في قرار «تاريخي» تزامن مع ذكرى النكبة، صادقت منظمة الثقافية والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة “اليونسكو”، أمس الثلاثاء، على مشروع قرار «مصرى – عربى» ينفى أى حق لليهود فى المدينة المقدسة، وحظى القرار بأغلبية ساحقة فى المنظمة المكونة من 58 عضوًا.. ويؤكد القرار 201 على أن إسرائيل تحتل القدس، وليس لها فى البلدة القديمة أى حق، ويشمل أيضًا الاعتراف بأن المقابر فى مدينة الخليل وقبر راحيل فى بيت لحم مقابر إسلامية.. واستنكر القرار أعمال هيئة الآثار الإسرائيلية فى القدس، وطالب بوضع مراقبين دوليين بالمدينة، لمنع هذه الأعمال والحفريات التى تقوم بها سلطة الآثار بدولة الاحتلال. «خلق» تاريخ لليهود في القدس ومن المفارقات التي تستحق التأمل ، أن الحركة الصهيونية حاولت أن تخلق تاريخا موثقا للقدس “اليهودية” وللوعد المقدس في فلسطين لليهود ، بالتنقيب عن الآثار ، للبحث عن وثائق وحفريات الوجود اليهودي !! وكشف ” ويليام درايميل ” في كتابه عن القدس بعنوان ” المدينة المسحورة ” تفاصيل موثقة عن الجهد الذي بذلته دولة الاحتلال منذ العام 1948 إلى سنة 1995 في التنقيب عن آثار تدل على تاريخ يهودي في فلسطين ، ولم تستطع إكتشاف ماض يبني عليه حاضر ومستقبل !! وهوما أجمع عليه علماء آثار يهود بأنه لايوجد أي أثر يهودي في القدس ، رغم السنوات التي قضتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في البحث عن آثار يهودية في المدينة ، من خلال عمليات الحفر في جنبات المدينة ، لإثبات يهوديتها. الحركة الصهيونية تلعب بـ «علم الآثار» وفي محاضرة له بجامعة تل أبيب ، في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 ،أكد عالم الآثار «رافاييل جرينبرج » أنه كان من المفترض أن تجد إسرائيل شيئا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع ، غير أن عمليات الحفر التي تجرى دون توقف في مدينة داود بحّي سلوان بالقدس ، لم تعثر على شىء !! وتقول عالمة الآثار اليهودية الشهيرة الدكتورة « شولاميت جيفا » ـ أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب ـ إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفا أن يكون أداة للحركة الصهيونية ، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة . حقائق التاريخ .. وشواهد الجغرافيا وهي نفس الرؤية التي كشف عنها الكاتب الأمريكي اليهودي «كيث ويتلم » في دراسة بعنوان « إختراع التاريخ اليهودي القديم ، وخنق التاريخ الفلسطيني كله » .. والثابت أن نتائج الحفريات التي جرت في القدس منذ عام 1964 وحتى اليوم ، أكدت الحقائق التاريخية والأثرية التالية : أن الآثار الموجودة فوق سطح الأرض من كنائس، ومساجد ، وعقارات ، ومدارس، وأديرة، وتكايا ، وزوايا ، هي عربية ، وبيزنطية رومانية من عهد ” هدريان” الذي هدم القدس هدما تاما وحرثها ، ولم يبق حجرا على حجر ، فتساوى الهيكل بالأرض بحيث لم يبق أي اثر من عهد داود أو سليمان أو ملوك بني إسرائيل داخل أسوار القدس . وأن تخطيط القدس في أسوارها وشوارعها وموضع كنائسها وأبنيتها العامة ينطبق على (خارطة مأدبا ) إحدى المدن الأردنية الأثرية، التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي .. ونتيجة لهذه الدراسات ، قررت منظمة اليونسكو ، إزاء الأخطار التي تهدد القدس الغنية بالتراث الحضاري والإنساني، أن تسجل المدينة على قائمة الثروة الحضارية العالمية ، وفي محاولة لمنع إسرائيل من إستئناف حفرياتها ، ووقف التغييرات التي تحاول إدخالها على التنظيم المدني للمدينة مدينة مقدسة على مرتفع «الضهور» وقد اختير موقع القدس التاريخية على مرتفع ” الضهور” لأسباب دينية ودفاعية ، فمرتفع الضهور تحيط به أودية عميقة من سائر جبهاته إلا الشمال ، والموقع ينأى بعض الشيء عن الطريق الرئيسي ـ التجاري ـ الذي كان يصل فلسطين بمصر ، كما أنه يقترب من مفترق الطرق القديمة بين نواحي الخليل ونابلس من جهة ، وأريحا وشرقي الأردن من جهة أخرى ، ولا ريب أن قرب عين الماء ” جيحون ” كان سببا رئيسيا في إختيار الموقع ، ويبلغ إرتفاع الضهور 680 مترا عن سطح البحر ، ويبلغ طوله الممتد من الشمال إلى الجنوب نحو 400 متر ، وعرضه من الشرق إلى الغرب نحو 135 مترا ، أي أن مساحته نحو 55 دونما .. وعلى هذا المرتفع أنشأ اليبوسيون العرب المدينة لأول مرة ، وأطلقوا عليها ” يبوس” أو ” سالم” نسبة في كل حال إلى إسم أحد أجدادهم .. وكان من الممكن أن يبني اليبوسيين القدس على مرتفع ” صهيون ” الذي يقع إلى الغرب ، لأنه أوسع وأعلى من موقع مرتفع الضهور ، ولكنهم اختاروا هذا الأخير لأنه أقرب إلى مصدر الماء .. ومن الواضح أن القدس قد بنيت تدريجيا لا دفعة واحدة ، وأن قسما من الأسر اليبوسية ، سكن حول ذلك المرتفع وفي السهول والأدوية المجاورة في قرى صغيرة وبيوت بسيطة ودساكر متفرقة بنيت من الحجارة والطين ، وفي بيوت أخرى من الشعر ، وفي الكهوف الصخرية ، وكان الذي يقف على مرتفعات القدس يرى القرى والبيوت وأصحابها من الرعاة ومواشيهم في التلال من خلال تلك المرتفعات والقسم الشمالي من مرتفع الضهور ” أوفل “. الجذور التاريخية والجغرافية للقدس العربية ورغم أن أول حجر في أول بيت في المدينة على مرتفع ” أوفل ” غير معروف ، إلا أننا نعلم أن نبي الله “إبراهيم الخليل” ” مر بالمدينة في حوالي عام 2085 ق . م وكانت آنئذ مدينة متكاملة ذات قاعدة ملكية وهياكل دينية ومركز مقدس ، بدليل ذكرها في كل من سجل الآثار السوري والمصري ، فقد ورد ذكرها في الوثائق التي عثر عليها في « عبلا » تل مرديخ في شمال سوريا ، وترجع إلى أواسط الألف الثالثة ق . م ، وترد في هذه الوثائق أسماء عدة مدن منها « سالم » التي يرجح بعض العلماء بأنها تشير إلى القدس ، كما وجدت نصوص مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى الألف الثالثة ق . م ، تشير إلى وجود الكنعانيين في القدس ، وقد بلغوا درجة عالية من سلم الحضارة. وفي شهر يوليو/ تموز 1998 ، أعلن فريق من علماء الآثار العاملين في دوائر الآثار الإسرائيلية ، أن القدس كانت مدينة مهمة متطورة ، وإستندوا في إعلانهم إلى عمليات التنقيب التي أجروها في القدس الشرقية طوال عامين ، وأدت إلى إكتشافهم نظاما معقدا لجر المياه وصفوه بأنه « أحد الأنظمة الأكثر تعقيدا وحماية في الشرق الأوسط » وبأنه يرجع ما قبل عام 1800 ق . م ، وكانت المدن العمورية والكنعانية واليبوسية في تلك الآونة قد بلغت شأوا عاليا من الحضارة .. وفي الإصحاحات ( 14 ـ 21 ) من سفر التكوين بالتوراة ، ورد أن أبا الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام وصل إلى مدينة القدس وكان « مليكي صادق» الذي تذكره الكتب العبرية القديمة بهذا الاسم ، ملكا لمدينة «شالم » أقدم اسم للقدس ، وهو من اليبوسيين وهم فرع من الكنعانيين أجداد العرب. عروبة القدس بنص «التوراة» والنص التوراتي يشير إلى الحقائق التالية : أولا : أن صاحب القدس أو «شالم » كان في الأصل من الكنعانيين أجداد العرب وليس من العبرانيين أجداد اليهود .. ثانيا : أن الذي وفد على هذا المكان وأهله من العرب الكنعانيين ، هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، ومعنى هذا أن أنبياء اليهود جاءوا من بعده ، وهنا تثبت عروبة القدس بنص التوراة نفسه. شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :