التجنيد الإلزامي يعود إلى الكويت بعد توقف دام 16 عاما مع إعطاء الجيش إشارة البدء بتسجيل الملتحقين بالدورة الأولى في 10 مايو الجاري.العرب [نُشر في 2017/05/03، العدد: 10621، ص(3)]الاستثمار في حماس الشباب الكويت - تستعد الكويت للبدء بإعادة العمل بالتجنيد الإلزامي، مسايرة لتوجّه بدأت دول الخليج العربي تسلكه في إطار عملية إعادة بناء لقدراتها العسكرية تشمل مختلف الجوانب البشرية والتقنية مجسّدة تحوّلا في العقيدة الدفاعية لتلك البلدان باتجاه التعويل إلى أقصى حدّ ممكن على القدرات الذاتية في حماية المجال والدفاع عن المصالح، في ظلّ ظرف إقليمي صعب يتمّيز بالتوتّر وتنوّع التهديدات. ويجعل الموقع الجغرافي للكويت بجانب الساحة العراقية الملتهبة بالصراعات والحروب، وقريبا من إيران المعروفة بنزعتها للتدخل في شؤون جيرانها أكثر عرضة للمخاطر، رغم نجاحها في النأي بنفسها عن الصراعات الدائرة في بعض الساحات والحفاظ على استقرارها الداخلي. وبعد توقف دام 16 عاما، يعود التجنيد العسكري الإلزامي إلى الكويت، مع إعطاء الجيش الكويتي إشارة البدء بتسجيل الملتحقين بالدورة الأولى في 10 مايو الجاري ويبلغ عددهم 13.2 ألف شاب يبلغون سنّ الثامنة عشرة. وتنضم الكويت بذلك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر اللتين تطبقان نظام التجنيد الإجباري. وقال الناشط السياسي، المحامي جليل الطباخ، لوكالة لأناضول، إن “التجنيد الإلزامي موجود في معظم دول العالم، بحيث يؤدي الطالب بعد تخرجه من الثانوية العامة أو الجامعة واجبه الوطني لمدة سنة أو سنتين”. وأضاف أن “تطبيق الخدمة الوطنية عامة له فوائد عدة، أولها تأهيل وتدريب المواطن عسكريا لمواجهة أي خطر يواجه الدولة، ويجعله أكثر انضباطا وحزما واحتراما للقانون، ويحد من انفلات الشباب وتهورهم وعدم احترامهم لهيبة الدولة”. وقال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت أحمد الشريف إن “الخدمة الوطنية توفر الآلاف من الكوادر البشرية للمؤسسة العسكرية التي تشكّل صفا ثانيا وتهيئ الشباب للدفاع عن الوطن وخلق جيل منضبط جاهز للعمل”. ويبلغ عدد المواطنين الكويتيين قرابة مليون و300 ألف، بحسب أحدث الإحصاءات الرسمية. وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، إبراهيم الهدبان، فإن “قصر فترة التجنيد يجعلها مقبولة لدى الجميع، وتكون لديهم الفرصة للالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية والتطبيقية من دون تأخير وتعطيل”. والخدمة الوطنية العسكرية، وفق المادة الأولى من الدستور الكويتي، واجبة على كل كويتي من الذكور أتم الـ18 سنة من عمره عند العمل بهذا القانون، ويعفى من تجاوز هذا العمر من أدائها، وهي خدمة عاملة وخدمة احتياطية. وأعلن رئيس هيئة الخدمة الوطنية في الجيش الكويتي، اللواء الركن إبراهيم العميري، الثلاثاء الماضي، أنه سيتم بدء إجراءات استقبال 13 ألفا و217 كويتيا يكملون الثامنة عشرة من العمر في 10 آيار المقبل، ليشكلوا أولى دفعات الخدمة الوطنية، دون أن يحدد موعد بدء الدورة التدريبية. وجرى إقرار التجنيد الإلزامي في الكويت عام 1980، غير أن العمل به توقف عام 2001، بفعل وجود ثغرات في القانون الذي ينظم العملية آنذاك ما يستدعي إجراء تعديلات. وفي 8 أبريل 2015، أقر مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي قانونا جديدا للتجنيد الإلزامي، على أن يطبق بعد سنتين من نشره.
مشاركة :