ضدّ لبنان على خلفية الجولة التي نظّمها «حزب الله» قبل نحو أسبوعين على الجانب اللبناني من «الخط الأزرق» (الجنوب) وقادها ضابط في الحزب (بلباس عسكري) ولم تَخلُ من مظاهر حضور عسكري لهذا التنظيم في «أرض القرار 1701».واستوقف دوائر سياسية تضمُّن الشكوى إشارة اتهامٍ مباشرة الى الجيش اللبناني بتسهيلِ ما اعتبرتْه «انتهاكات حزب الله» للقرارين 1701 و 1559، والى الحكومة اللبنانية بأنها «تخلّ بالتزاماتها الدولية وضالعة في إسباغ الشرعية على نشاطات الحزب»، مطالبة بتوجيه «رسالة قوية إلى حكومة لبنان تدعوها الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشكل كامل».وفاقم هذا المضمون من المخاوف من أن أي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان ستجعل لبنان الرسمي ومؤسسته العسكرية هدفاً مباشراً الى جانب «حزب الله»، بعدما وُضعا في «دائرة الشبهة» وفق الشكوى التي سلّمها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي.وأشار دانون، حسب ما نقلت تقارير صحافية من نيويورك، إلى أن الإعلاميين الذين شاركوا في جولة 20 ابريل الماضي تحادثوا مع مقاتلي «حزب الله» الذين «كانوا يرتدون زياً عسكرياً كاملاً والتقطوا صوراً لهم وهم متمركزون على امتداد الطريق ويحملون البنادق وقاذفات القنابل الصاروخية المحمولة على الكتف».وإذ أشار الى أن قوة «اليونيفيل» أصدرت بياناً بعد الحادث ذكرت فيه أن «الجيش اللبناني أبلغها مسبقاً بأنه يتم القيام بجولة إعلامية على طول الخط الأزرق، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى»، قال «إن هذا يبيّن بوضوح أن الجيش اللبناني كان على علم مسبق بأن «حزب الله» يعتزم تنظيم تلك الجولة، كما أنه دليل مقلق على تزايد التعاون بين «حزب الله» والجيش اللبناني».واكد «ان إسرائيل تشعر بالقلق البالغ حيال تحرك مقاتلي الحزب بحرية وعلناً في منطقة عمليات القوة الدولية من دون اعتراض من جانب اليونيفيل أو الجيش اللبناني»، لافتاً إلى «أن الأدلة الموثقة والمصوّرة لهذا الاستفزاز تبرهن أن «حزب الله» يحتفظ بأسلحة في جنوب لبنان في انتهاك واضح للقرارين 1701 و1559 وذلك يضاف إلى أدلة أخرى منها أن «حزب الله» عزز ترسانته من خلال تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان، ويستعين بمصانع لإنتاج الأسلحة أقامتها إيران على الأراضي اللبنانية».وأعلن أن «حزب الله» لديه أكثر من 150 ألف قذيفة وصاروخ بين السكان المدنيين في جميع أنحاء جنوب لبنان، كما أن «أكثر من ثلثي الهياكل المدنية في قرى جنوب لبنان الشيعية جزء من منظمة الحزب العسكرية».
مشاركة :