تتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية بشكل خطير في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد قيام كوريا الشمالية باجراء اختبارات صاروخية (انتهت معظمها بالفشل) ورد الولايات المتحدة على ذلك بنشر اسطول قتالي في المنطقة، علاوة على اجرائها مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الكورية الجنوبية (وهي مناورات تجرى سنويا) ينظر اليها الكوريون الشماليون على انها عمل استفزازي. من المعروف أن الكوريتين ما زالتا من الناحية العملية في حالة حرب، إذ لم يبرم البلدان معاهدة سلام عند انتهاء الحرب الكورية في عام 1953. وتعد الحدود بينهما من أكثر مناطق العالم عسكرة. وتستضيف كوريا الجنوبية اكثر من 28 الف عسكري أمريكي. وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بأن بلاده على وشك أن تواجه "صداما كبيرا كبيرا" في شرق آسيا. فما هي عواقب هذا الصدام المحتمل على بقية العالم؟اقتصاديا تقدر الأمم المتحدة بأن الناتج القومي الاجمالي لكل شخص في كوريا الشمالية يأتي في المرتبة 180 من 193 بلدا، ويقدر بأن نصف سكان البلد البالغ عددهم 12 مليون نسمة يعيشون في "فقر مدقع." ولكن صحيفة نيويورك تاميز قالت في أواخر الشهر الماضي إن الاقتصاد الكوري الشمالي يبدي حيوية مفاجئة رغم عقود من العقوبات والعزلة. وقالت الصحيفة إن العشرات من الأسواق افتتحت في شتى مدن البلاد منذ تولى كيم جونغ أون دفة الحكم قبل سنوات خمس. وقالت إن طبقة جديدة من التجار ورجال الأعمال تنمو وتثرى تحت رعاية مسؤولي الحزب الحاكم. وتشهد العاصمة بيونغيانغ فورة انشائية، وهناك اعداد كبيرة من السيارات في شوارع العاصمة مقارنة بالسنوات الماضية. أما كوريا الجنوبية، فتتمتع باقتصاد يعد حادي عشر أكبر اقتصادات العالم، ولكن تنحية الرئيسة بارك غيون هاي مؤخرا ألقى بظلال على أمن الاقتصاد الكوري الجنوبي. ومن نافلة القول إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اصبحتا حليفتين منذ ان تدخل الأمريكيين عسكريا في الحرب الكورية عام 1950.سياسيا تحكم كوريا الشمالية حكما مركزيا تخضع لسيطرة حزب العمال الكوري الشيوعي، والزعيم الحالي كيم جونغ أون الذي ورث الحكم من والده في عام 2011 اشرف على أكثر من 50 تجربة صاروخية و3 تجارب نووية منذ تسلمه السلطة. أما في كوريا الجنوبية، فقد أصبحت الرئيسة بارك غيون هاي أول رئيسة منتخبة ديمقراطية تنحى عن منصبها نتيجة فضيحة فساد. وجاءت تنحية الرئيسة بارك عقب اشهر من التململ السياسي والاحتجاجات التي أودت بحياة 3 اشخاص على الأقل.تجاريا الصين هي اقرب حلفاء كوريا الشمالية والمصدر الاكبر للغذاء والوقود والمعدات الصناعية الى هذا البلد المعزول دوليا. وفي حقيقة الأمر، فإن 80 بالمئة من اقتصاد كوريا الشمالية يعتمد على التجارة مع الصين. وتمارس ادارة ترامب الأمريكية ضغوطا على الصين لاقناعها بحرمان كوريا الشمالية من النفط والأموال وغيرها. مقارنة بذلك، تعادل قيمة الصادرات والواردت 85 بالمئة من الدخل القومي الاجمالي لكوريا الجنوبية، مما يجعلها خامس أكبر اقتصاد يعتمد على التصدير في العالم. والصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية تأتي بعدها الولايات المتحدة.القوات المسلحة يبلغ تعداد القوات المسلحة في كوريا الشمالية 1,2 مليون عسكري، مما يجعل جيشها رابع أكبر جيش في العالم. وتنفق بيونغيانغ 22 بالمئة من دخلها الاجمالي على الجيش. أما كوريا الجنوبية، فيبلغ تعداد جيشها نحو 655,000 عسكريا يدعمهم حوالي 28 الف عسكري أمريكي. ولا تبعد العاصمة الجنوبية سول - التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة - الا بمسافة 35 ميلا عن الحدود مع كوريا الشمالية.
مشاركة :